بقلم :

تعد محافظة الكرك من المواقع الجغرافية الاكثر اهمية في الاردن لانها تمثل عمقا تاريخيا ضاربا في اعماق الزمن عابقا بدماء الشهداء, نشتم فيها رائحة عبد الله بن رواحة ويتردد فيها صراخ جعفر الطيار بين زقاقها تفوح رائحة الثورة وفي وجوهها نقرأ رواية التاريخ وفوق جبالها نطل على مستقبل يانع وعلى بوابتها يقف صلاح الدين باسلا وتحت ترابها يصرخ رجال غيروا وجه الزمان وشيدوا تاريخا لم يزل يتردد صداه في اعماق الاجيال الحاضرة.

 فكانوا وما زالوا يغنون اهازيج الفرح وينظمون قصائد على بحور الرجولة والانفة والعزة والكبرياء وقفوا مدافعين عن تراب هذا الوطن حملوا ارواحهم وقدموها قرابينا فداء لوطنهم.. ناضلوا من اجل الحرية لم يأبهوا بالموت بل كان غايتهم وهم يرددون نقدم ارواحنا رخيصة ليبقى الاردن عاليا شامخا بشموخ اهله فكانت الكرك بيئة جاذبة لكل الطاقات الفاعلة والقدرات الخارقة لانها تجد من قلعتها المنبر الحر الذي يستطيع من خلاله كل حر امتطاء الكلمة وركوب الريح ومطارحة الاعداء.

 ولكن للاسف فعل الزمان بها ما فعل فوقفت على بوابة التاريخ تناجي الاموات الذين تطيبوا من ثراها وتزودوا من خيراتها فاصبحت بيئة طاردة لكل الطاقات والقدرات الفكرية فتحولت من مركز ايجابي قادر على جذب الرؤى الى مركز سلبي طارد للطاقات التي كانت الكرك اولى ان تحظى بها وسبب ذلك شح الامكانات وقلة الاهتمام حتى من ابنائها الذين هم احفاد الجيل الاول الذي ضحى اسمى ايات التضحية لتبقى قلعة الكرك صاعدة في وجه التاريخ ان الكرك بحاجة الى نقلة تنموية شاملة لتتمكن من احتواء جميع طاقاتها لذلك فهي بحاجة الى الكثير من المشاريع الاقتصادية التي ترتقي بمستوى الفرد كي تعزز مفهوم المواطنة والانتماء لهؤلاء الافراد الذين يتمسكون ببعدهم التاريخي لذلك فانني اوجه هذا النداء لتبقى الكرك هي الرافد الاول للاردن على كافة الصعد ولتبقى قلعة الكرك على الدوام الصرح الصامد المرابط