31-08-2017 09:55 AM
بقلم : إياس احمد عبود
عندما كنت في عمر الصبى هائما، كانت من شيمي الأحلام، والأحلام إبحار بلا قيود، وفضاء بلا حدود، وما أن تدغدغني أشعة الشمس بإشراقتها الرقيقة، افتح عيني متهللا مستبشرا، يخفق قلبي بأحلام الليل، ويأخذني الحنين إلى الغد.
وها أنا ألأن في يد الغد.
ما زالت الشمس تشرق بإشراقتها الرقيقة ذاتها، افتح عيني متثاقلاً من تعب الأمس، ويأخذني الحنين إلى أحلام الصبى، وأستعيذ بالله مما هو آت.
يا الله إن هؤلاء الناس يقيسون الحياة بمقياس مختلف، أشخاص تربعوا على زمام أمورنا، استأثروا بالحياة لأنفسهم، ويحققوها من أحلامنا، سمحت لهم مناصبهم ليكسروا زجاج نوافذنا، ويعبثوا في مواردنا وحقوقنا، فكانوا كالنار في الهشيم تحرق الأخضر واليابس، ما تطاله أيديهم لهم، وما لم تطاله أيديهم، يكسروه بحجارتهم، فبتنا ننام ونصحو على رفات الوطن، ونحن لهم الحقول، ونحن هم الزارعون، ونحن الثمار، وهم المستفيدون، وفي المساء يغسلون أيديهم كأن لم يكن هناك شيء.
ومع ذلك، ورغم كل ما عملوا ورغم نقصي أجدني فيهم كاملا، فما زالت يداي بيضاء وكرامتي ملكي، وبكل جهلي إذا ما حضرت فيهم عالم، فما زلت احفض أمانتي، نعم أنا صغير في حجمي كبير في إيماني، وهم كبار في حجمهم صغار في إيمانهم.
وما زلت للأن في يد القدر، وما زلت حالما، وسيعقب هذا الشروق شروق اخر