24-08-2017 10:37 AM
بقلم : عيسى الخزاعلة
في عدة حالات جرى اعتقال عدد من الاشخاص بسبب اسائتهم لعلاقة الاردن بدول اخرى - حسب ما فهم من منشوراتهم او الفيديوهات التي تحدثوا فيها . وتم معاقبتهم بالحبس لمدة لا تقل عن ثلاثة اشهر. ولكن في المقابل نرى من يسيء للاردن الوطن من ابنائة لا تتم معاقبته مطلقا. فهناك حالات كثيرة جدا في داخل الوطن كما في خارجه يسيء بها الاردنيون لوطنهم الامر الذي ينعكس سلباعلى سمعة الاردن التي طالما كنا نفتخر بها.
في خارج الاردن تجد من يسيء الى الوطن في امور سخيفة جدا ولا يجوز ان تصدر من اردني. وبعض هذه قصص انا اعرفها شخصيا من خلال تواجدي في الغربة لفترة طويلة. فعلى سبيل المثال لا الحصر وقبل عدة سنوات غادر احدهم البلد الذي يعمل به دون عودة ولم يقم بدفع فاتورة الهاتف والكهرباء والماء والتي كانت عالية جدا وهذا الامر ترك اثرا سلبيا لدى الجهة التي وظفته. وفي حادثة اخرى قام احدهم وهو تربوي بجرح يده ليتهم زميله من دولة اخرى بانه اعتدى عليه وتم كشفه وترك سمعة سيئة عن الاردنيين لا بل احرج زملائه من الاردنيين الذي يعملون في نفس المكان. قصة ثالثة حدثت عندما امسكت الشرطة احدهم باللباس الداخلي فقط في سيارته ونبهه الشرطي ان هذا الامر غير لائق ولم يكن الشرطي ينوي مخالفته الا انه استشاط غضبا وقال هذه حرية شخصية وهذه القصة نقلها لي نفس الشرطي. مثل هذه القصص تسيء للشعب الاردني وتسيء للاردن وهذا الامر لن نرضاه مطلقا.
من القصص التي تحدث يوميا في داخل الاردن والتي اخبرني عنها اصدقائي في دول الخليج قصص استغلال سائقوا التاكسي للزوار باسلوب قذر جدا دون ان يعيروا سمعة الوطن اي اعتبار. فقد حدثني احدهم وهو من سلطنة عمان انه جاء قبل سنتين الى الاردن لاول مرة ولا يعرف الاسعار في الاردن بشكل دقيق خاصة اجرة التاكسي فقام سائق التاكسي باخذ مبلغ خمسين ريالا عمانيا اي ما يعادل خمس وتسعون دينارا اردنيا وعندما حدث اصقائه عن ذلك استغربوا وغضب الرجل واقسم انه لن يعود الى الاردن مرة اخرى كسائح. من القصص المتكرره هو استغلال اصحاب التاكسي للسياح الذين يأتون للتداوي في الاردن حيث ياخذون منهم مبالغ طائلة مهما كانت المسافة المقطوعة.
القصة حديث الساعة والتي ذكرتها عارضة الازياء الايطالية نينا موريس والتي هاجمت فيها على حسابها على الفيسبوك الاردن والاردنيين هي اكبر صورة سيئة عن الاردن. فقد ذكرت انه تم استغلالها بشكل سيء جدا حتى انها اضطرت الى تحويل الفلوس التي لديها من عملات اخرى الى الدينار الاردني لكي تستطيع دفع التكاليف. مثل هذه النجمة التي يتابعها مئات الالاف وربما الملايين من الناس تؤثر في القاريء وتعطي صورة سيئة جدا عن البلد وتاثيرها كبير جدا في مواقع التواصل الاجتماعي او ربما في جلساتها الخاصة مع اصدقائها.
قصة اخرى ما زالت تدور في الذاكرة وهي قصة البطيخة التي دفع ثمنها وفد خليجي مائة وثمانية دنانير. هذا شيء خيالي ومن قام بهذا العمل يجب محاسبته ويجب منع صاحب المطعم من اي استثمار يتعلق بالسياحة ومعاقبته بمبالغ طائلة جدا لا تقل عن مائة الف دينار. وهناك الكثير من القصص التي لا نريد التحدث عنها وتحدث بها الكثيرون.
هنا لا بد من القول ان الحكومة مقصرة ومجلس النواب مقصر واساءة سمعة الاردن داخليا وخارجيا هي اخطر من الاساءة لدولة اخرى صديقة او شقيقة لان الأساءة لدولة شقيقة من شخص ما يتم تجاوزه بالطرق الدبلومياسية ولكن الاساءة للوطن من قبل ابنائة امر سيئ جدا ولا يمكن معالجته ويحتاج الى سنوات وجهد اعلامي كبير لتصحيح الصورة. واذا انكسرت الثقة بالاردن والاردنيين من قبل السواح فسيكون المردود سيئا بلا شك اذا ما علمنا ان الاردن الان يعتبر المحج السياحي الاول في المنطقة في ظل الظروف التي تتعرض لها الدول العربية الشقيقة.
انني هنا اهيب بدولة رئيس الوزراء الأكرم ان يولي هذا الموضوع اهتماما كبيرا . كما واهيب بمجلس النواب ان يطرح هذا الموضوع على جدول اعماله من اجل وضع قانون صارم لمعاقبة كل من يسيء الى سمعة الاردن في الداخل والخارج. واهيب ايضا بوزارة السياحة ان تقوم بوضع دليل يعطى لكل سائح يدخل البلد يدرج فيه تعليمات للسائح بشكل عام ويركز على قضية النصب والاحتيال من قبل السائقين او اصحاب المطاعم وان يوضع خط ساخن ليتم الاتصال به حال تعرض السائح للنصب والاحتيال. اضافة الى ذلك فأنني ادعو وزارة الصحة الى النظر الى الاستغلال الذي يتعرض له بعض القادمين للعلاج من بعض المستشفيات الخاصة فسمعة الاردن اهم مليون مرة من ملء جيوب الجشعين بالفلوس. واخيرا اتمنى على وزارة السياحة ان تعيد النظر في اسعار المطاعم الخيالية جدا وان تكون جالبة للسياح لا منفرة لهم وان يتم كبح جماح جشع اصحاب المطاعم بقوة القانون.
واخيرا وليس اخرا اتمنى ان يصل صوتي هذا الى جلالة سيد البلاد الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه والذي يعمل جاهدا من اجل ان تكون صورة الاردن نقية في جميع انحاء العالم لكي يضع الحكومة امام مسؤولياتها فيما يتعلق بهذه القضية التي يجب عدم السكوت عليها لكي تبقى صورة الاردن نقية كما عهدناها.