28-08-2017 12:39 PM
سرايا - سرايا - خاص - شهدت الايام الماضية موجة من الانتقادات اللاذعة بحق النائب طارق خوري ، و ذلك بسبب الندوة المثيرة للجدل التي نظمها بعنوان : "اسباب عزوف الأردنيين من اصول فلسطينية عن المشاركة بالإنتخابات" ، فما كان ذلك العنوان إلا بداية شرارة بوجه خوري لما نبشه في عش الدبابير و التوجه لإثارة مواقع التواصل و الكيل الكبير من الإتهامات.
الفعاليات الشعبية والقوى الوطنية في مخيم الوحدات هاجمت و انتقدت ما تقدم به النائب طارق خوري في ندوته ، حيث قالوا في بيان صادر عنهم يوم امس الاحد ان عنوان الندوة يدعوا الى تقزيم وتقسيم الدولة الاردنية وبث الفتنة بين ابناء الشعب الواحد .
رئيس الوزراء الاسبق عبد الرؤوف الروابدة بدا و كأنه قد تورط بطريقة مُحرجة في الندوة و كان كلامه بمحور عدم التفرقة بين اردني و فلسطيني و الحديث عن الاخوة في الدم ، و أبدى إنزعاجه من مصطلح العصابة الحاكمة الذي استخدم اثناء تلك الندوة ، فما كان من الصالونات السياسية إلا ان انهالت عليه بالانتقاد و اتهامه بالإنجرار في ضحل مستنقع هو بغنى عنه ، خصوصاً ان الروابدة في الفترة الأخيرة بدت تصريحاته هجومية ، بعد اقصاءه عن رئاسة مجلس الاعيان وتقديم استقالته و رفضه البقاء في المجلس ، مما اغضب جهات عليا من تلك التصرفات و اعتبار تصرف الروابدة غير مُرحب به .
بداية القصة مع الروابدة حينما هاجم قانون الانتخاب واصفاً أياه بأنه : " ليس له أب أو أم كون الحكومة ألقت به إلى مجلس النواب للتدارس والفحص"، و أن القانون لا يتضمن أي إيجابية، مطالبا بنظام انتخابي مختلط يعتمد على النسبية المغلقة والمقاعد الفردية مناصفة مع التأكيد على عدم العبث بالإرادة الانتخابية من مختلف الأطراف ، تلك التصريحات زادت من الشرخ الحاصل بين الروابدة و الحكومة و القصر و بدت الاتصالات بينه وبين الجهات الرسمية شبه مقطوعة وسط محاولات لإبعاده عن كل الملفات و إقصاءه عنها ، فما كان بالروابدة إلا ان اتجه للملفات الجدلية و الحديث عنها و كان اخرها في تلك الندوة ، لكنه وجد نفسه في خطأ كبير نتيجة ردة الفعل على تلك الندوة الجدلية و عدم تقبل الرأي العام لها بعد الحديث عن التقسيمات الاقليمية و الأصولية التي تزيد من النعرات في المجتمع.
رئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري و المحسوب ظاهرياً على المكون الفلسطيني في الاردن ، كان دوماً مدافعاً عن حقوق الاردنيين من اصول فلسطينية و متابع للشأن الفلسطيني و القضايا العربية ، لكن الندوة التي شارك فيها مؤخراً شغلت الصالونات السياسية و تحدثت عن إعادة النظر بالاشخاص الممثلين للمكون الفلسطيني بعد إقحام قضية الاصول و المنابت في معظم الاحاديث السياسية ، و ان هنالك انتقاص من الحقوق و التفرقة بين ابناء الوطن الواحد .
مواقع التواصل الاجتماعي وجهت اللوم بشكل كبير على المصري و الروابدة كونهما رئيسا وزراء سابقين ، و ان خوري غرر بهما في الحديث عن مواضيع حساسة و الدخول في ازمة ، فالوضع الحالي بغنى عن تلك الأزمات خصوصاً ان هنالك عدو اسرائيلي يتربص بالأردن و يحاول استغلال كافة الانقسامات الداخلية لتجييرها لصالحه و زراعة الشرخ بين الاردنيين ، فقد اكد سياسيون لسرايا ان المصري سيراجع نفسه في ايام وسيجد انه اخطىء في المشاركة بتلك الندوة الجدلية و هو بغنى عن التورط فيها ، كذلك الحال للروابدة ، فهما شخصياتان سياسيتان لهما وزنهما في الاردن و لهما تاريخ عريق في الحياة السياسية .