14-08-2017 09:15 PM
سرايا - سرايا - في العام 1996 كنت اتولى رئاسة قسم المحليات في صحيفة شيحان الاسبوعية التي كانت الاقوى آنذاك وكان رئيس الوزراء في ذلك الحين عبد الكريم الكباريتي " ابو عون "الذي صنع تحالفا قويا مع رئيس الديوان الملكي في ذات الفترة القاضي عون خصاونة .
لم تكن خطوط الكباريتي مع مدير المخابرات القوي سميح البطيخي بالقوة التي تصل لمرحلة التحالف ، فقد اكتفى الكباريتي بتحالفه مع الخصاونه وعلاقاته القوية مع الصحفيين والنواب معتقدا ان تحالفه مع البطيخي ليس مهما ما دام ان تحالفه مع الديوان والنواب والصحافه في اوجه .
اسند الكباريتي مهمة التواصل مع الصحفيين لوزير اعلامه آنذاك مروان المعشر وانفتح على الصحافة الاسبوعية وما زلت اذكر كيف داهم ( دولته ) مقر صحيفة شيحان في بدايك العام 1997 في الثامنة ليلا ووجدته فوق مكتبي يسألني حرفيا " .... وين مكتب رياض الحروب ... دلني عليه "
كان يتسامر مع الصحفيين ويبني معهم علاقات قوية من أجل دعمه في القرار الصعب الذي كان سيتخذه خلال فترة رئاسته .
وما زلت أذكر عندما اقتحمت واياه مكتب رياض الحروب وكيف فاجأنا بقوله انه سيقوم برفع سعر الخبز مقابل دفع الفرق للاسر الفقيرة ، واطلق حينها مقولته الشهيرة "الدفع قبل الرفع " ،.
قلت له حرفيا في الجلسة التي حضرها شقيقين من اشقاء الحروب اضافة للزملاء رجا طلب وجهاد ابو بيدر ان اهل الجنوب لن يغفروا لك هذه الخطوة لانهم سيكونون الاكثر تضررا بالقرار .
حينها اتبعني بابتسامه قائلا " أنا ابن الجنوب وبعرف اتفاهم معهم"
بعد ايام اصدرت حكومة الكباريتي قرارا تاريخيا برفع اسعار الخبز وقد اسر لي أحد الوزراء في حكومة الكباريتي آنذاك ان ضجة كبرى وجدال حدث في مجلس الوزراء ، وان وزير الداخلية آنذاك الدكتور عوض خليفات تحفظ على القرار وحاول تعطيله الا انه لم يستطع بعد موافقة اغلبية مجلس الوزراء عليه .
قامت الدنيا ولم تقعد وثار الجنوب وجاب اهله شوارع مدنهم وقراهم مرددين الكلمة المشهورة " يا قداحة يا قداحة " .
انفلت عقال التحالف بين الكباريتي والخصاونة الذي كان على ما يبدو ضد القرار فاصدر الملك حسين رحمه الله قرارا بأقالة الكباريتي بعد ان حاول الاخير تقليص صلاحيات ولي العهد انذاك الامير حسن بحجة تدخله في شؤون الحكومة.
كان قرار اقالة الكباريتي قاسيا وفيها اظهر الملك حسين غضبه من الكباريتي لمحاولته النيل من صلاحيات شقيقه الامير حسن ومحاولته ايضا ازاحة الخصاونة عن رئاسة الديوان .
غادر الكباريتي في نهاية عام 1997 الحكومة وحينها كتبنا في شيحان انا والزميل جهاد ابو بيدر ماده باشراف رئيس التحرير الزميل رجا طلب الذي كان عائدا للتو من منزل الكباريتي واقترح مانشيت اقام الدنيا ولم يقعدها انذاك في صحيفة شيحان نشر بعنوان " عون اطاح بأبي عون .
