حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 46815

هاشم الخالدي يكتب: الرفاعي استثمر الاعلام على طريق المطار وانقض عليه في الدوار الرابع

هاشم الخالدي يكتب: الرفاعي استثمر الاعلام على طريق المطار وانقض عليه في الدوار الرابع

هاشم الخالدي يكتب: الرفاعي استثمر الاعلام على طريق المطار وانقض عليه في الدوار الرابع

01-01-2011 10:19 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هاشم الخالدي

يذكرني ما يحدث الان بين الاعلام وحكومة سمير الرفاعي بما كتب في التاريخ حول ثورة 23 يوليو التي قادها جمال عبد الناصر وعلاقته التي توترت فيما بعد بجماعة الاخوان المسلمين ولست هنا لاضفاء صبغة النفي أو التأكيد على صحة كل ما ذكره التاريخ لكنني اقتبس منه لأدخل في حكايتي حول علاقة الرفاعي مع الاعلام.

باختصار فقد كانت جماعة الاخوان المسلمين جزءاً لا يتجزء من ثورة (23) يوليو التي قادها الضباط الاحرار لكن هؤلاء بدؤا يستشعرون ان جمال عبد الناصر قد فرغ من دعمهم وانه ينوي الانقلاب عليهم لكنهم لم يتوقعوا ان يلجأ جمال عبد الناصر الى ضربهم بحركة مشابهة لحركتهم حيث عمدت قيادة الثورة آنذاك لاقامة تنظيم سياسي شامل اطلقت عليه اسم (هيئة التحرير).

حينها غضبت جماعة الاخوان وذهب مرشدها العام حسن الهضيبي لمقابلة عبد الناصر محتجاً ومؤكداً أن لا حاجة لهيئة التحرير ما دامت جماعة الاخوان المسلمين قائمة.

في اليوم التالي للغضب اصدرت الجماعة بياناً حرمت فيه على اعضائها دخول هيئة التحرير وبدأت كوادر الاخوان تهاجم الهيئة وتنظيمها الجماهيري المسمى (منظمة الشباب).

وبلغت ضراوة المواجهة بين الاخوان والهيئة الى حد استخدام الاسلحة والقنابل والعصي واحراق السيارات في الجامعات يوم 12 يناير 1954 وهو اليوم الذي خصص للاحتفال بذكرى شهداء معركة القناة.

حدث الطلاق البائن بينونة كبرى بين عبد الناصر والاخوان فكانت المواجهة باسم (الدفاع عن الوطن ومكتسباته) وربما حمايته من الابتزاز وهو المصطلح الجديد الذي اطلقه الرفاعي ولم يعلم به عبد الناصر.

رحم الله جمال عبد الناصر فما زال هذا الرجل يحمل في قلبي كل احترام ويكفي ان الوحيد الذي تجرع العدوان الثلاثي على وطنه لانه نادى بتحرير فلسطين وتحرير مصر من ايدي شركات القناة والسد العالي.

المهم .. لا ادري لماذا تستحضرني هذه الحكاية لتنكأ جراح ما نعاني من نحن الاعلاميين من سوء معاملة وتنكيل وتحريض على يد هذه الحكومة.

المذهل ان رئيسها دولة سمير الرفاعي عرف على مدار المناصب التي تولاها بانه كان صديقاً للصحفيين، وأذكر شخصيا اننا لم نكن نجد – انا وصديقي جمال المحتسب – مكانا اكثر راحة لبث همومنا مما كنا نعانيه من تضييق على الحريات في حكومة دولة معروف البخيت سوى مكتب دولة الرئيس حين كان رئيساً تنفيذياً لشركة دبي كابيتال التي تقع على طريق المطار.

اذكر ذات يوم حين داهمتنا قوات ضريبة الدخل وفرضت علينا غرامات (سياسية) تصل الى ربع مليون دينار بحجة تهربنا من الضريبة... والطريف ان اخي جمال اقترح علي زيارة مكتب صديقنا آنذاك دولة سمير الرفاعي في مقر عاصمة الحكم (دبي كابيتل) لنشكو له ابن عمته ناصر جودة الذي كان يتولى منصب وزير الاعلام في حكومة البخيت بعد ان وصلتنا معلومات ان جودة بارك قرار المداهمة وفرض الضريبة لانهاء وجودنا الاعلامي بشكل نهائي.

كانت الجلسة رائعة انتقد فيها الرفاعي لجوء الحكومة لمناكفة الاعلام مؤكداً ان الاعلام هو ذراع الدولة واسهب في مدح المواقع الالكترونية التي اكد انه يتابعها بشكل يومي وهو الامر الذي دفعه لاغداق عشرات الالاف لدعمها من موازنة دبي كابيتال حيث لم يكد يخلو موقع الكتروني من اعلان سنوي لهذه الشركة.

كنا ننظر انذاك للرفاعي على انه (المخلص) المؤمن بالاعلام والمواقع الالكترونية، لذلك لا عجيب – والله على ما اقول شهيد – ان بعض الصحفيين بكوا من الفرح حين كلف جلالة الملك الرفاعي بتشكيل الحكومة باعتباره الاقرب لهم والصديق الذي لطالما شعر بآلامهم... فما الذي حدث.

انا سأقول لكم ما الذي حدث ... على مدى اشهر قبل ان يتولى الرفاعي منصب رئيس الوزراء استمرت ماكنة الاعلام الالكتروني تروج للرفاعي وتبشر بقدومه حتى تحقق الحلم، فلم يكد الرجل يجلس على كرسيه الوثير في الدوار الرابع حتى بدأ يبطش بانصاره القدامى اللذين ساهموا في ايصاله لذات الكرسي.

لا ندري اذا كان هجوم بعض النواب على الصحافة يمكن تشبيه بما فعله جمال عبد الناصر بتشكيل (هيئة التحرير) لمجابهة الاخوان المسملين في نصف القرن الماضي لكننا كإعلاميين يجب ان نقرأ التاريخ كي نستفيد من حكمة الماضي، لذلك اؤكد بان على الاعلام عدم الاصطدام مع النواب هذا الاوان حتى لا تستثمر الحكومة هذا الصدام لصالحها كما فعل قادة ثورة يوليو حين اشتبك الاخوان مع هيئة التحرير فإستثمروا ذلك الصراع للقضاء على الجماعة واجبارها على العمل بشكل سري تحت الارض ، فهل هذا ما يريدون ؟؟؟.

من المؤسف والمضحك في آن معاً ان تسعى الحكومة بكل ما اوتيت من قوة ان تقوض هذ الحراك الاعلامي المتنامي من المواقع الالكترونية التي كانت حتى وقت قريب الذراع الاعلامي الوحيد لدولته قبل ان يصبح دولة...

من المفيد هنا ان نستذكر الاية الكريمة : بسم الله الرحمن الرحين ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍِ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِِ  .. صدق الله العظيم).

الكاتب : مؤسس موقع سرايا 

رئيس اتحاد المواقع الالكترونية 

Hashem7002@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 46815
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
01-01-2011 10:19 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم