بقلم : هاشم الخالدي

هناك مثل شعبي أردني يقول " ما رح تعرف قيمة الحياه الا اذا ركبت مع واحد ما بعرف يسوق".

هذه هي حكايتنا باختصار مع حكومة الدكتور هاني الملقي شخصياً ، الذي اجزم بانه حرف مسار السفينة الاردنية و باعد الهوه بين المواطن البسيط وبين حكومته وايضا بين رئيسها الذي يشبعنا تنظيراً عن الشفافية والعدالة وحقوق الانسان ، بينما ان ما يجري على ارض الواقع و ما تطبقه حكومته مختلف تماماً عما يقول ؟.



اولا: يقول الملقي في اخر تصريح له ان حقوق الاردنيين واجب مقدس وليس للحكومة "منه" على احد .

ومن يقرأ التصريح يعتقد فورا اننا نعيش في مدينة فاضلة و ان الفاضل هاني الملقي الاكثر حرصا على حقوق الانسان ، بينما على ارض الواقع نسمع في كل يوم ان الاجهزة الامنية اعتقلت احد ابناء حراك الخلايلة ثم تقوم بالافراج عنه وتعتقل ثاني وثالث وهكذا دواليك.

و بالاخر بطلعلك الاخ هاني بيقول انه حريص على حقوق الانسان

ثانيا : نسمع قبل أشهر بان جنديا اردنيا باسلاً اسمه معارك ابو تايه قام باطلاق النار على جنود امريكان في قاعدة الجفر فتثور الحكومة للاصطفاف مع "جنديها" وتبدأ باطلاق التصريحات التي تؤكد ان الجندي لم يخطئ وانه طبق قواعد الاشتباك ، ثم بعد ذلك يحكم عليه بالاشغال الشاقة .

بمعنى ان الحكومة لو التزمت بتصريحاتها وادلت بها لدى محكمة امن الدولة لما صدر مثل هذا الحكم القاسي ... و بحكيلك حقوق انسان .

ثالثا : يقول الملقي في احد تصريحاته "الافلاطونية" ان مبدأ الحكومة يقوم على الشفافية والنزاهة .

في المقابل يقوم الملقي قبل سنة بتعيين اعضاء في مجلس ادارة صندوق الضمان الاجتماعي هم نتاج لابناء الوزراء ورؤساء الوزارات السابقين ويكسر الجرة مرة اخرى ليخرج علينا بالامس بقائمة من تنفيعات ما سمي بتعيين اعضاء في مجالس المحافظات واللامركزية منهم من هو ابن شقيق وزير او ابن رئيس بلدية او نائب سابق او من خلال واسطة متنفذ.

رابعاً: تثار قضية مديرة العطاءات الحكومية المُقالة هدى الشيشاني و تبدأ الاتهامات المتبادلة بينها و بين وزارة الاشغال العامة، فيصمت هاني الملقي ولا يطلق اي تصريح يوحي بتشكيل لجنة تحقيق في القضية من جهات قضائية محايدة كي تعلمنا الصحيح ومن المتهم سواء كان الوزير أم هي شخصياً.


في هذه القضية تشعر ان الحكومة في واد و المواطن في واد آخر.



خامساً: تثار بالأمس قضية فيها رائحة فساد فيما يتعلق بحج "المجاملة"، و تقوم الدنيا و تقعد متهمين الوزير بالمحاباة، فيصمت هاني الملقي ولا يكلف نفسه بإطلاق تصريح ولو عبر ناطقه الرسمي بأن الحكومة ستحقق بالموضوع وكأننا نتحدث عن وزارة أوقاف بلاد الواق واق.



سادساً: تعلن الحكومة بين الفينة و الفينة عن توفر شواغر في المناصب العليا فيقوم الشباب الاردني المسكين وبعد قراءته لتصريحات دولة الرئيس عن الشفافيه بتقديم الطلبات وينشغلون بالمقابلات بينما تكون الوظائف محجوزه ومرتبه لفلان ابن علان او لفلان ابن علانه ؟



سابعا : تستمر الحكومة ورئيسها بالدفاع عن شفافية الحكومة وعدل قائدها المظفر هاني الملقي فيقوم الاخير بنقل نجله بين ليلة وضحاها من موظف في الملكية الاردنيه الى وظيفة مدير مطار الملكه علياء ... وبتحكولي شفافيه ؟؟

ثامنا : يتحدث الملقي عن سيادة الدولة ومنعتها وقوتها وحمايتها لحقوق ابنائها.


لم يكد حبر التصريح يجف حتى كان اسرائيليا عفناًَ يطلق النار على اثنين من ابنائنا في منطقة الرابية فيتم تهريبه في اليوم الثاني لمقابلة حبيبته الاسرائيليه واحتساء " شوب بيره " معها برعاية نتنياهو شخصيا وما زال الملقي يتحدث عن قوتنا كدولة وحمايتنا لابنائنا .

لن اكمل المقال لانني اشعر ان الرجل بعد هذه المقال راح يجهزلي تهمه لدخول السجن ... بكفي هيك.. اتلقوا ؟
قال شفافيه قال ؟؟!!!
الكاتب مؤسس موقع سرايا .