وجد الكباريتي نفسه وحيدا بعد ان تم اسناد تشكيل الحكومة لخلفه الدكتور عبد السلام المجالي فقام بانشاء تحالف نسب قوي مع مدير المخابرات انذاك حيث تم تزويج ابنته لنجل مدير المخابرات سميح البطيخي ويدعى " هيثم " اكبر ابناءه .
بعد هذا النسب اختلفت عوامل التحالفات السياسية فقد كرس البطيخي كل جهوده للانتقام من
غريم نسيبه الجديد وعمل ليل نهار للاطاحة برئيس الديوان الملكي عون الخصاونة الذي تمت اقالته بالفعل فيما عاد الكباريتي لرئاسة الديوان الملكي مع بدايات عهد الملك عبدالله الثاني بن الحسين عقب وفاة المغفور له الحسين بن طلال، و تولى انذاك تشكيل الحكومة في العام ١٩٩٩ عبدالرؤوف الروابدة الذي ما لبث ان اشتبك مع الكباريتي في تنازع الصلاحيات.
وجد الروابدة نفسه ضعيفاً امام تحالف النسب بين الكباريتي و البطيخي، و بقي الروابدة يترصد بالحليفين فيما كان الحليفان يترصدان له كل خطوة من خطواته حتى نجح الروابدة بتسديد ضربة قاصمة للكباريتي عندما اقنع جلالة الملك عبدالله الثاني بأن الاخير يريد ان يقلص من صلاحيات الحكومة و يسحب منها ملفات هامة هي من صلب عملها، فصدر قرار بإقالة الكباريتي في العام 2000 لينشأ بعده صراع كبير بين البطيخي والروابدة .
بعدها بفترة وجيزة قام الروابدة باتخاذ قرار قضى بابعاد قادة حماس من الاردن ، فاستغل البطيخي اثار هذا القرار وقام بتسخين ملف الروابدة تمهيدا للاطاحة به .
كان الملك عبد الله يبحث في ذلك االوقت عن اي وسيلة لانعاش الاقتصاد الاردني فلمعت في ذهنه فكرة بانشاء منطقة اقتصادية خاصة في مدينة العقبة من اجل زيادة الاستثمارات المحلية والاجنبية فيها ؟
عارض الروابدة هذا التوجه محاولا ما امكنه من تعطيل هذه الفكرة ، فاستغل البطيخي اجواء اختلاف الاراء بين الروابدة والقصر وقام بالايعاز للنائب انذاك علي ابو الراغب بانشاء تحالف نيابي للاطاحة بحكومة الروابدة .
التقط ابو الراغب الاشارة فقام بدعوة
عدد من قيادات البرلمان على عشاء سمي فيما بعد العشاء الاخير ..الذي اطاح بحكومة الروابدة وحضره رئيس مجلس النواب الاسبق سعد هايل السرور ورئيس مجلس النواب الاسبق عبدالكريم الدغمي وربما عبد الهادي المجالي حيث اجتمع الاقطاب واقنعو النواب بان حكومة الروابدة تسير باتجاه معاكس لاتجاه القصر فتمت الاطاحة بحكومتة الروابدة بتخطيط من البطيخي وتولى تشكيل الحكومة فيما بعد علي ابو الراغب مكافأة له على قيادة الانقلاب النيابي ضد حكومة الروابدة .
ويقال بان البطيخي حينما اخذ الضوء الاخضر من القصر باقالة حكومة الروابدة بعد عدة ازمات صنعها البطيخي بنفسه للحكومه قام باستدعاء الروابدة لمكتبه في دائرة المخابرات و اجبره على تقديم استقالته عند مدير مكتبة انذاك محمد الذهبي دون ان يقابله ... في رساله واضحه وجليه للانتقام لنسيبه عبد الكريم الكباريتي الذي قدم اليوم استقالته من رئاسة مجلس ادارة البنك الاردني الكويتي ويشاع في الصالونات السياسية انه سيعود للواجهة السياسية عبر تشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة الملقي او لرئاسة الديوان الملكي خلفا للدكتور فايز الطراونه .