06-08-2017 03:49 PM
بقلم : بشرى عصر الزعبي
ثراء الامه المكتنز
في ظل الاحداث الاخيره التي اجتاحت المنطقه بشكل مخيف والتى تحمل اثار سلبيه تؤثر بشكل ملحوظ على البنيه االفكريه لأبناء المنطقه العربيه، بدءا بغياب حكم العرب والاجتياح الاوروبي الممثل بالاستعمار العسكري والاستعمار الفكري الذي يعد من اخطر انواع الاستعمار و الذي يعمل على ضياع الوحده العربيه وتفتيت النسيج الوطني للبلاد، فتجد ان هذا الاحتلال ابا ان يتركنا الى يومنا هذا فما زال يغرس انيابه في احشاء امتنا وصولا الى جميع فئات وشرائح المجتمع الذي يعمل بدوره على تغير الطبيعه المجتمعيه الفكريه لسكان المنطقه ، مرورا بالمشاكل الاقتصاديه والسياسه الداخليه والخارجه التي من شأنها ان تستدعي التدخل الاجنبي بالأمور الخاصه بالمنطقه فكل هذه الامور تعمل على بناء مجتمع ذو بنيان ثقافيه هشه تتضرر وتتاثر بابسط الامور لتصل الى مرحله الانهيار البطئ والهجران التدريجي من قبل اصحابها البالغ عددهم اكثر من اربعمئه واثنين وعشرين مليون نسمه حول العالم والتي تعتبر لغتهم اللغه السادسه في هيئه الامم المتحده ويتمثل هذا الهجران والانهيار باندثار اللغه المرتبطه ارتباطا وثيقا بالهويه العربيه التى كان اصحابها الاولين يتغنون ويعتزون بانتمائهم لها فهي لغه الضاد واكثر اللغات فصاحه على الاطلاق ،وبسبب اهتمامهم بلغتهم وهويتهم وتمسكهم بتراب بلادهم استطاعوا تسخير كل هذه المقومات لرسم سبيل نحو سياده العالم واستقطاب الناس من شتى بقاع الارض للتعلم والعمل في بلادهم ،لكن الاحوال لم تبقى كما عهدناها قديما ،خصوصا اثناء مرحله تسارع وتيره التطور والانفتاح المعرفي والانفجار التكنولوجي ،والذي ادي الى ظهور مايسمى بالعولمه والتي تعتبر كمصطلح حديث يدعو الى اكساب الشئ نكهه عالميه من شأنه ان يبطل المعنى الاصلي للشئ اويزيف حقيقته الازليه فمشكله اللغه العربيه تكمن في هذا السياق الذي يترجم بعقمها اي عدم قدرتها على انجاب المزيد من المفردات التى تواكب العصر بالرغم من ان عدد كلمات اللغه العربيه تصل الى اثني عشر مليون وثلاثمئه الف كلمه مقابل ستمئه الف كلمه للغه اللاتينيه، وبالاستناد الى جميع هذه العوامل التى تؤثر سلبا على اللغه العربيه يبقى السبب الرئيسى في ذلك هو خمول العقول العربيه التى كانت سببا في ظهور مشكله عدم القدره على مواكبه العصر بل الاضطرار الى استخدام الكلمات الغير عربيه اما لانها غير شائعه الانتشار ، كمصطلح الشبكه العنكبوتيه ، فمن منا يستخدم هذا المصطلح بدلا من مصطلح الانترنت، او لان هذه المصطلحات غير معربه اصلا خصوصا المصطلحات التى تختص بالجانب العلمي كالمفردات الخاصه بالاجهزه او وحدات القياس المختلفه كالكولوم مثلا،وذلك بكل بساطه بسبب انتماء هذه العلوم للجذور الاوروبيه اساسا ،لكن لو نظرنا للموضوع بطريقه منظوريه موضوعيه واسعه الافق لوجدنا ان اساس العلوم الحديثه تنحدر اصولها من علماء ومفكرين عرب لكن ومع الاسف في الاوان الاخيره قلبت الموازين لتترجم بصوره الغرب المتوحش والشرق الفقيره و الشئ الذي يعيدنا بطبيعه الحال الى نقطه التخلف والتاخر التى نعاني منها وذلك بناءا على عده اسباب متمركزه حول هجره العقول والكفاءات العربيه الى البلدان الاخرى بداعي ارتفاع المستوى الرفاهي والاهتمام الاجل بتلك الخبرات على عكس ما تلقاه في البلاد العربيه ،ربما الحال ليس بهذا السوء لكنه يعكس جزءا كبيرا من الواقع الذي نعيشه .