18-08-2017 02:55 PM
بقلم : فواز الحسنات
الحاكمية الرشيدة وحاكمية العنجهية والبطيخ
الكاتب: فواز الحسنات
بالأمس استنفرت الإدارات السياحية المعنية بالسياحة وتكثفت الاتصالات بينهم ووجدت المواقع الالكترونية خبرا دسما يتسابقون لنشره وكأنه زلزالا أصاب تلك الإدارات وهو زلزال ثمن البطيخ في احد مطاعم البترا .
إن الحاكمية الرشيده أساسها المحافظة على موجودات الوطن في القطاعين العام والخاص وتنميتها على أن يكون العمل مباشرا وشفافا ونزيها يقصد من وراءه زيادة الاعمال نموا وزيادة أعداد فرص العمل وتطوير الاعمال وزيادة الدخل والمحافظة على معايير الجودة في الخدمات وكل ذلك جنبا الى جنب في المسائلة العادلة والمنطقية للمخالفين على ان تكون الحاكمية في المسائلة اساسها العدالة والاطلاع الواسع والدراية في أساسيات الأعمال وان لم تكن فالاطلاع على التفاصيل قبل إطلاق الأحكام الجائرة وترك الامور بأيدي العابثين والمستهترين وأعداء الوطن وسياحة الوطن وممن لا يريدون للأردن خيرا سواء ممن هم خارج الوطن او بداخله ويحاربونه من خلف شاشات (الفبس بوك) والمواقع الالكترونية, متجنبين الأخذ بالحقائق ومتجاهلين لأهم المواقع الاثرية والسياحية في الوطن وهي الأكثر استقطابا للسياحة الوافدة قاصدين ضرب سمعتها وسمعة منشآتها السياحية والادارات القائمة عليها والموجودة في الميدان ومتابعة عن كثب لكل صغيرة وكبيرة لمجمل تفاصيل وأدارة العملية السياحية في البترا.
وبما انه تمت ادارة قصة البطيخة بأسلوب الحاكمية العنجهية , وكنت اتمنى على المختصين ممن تسابقو لعمل المشاركة لذلك الخبر على صفحاتهم وبعضهم من هم على رأس أعمالهم لجمعيات سياحية كبرى معنية وبشكل مباشر بالسياحة وسمعتها في الوطن وهم يعلمون علم اليقين بالأسعار خصوصا في المطاعم السياحية التابعة لأداراتهم وكيفية التعامل مع مجموعة سياحية من ثمانية اشخاص وفي مطعم مصنف من فئة النجمة , ولكن الأمر تحول الى صمت رهيب ومريب عندما يكون الامر يتعلق بالبترا وكأنها جزءا منفصلا عن الوطن وهم يعلمون ان جل ما في الامر ان موظف المطعم لم يحسن صياغة وكتابة وتفصيل الفاتورة لكي تظهر منطقية وعلى حقيقتها وإنما بانت وكأن ثمن بطيخة 60 دينارا وتناسوا ان المجموعة ثمانية أشخاص وتم اطلاعهم على لائحة الاسعار في المطعم وخرجو من المطغم شاكرين ممتنين وقاموا بإكرام الموظفين ودفع إكراميتهم وكل تفاصيل ذلك واضحة من خلال المادة الفلمية الخاصة بكاميرات المطعم , ولست هنا في موقع الدفاع عن المطعم او إدارته ولكنني اسأل كذلك لكل من سافر خارج البلاد وخصوصا اوروبا الم يشاهد ان البطيخ يباع كقطع صغيرة وكل قطعة مغلفة بالجلاتين ومسعره بخمسة يورو او اكثر الم يكن سعر وجبة الغداء في احد الدول المجاورة 27 دولار للشخص الواحد الم يكن سعر وجبة الفطور من حمص وفول وفلافل لشخصين في احد مطاعم عمان المشهور 24 دينار .
وعودة إلى الحاكمية العنجهية وأسأل أين زلزالكم عندما تنافست المطاعم الكبرى في البترا على استقطاب سياحة البواخر والتي أعدادها بالآلاف وهي سياحة اليوم الواحد لتقديم وجبة الغداء لهم حتى وصل التنافس الى سعر اربعة دنانير ونصف ولم يصل الى سعر التكلفة وهو بوفيه متكامل فيه اكثر من عشرون صنفا من السلطات البارده وعشرة اصناف من الوجبات الساخنة , اليست الحاكمية الرشيده معنية كذلك بجانب (المسائله) عن المحافظة على الاستثمارات والمستثمرين وتنمية أعمالهم والمحافظة عليها , اين زلزالكم عندما تسمم طفلا في فنادق المناطق السياحية الأخرى او غرق سياح تلك المناطق او قتل مرافق امني لمجموعة سياح في سياحة الوديان والقائمة تطول ....
وهنا ومن منطلق التواجد في المكان اجد لزاما علي وبعد الاطلاع على تفاصيل التفاصيل ومن خلال المادة الفلمية للحدث وكذلك مخرجات لجنة التحقيق المشكلة لتلك الغاية ان اكتب الحقيقة وهي انه يجب ان لا نحمل الموضوع اكثر مما يحتمل وان نعطي المخالفة قدرها فقط من بلاهة موظف في تفصيل فاتورة مطعم لكي تظهر حقيقة تفاصيلها المنطقية ,وان هذا المطعم لديه لائحة أسعار أسوة بجميع المطاعم السياحية في الوطن وحسب التصنيفات لتلك المطاعم لا بل وبالمقارنة بدول مجاورة او داخل الوطن نجدها منطقية اذا ماتم تقسيم المبلغ على عدد المجموعة السياحية .
وأتمنى على كل من يمارس المسؤولية في القطاعين العام والخاص وخصوصا في ادارة العملية السياحية في الوطن أن نعود إلى الحاكمية الرشيدة فعلا وأن ننظر الى الوطن كل الوطن بمنظار واحد شفاف وعادل ومهني نتعامل من خلاله مع السائح كالغيمة فوق مساحة الوطن وأينما أمطرت فخراجها عائد للوطن وللجميع , حمى الله الوطن والملك وأن يهدينا إلى سبيل الرشاد والحاكمية الرشيده .