28-08-2017 08:33 AM
بقلم : فراس الطلافحة
وليست أمي أجمل من أمهاتكم ولا أملك إنتماءً ومحبة لهذا البلد أكثر منكم ولكن آن الآوان أن أتكلم بكل بصراحة وتجرد وبلا مواربة وربما بقسوة وأبدأ بسؤال وهو من المسؤول عما يحدث في بلدي ...؟ وأرفق بهذا التساؤل إجابتين الأولى الدولة وممثلة في الحكومة التي تدير شؤون البلاد والثانية المواطن .
ما أتوقعه هو أن تكون الإجابة من الكثيرين هي الحكومة , إذا نحن قُمنا بإدانة الحكومة ووضعناها في قفص الإتهام وقمنا نحن المواطنين بتبرئة أنفسنا مقتنعين بأننا ملائكة لا نخطىء ثم أننا نحمل من الفضيلة والقيم والأخلاق الكثير ولكن نحن في الحقيقة وحين نخلوا بأنفسنا في لحظة صدق وإيمان سنجد أنا وأنت بأننا أسوأ مما نعتقد بكثير .
أثناء وقوفي على إحدى الإشارات الضوئية توقفت بجانبي سيارة فارهة بداخلها عائلة أردنية قام قائد السيارة والذي هو رب الأسرة بالطلب من إبنه وعلى مسمعي بإلقاء زجاجة مشروب غازي من شباك السيارة في الشارع العام ولا أعلم هنا هل حضرت الدولة بكافة أذرعها الأمنية وأجبرته على هذا التصرف أم هو تصرف ذاتي كان إنعكاس لتربية ترباها الوالد وسيقوم بتوريثها لأبنائه من بعده وأقول هنا : ماذا كان سيضر بالوالد لو أنه طلب من إبنه وضعها في كيس وقام حال وصولهم لأقرب حاوية وضعه بداخلها لا بجانبها فأجمل أنواع التربية وأنجحها هي التربية بالقدوة الحسنة .
أتلفت حولي كل يوم فيما يحدث في وطني فلا أجد إلا أننا كمواطنين يجب علينا أن نتحمل الوزر الأكبر في وجود الكثير من السلبيات وتناميها فمن الظلم أن نحمل الحكومة أكثر مما تطيق ونجعلها الشماعة التي نعلق عليها أخطائنا .
الممارسات اللاأخلاقية في الشوارع من المتسبب بها ..؟ الإزدحامات المرورية وعدم ركن السيارت بشكل صحيح , قذارة الشوارع والأحياء السكنية , العصبية والسادية والأنانية في تعاملنا مع الآخرين , عدم تقديم الخدمة للمواطنين في الدوائر الرسمية والمستشفيات وتعامل الموظف مع المراجع بفوقية وإستثماره لوظيفته , المعلم الذي لا يقوم بواجبه في تعليم الطلاب بكل أمانة , أصحاب المدارس والجامعات والمستشفيات الخاصة والذين يستثمرون في المواطن ويرونه صراف آلي لا بد من إستثمارة متناسين ان مهنتي الطب والتعليم هما من أسمى المهن الأخلاقية ويجب أن تكونا بعيدتا كل البعد عن الربح السريع والإستغلال .
لأقطع الطريق على الكثيرين وأسأل هنا من هو المسؤول الفاسد ومن السارق ومن المرتشي ...؟ أليس هو الإنسان وقد يكون أخي وأخيك وقريبي وإبني وجاري ومن معارفي تربى من قبل والديه على الجشع وعدم القناعة وقلة الضمير وأن الوطن هو آخر همه .
الآن لا بد من أن نعيد النظر في تقيمنا للأمور وأنفسنا ولا بد من إعادة بناء الإنسان والذي هو اصل الحضارة والرقي من أجل تغيير هذا الواقع المؤلم الذي نعيشه ولن يتم ذلك إلا إذا بدأنا من البيت فمقولتي دائماً بيوتنا قبل حكوماتنا لأنها الأساس بإفراز جيل جديد مؤمن ببناء وطنه وتحقيق طموحه .
الخلاصة : يجب أن لا نبرئ أنفسنا ويجب أن نحملها المسؤولية الكبيرة بما يحدث ونُدين الحكومة بأنها لا تطبق القانون وتجعله الفيصل في كل أمور حياتنا .