لكن وان توقفنا قليلا واخذنا بعين الاعتبار كل المسببات التي اوصلتنا الى هذا الحال لوجدنا ان السبب الرئيسي في ذلك هو نحن ،ومع اننا ندرك ان هويتنا تكمن في لغتنا التى نستطيع من خلالها التعريف عن انفسنا وندرك الحلول التى تساعدنا على احياء لغتنا الا اننا نتركها تحتضر امام انظارنا ،فالحلول برمتها تعتمد على مدى استخدامنا للغتنا والحرص على التعلم والتعليم بها وغرس القيم والمبادى العربيه الاصيله التى تحتم على الفرد الاعتزاز بجذوره ولغته وهويته العربيه منذ الصغر ،والاهتمام بتعلم اصول قراءه وتدبر القران الكريم لان اغلب قواعد اللغه العربيه ماخوذه من القران الكريم ،بالاضاف الى امر بالغ في الاهميه يفتقده المجتمع العربي وهو القراءه فمن المؤسف اننا امه اول كلمه انزلت علينا هي كلمه اقرا ومع ذلك تجد ان امه اقراء لا تقرا وذلك استنادا الى الاحصائيات التى تبين نسبه قراءه العربي للكتب البالغه0.75سنويات والتى تعتبر نسبه ضئيله جدا مقارنه بالشعوب الاخرى بالاضافه الى العمل على ترسيخ اهميه القراءه وتبين مدى ارتباطها بالهويه العربيه وذلك من خلال الندوات والحملات التوعويه والجلسات الحواريه المنتشره في انحاء المملكه والتى من شانها رفع المستوى الفكري والثقافي لدى الافراد وباتباع جميع هذه الاجراءات ستحصد ثمار هذه الجهود الممثله بالجيل القادم الذي يتسم بالوعي والسؤليه الكافيين للاخذ على عاتقه مسوليه الحفاظ على اللغه العربيه وضمان بقائها ضمن ساحه العلوم والتكنولوجيا وحيز الوجود وذلك من خلال العمل بطريقه جديه ممنهجه من شانها زياده الحاجه الى تعلم اللغه العربيه وذلك من خلال الابتكار والتميز بشتى المجالات المختلفه التى تنسب الى العرب فمن المؤسف ان نستمر على هذه الوتيره السيئه التي من شانها ابطال المعنى الحقيقي للغه وضياع الهويه العربيه فقد نصل الى مرحله النكران المطلق والتجرد من الجذور العربيه الاصيله وذلك بسب طمس وامتزاج هذه اللغه باللغات الاخرى بالطريقه السيئه تجد فئه لا بأس بها من المجتمع يحرصون على استخدام المفردات الاجنبيه ظنا منهم انها شكل من اشكال التحضر او التطور الذي من شأنه ان يرفع من مستواهم الاجتماعي فكل هذه الافكار المغلوطه يحاسب عليها الافراد ذاتهم الذين يعملون على ضياع الهويه العربيه حتى وان كان بشكل بسيط فاللغه هي شكل من اشكال التعبير عن النفس والهويه التى تسهم في ضياع اجيال المستقبل،......وان استمر الحال على ما هو عليه لن تتعرف الاجيال القادمه على جذورها العربيه لانها وبعد فوات الاوان قد تصبح عباره عن خليط من الثقافات وليس ثقافه واحده ذات طابع عربي اصيل فأنا اتعجب من اي شخص يفضل الحديث بلغه غير لغته فهذا الاخير يعد شكل من اشكال عدم الانتماء للقوميه التى يمنتمى اليها والذي يحتل دورا رئيسيا في ظهور العديد من اللكنات التى من شأنها تعقيد عمليه التواصل بين افراد المجتمع الواحد فمثلا لكنه سكان المغرب العربي تحتاج الى مترجم في بعض الاحيان وذلك بسبب اختلاطها بعدد لا بأس به من الثقافات الاخرى كالثقافه الفرنسيه مثلا.
وبالاستناد الى جميع هذه العوامل التى تؤثر سلبا على اللغه العربيه يبقى السبب الرئيسى في ذلك هو خمول العقول العربيه التى اوصلتنا الى مشكله عدم القدره على مواكبه العصر بل الاضطرار الى استخدام الكلمات الجنبيه انها غير معربه اصلا او غير شائه الاستعمال فمن منا يستخدم مصطلح الشبيكه العنكبوتيه بدلا من الانترنت ربما لو تعمقنا في هذا المجال سنجد ان هذه الكلمات معربه اصصلا ولو انها غير مستعمله لكن لو انتقلنا الى الجانب العلمي ستجد الكثير من المفردات سواءا كانت لاجهزه او وحدات قياس سعه او حجم كالكولوم مثلا غير معربه وذلك بكل بساطه بسبب انتماء هذه العلوم للجذور الاوربيه اساسا لكن لو نظرنا للموضوع بطريقه منظوريه واسعه الافق لوجدنا ان اساس العلوم الحديثه تنحدر اصولها من علماء ومفكرين عرب لكن ومع الاسف في الاوان الاخيره قلبت الموازين لتترجم بصوره الغرب المتوحش والشرق الفقيره و الشئ الذي يعيدنا بطبيعه الحال الى نقطه التخلف والتاخر التى نعاني منها وذلك بناءا على عده اسباب متمركزه حول هجره العقول والكفاءات العربيه الى البلدان الاخر بداعي ارتفاع المستوى الرفاهي والاهتمام الاجل بتلك الخبرات على عكس ما تلقاه في البلاد العربيه ربما الحال ليس بهذا السوء لكنه يعكس جزءا كبيرا من الواقع الذي نعيشه.