بقلم : هاشم الخالدي
قرأت قبل قليل رد الفعل الغاضب جداً لأمين عام وزارة السياحة و الآثار عيسى قموه على ما نشرته عارضة الازياء الايطالية "نينا مورس " من استغلالها مالياُ عند زيارتها للاردن.


و لكي نعرف القصة التي أثارتها المواقع الالكترونية ومنها سرايا والتي اثارت ضجة كبرى ان هذه العارضة قالت انها قضت 48 ساعة في الأردن، وشعرت بأنها "صراف آلي".


وبينت أنها منذ لحظة دخولها إلى عمان مرورا بزيارتها إلى البتراء التي أحبتها كثيرا تم إستغلالها ماليا وبقيت تدفع نقودا وإكراميات لم تتوقف.


و أنه تم استغلالها في مقاه ومطاعم ومن قبل سائق تكسي، مشيرة إلى أنها دفعت ثمن توصيلة من مكان بسيط في عمان 12 دينارا، كما أنه تم اتهامها بحمل يوروهات مزورة للحصول على مبالغ أخرى.


وقالت إنها اشترت 6 أشياء بسيطة في عمان بـ 180 دينار وثم فنجان قهوة بـ 10 دنانير، بالإضافة إلى أنها بقيت تدفع طول فترة الزيارة.


وقالت إنها خلصت إلى شعور بأنها لم تعجب الأردنيين وهي كذلك لم يعجبها أبناء الأردن .

اللافت كما قلت في بداية المقال ان الامين العام لوزارة السياحة عيسى قموه استشاط غضباً و اتبع غضبه بتهديد قانوني بحق كل من استغل تلك السائحة في حال ثبت ذلك.


المضحك في الموضوع ان عطوفته نسي انه امين عام وزارة و ليس ضابط أمن وقائي و لا بحث جنائي، و انه لو سخر جهاز الامن العام بأكمله فلن يستطيع الوصول الى سائق التكسي الذي نصب على السائحة "نينا" والذي لهف من "المستورة " 12 دينار لتوصيلة لم تتعدى دينارين وهو اي- امين عام السياحة - لن يستطيع بأي حال من الاحوال التوصل الى المحال التجارية التي باعت "هالمستورة " اشياء بسيطة - كما قالت - بـ180 ديناراً وحتى لو استطاع عطوفة معالي دولته التوصل اليهم فهو لا يملك قانونياً مقاضاتهم و لا بأي تهمة.

و أخيراً و ليس آخراً فهو لا يملك ايضاً محاسبة "الكافيه" الذي قام بتقديم فنجان قهوة للفاضلة "نينا" و لهف منها 10 دنانير ؟! لإنه حتى لو اعترف صاحب "الكافيه" فلا يملك امين عام السياحة لا اغلاق محله ولا تغريمه بحكم ان الاسعار في هذه الاماكن ربما تكون مُعومة وربما يقنع الوزراه ان السعر شامل قزازة المي.



اما بخصوص ما قالتة عارضة الازياء الايطالية من استغلالها مالياً لدى زيارتها للبترا واضطرارها لدفع اكراميات لفلان وعلان فهو - اي امين عام السياحة - لن يسطيع معاقبة اي شخص من هؤلاء لانه بكل اسف لن يجد دليلا واضحا على قيامهم بطلب الاكرامية او الرشوة الا اذا اتبع عطوفته المبدأ الأمني المعروف .. بأن يستضيف العارضة "نينا" في احد المراكز الامنية ويقوم بعرض حال بعض المشتبه بهم ليتوصل للفاعل الذي سينكر بكل الاحوال :



خلاصة ما اريد ان اصل اليه .



اولا - السياحة في الاردن تحتاج الى اخلاقيات من قبل العاملين في القطاع ابتداءا من بعض اصحاب التكاسي و انتهاء ببعض الادلاء السياحيين سواء المرخصين او اولئك الذين يعملون "على روسهم" فإذا ما قدر هؤلاء اهمية السياحة و اعتبارها منجزاً وطنيا فلن نستطيع ان نوقف ذلك الإستغلال المادي الذي يتعرض له السياح الاجانب .





الاهم في الموضوع : وهي رسالة لأمين عام وزارة السياحة : اذا كنت عطوفتك تعلم تماما انك لن تستطيع تتبع الشكوى ولا الاستدلال على "الجناه" فلماذا تنفخ عضلاتك وتوهمنا بانك القادر على جلبهم خلال نصف ساعة و معاقبتهم.



واقول .. اذا كانت المسالة مسألة اعلامية و كلام في الهواء لن يطبق علي ارض الواقع فقط من اجل ايهام الوزير انك تمسك زمام السياحة ومن اجل ايهام رئيس الوزراء ان الامور تمام الاتمام يا افدم فاعلم انك تخاطب شعب مثقف يستطيع تمييز الغث من السمين ويعلم ان مثل هذه التصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع .





وقبل ان يفرد اي مسؤول في الدولة عضلاته عليه ان يعلم حجم صلاحياته وإمكانياته والا .. فليسكت .



ورسالة اخيره الى عطوفته الذي لا اعرفه اصلا ولا يوجد بيني وبينه اي خلاف : اتمنى على عطوفتك ان تقوم انت وكادر وزارتك بزيارة الفنادق والمطاعم التي تقوم بجرد المواطن الاردني قبل السائح بفواتير ما بعد المئة دينار دون ان يتحرك منكم احد ؟؟
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com