06-08-2017 02:31 PM
بقلم : سهير رمضان
الصوره النمطيه:هي عباره عن مجموعه من الأحكام والانطباعات والتصورات التي ياخذها مجتمع عن اخر ويستخدمها لتقيمه وتحديد موقفه وسلوكه إزاءه الصوره النمطيه عند الغرب عن العرب والمسلمين قديمه جدا ومغلوطه وخاطئة .فنحن نقف أمام مشكله ضخمه تتسع ولا تضيق بين الغرب والعرب المسلمين حتى وصل الأمر الى ما يسمى فوبيا الإسلام عند الغرب وهو الخوف او عدم تسامح المسلمين وهذا واضح فيما يتعرض له المسلمون من الغرب وكيف يتعمد الغرب تشويه صورة الإسلام وتمييع حقائقه والعمل على نسج صوره نمطيه وترسيخها في الأذهان للحيلولة دون الإقبال على هذا الدين. ويتم وصف العرب والمسلمين في كتب المناهج الأمريكيه على أنهم شيوخ أثرياء يتسببون في ارتفاع أسعارالنفط والعقارات وأنهم يشكلون خطرا على الغرب وهم أعداء العالم ومثيروا الحروب. الصوره النمطيه عند الغرب عن العرب والمسلمين تكمن في مشروع الهيمنة الغربية التي تعمل في سبيل تحقيق مصالحها بفرض القيم والأديان الخاصه بهم لأنهم يعتبرون أن مقاييس القيم الغربية هي التي يجب أن تقاس بها القيم الأخرى وأي مقاييس تتعارض مع هذه المقاييس هي ضالة وشريره ويجب القضاء عليها. عندما ينظر الغرب إلى الإسلام هناك خلط بين الإسلام وممارسات المسلمين ، لقد أصبح عندهم خوف من الإسلام وأن الإسلام يدعو إلى التطرف والعنف والإرهاب ولاقناع الشعوب الغربية بذلك أوجدوا "تنظيم داعش" وهو تنظيم صناعه غربية امريكية إسرائيلية ليدعموا صورة الإسلام السلبيه المشوهه. نظروا إلى حجاب المرأة المسلمة كتعبير عن السريه والقهر. وأن المراة الشرقية المسلمة لا حقوق لها ولا تستطيع مغادرة المنزل وهي مضطهده من قبل الرجل. والصوره المتمثلة عن العرب والمسلمين باعتبارهم بدوا يعيشون في صحراء قاحلة وما زالت الجمال وسيلة مواصلات والرجل شهواني يحب النساء وهو إنسان سيء وغبي والرجل العربي ثري ثراء فاحش ويعامل زوجته بقسوة والعرب جميعهم إرهابيون. ونظرتهم الى الفلسطينيين خاصه أنهم ارهابين فقط يحاولون قتل الإسرائيليين المضطهدين بعنف فهم ارهابيون وليسوا مقاومين للإستعمار الإسرائيلي. وجود الصوره النمطيه السلبيه عادتا تكون متعمدة وليس بسبب نقص المعلومات بل هي عدوان معنوي متعمد ومخطط له وذلك لتصنيع صوره سلبية وصوره كريهة واوصاف منفره للطرف المستهدف وهذا ما نجح به الغرب عن العرب والمسلمين. واذا نجحت العمليه النمطية فان الضحية يجد من الآخرين مشاعر الكراهية والنفور الاشمئزاز والإحتقار واحيانا الخوف منه بل والرغبه في التخلص منه مما يجعله احيانا معرض للخطر. الصورة النمطية التي تقوم بها وساءل الاعلام الغربي بتصنيعها ورسمها للشعوب العربية هي مظهر من مظاهر الظلم في هذا العالم وزيادة حدة الكراهيه للعرب والمسلمين في العالم بل انها تعطي المشروعيه لهذه الكراهيه وتجعل العدوان عليهم شيئا مبررا ومفهوما ، وهذا ما نراه واضحا في أميركا وأوروبا من حالات تنميط واستبعاد مجموعات المسلمين لخطورتها على المجتمعات الأمريكيه والأوروبية وترسيخ الصوره السلبية عن المسلمين على انهم ارهابيون متطرفون. هذه الصوره النمطيه السلبيه عن العرب والمسلمين والتي نجحت الاحزاب اليمينية المتطرفة(التي ترفض قيم التسامح والتعايش السلمي وقبول الإختلاف والتعدد الثقافي وداعية الى صراع الحضارات.) في التميز ضد العرب والمسلمين. إن للإعلام الغربي دور كبير بالتاكيد على هذه الصوره النمطيه السلبيه المبالغ بها وتكرارها وترسيخها حتى تتلاشى اي جوانب إيجابيه لصورة الطرف الآخر. ولكن ما دور العرب والمسلمين لتصحيح الصوره النمطيه السلبيه: علينا تنشئة أولادنا على الانفتاح على الاخرين وتقبلهم واشاعة روح التسامح لديهم وعلينا تعليم اولادنا القدره على ممارسة الفكر الناقد وعلينا تعليمهم ان يكونوا مستنيرين بدلا من متلقين سلبين علينا ان نتعامل مع الغرب من منطلق القدره على الانتقاء والإنتقاد دور السياح العرب عند زيارة الدول الاجنبيه والعمل على التقيد بقوانين ونظم هذه الدول عند زيارتها وعدم ازعاج مواطنيها واعطاء صوره طيبه عن العرب والمسلمين وكما قيل"يا غريب خليك اديب" لان هناك احيانا تصرفات غير لائقة من العرب عند زيارتهم للدول الاجنبيه وهذه تعزز الصوره النمطيه السلبيه. حسن الضيافة والصدق والامانة بالتعامل مع السياح الاجانب عند زيارة البلدان العربية وعدم استغلالهم. الحوار الودي بين العربي والاجنبي واحترام الاخر وتقبله لينقل ما شاهده من حسن اخلاق وثقافه عند العرب وان الصوره النمطيه السلبيه عن العرب والمسلمين مغلوطه وظالمه. علينا أن نتعامل مع الغرب من منطلق القدره على الانتقاء والانتقاد ويجب التخلص من الإحساس بالدونيه أمام الغرب وان كل تقدم من طرفهم تراجع من طرفنا وعلى الاعلام العربي ان يسعى جاهد لينقل للعالم الصوره النمطيه الايجابيه عن مجتمعنا العربي الإسلامي