06-09-2017 03:43 PM
بقلم : ناصر الخزاعله
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في سورة العلق:
{ أقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ5 }
على بركة الله وبعونة يبدأ اليوم الثلاثاء الخامس من ايلول الدوام الفعلي للطلبة في الفصل الدراسي الأول للعام 2017 – 2018
وبهذه المناستة اوجه تحية محبة وتقدير واجلال لكل الكوادر التعليمية ، بدءا من المعلم الذي يشغل الحصة الصفية وللمرشد المدرسي وامين المكتبة والكادر الخدمي والسكرتير وقيم المختبر ومساعد المدير والمدير وموظفي المديريات ومدراء التربية وموظفي الوزارة والامناء العامين والوزير . ولطلبتنا ذكورا واناثا
اليوم يتوجه ابنائنا الطلبة وينتظمون به لاخذ اول دروسهم الصفية ، ولهم من اساتذتهم كل الحب والرعاية الابوية فالمدرسة هي البيت الثاني للطلبة وعليهم ان يضعوا قول امير الشعراء احمد شوقي رحمه الله :
قُم للمعلمِ وفه التبجيلا -----كاد المعلم أن يكون رسولا
شعارا لهم في احترام المعلم ، والذي يقع عليه دورا مهما في تعليم الطلبة وارشادهم ومراقبة سلوكهم وتصحيح كل ما يراه من انحراف عن الاخلاق العامة ، وان يكون القدوة الحسنة لطلابه وأن لا يسمعوا منه الا الكلام الطيب والخلق الحسن وان يبتعد عن الصراخ والسب والشتم، وكلنا يعلم ان الطالب احيانا لا يخاف من والده بقدر خوفه من المعلم ويعمل جاهدا لكي لا يعنف او يعاقب امام زملائه وهذا يتطلب من المعلم جهدا وصبرا وتضحية ويجب ان يتصف المعلم بصفات خاصة تختلف عن الاخرين وعليه ان يكون خلوقا ومثقفا ، وصاحب مباديء وقيم سامية بالاضافة لسعة علمة وتمكنه من المادة التي يدرسها بأساليب ووسائل مناسبة للطلبة وان يراعي الفروق الفردية في استيعاب الطلبة ، ولا يعتمد على التلقين والحفظ في غير مواضعه ، في اعطاء الدروس وعليه ان يتقي الله في اداء رسالته والتي اقترنت برسالة الانبياء ولهذا قال شوقي ( كاد المعلم ان يكون رسولا ) لان مهمته اعداد جيلا سيتولى مهامه في خدمة امته ووطنه ، وحمايته من اعداء الداخل والخارج وسنكون بأمس الحاجة لوفائهم وعطائهم وعلمهم في ادارة شؤون البلاد والعباد نريد جيل يتربى على العقيدة السليمة وعلى الفضيلة ومكارم الاخلاق والصدق والنزاهة والخوف من الله كي لا يرتشي ويسرق ويغش ويفسد في الارض، ويهون عليه الوطن ويفرط بمقدراته .
كلنا يعلم حجم الفساد الاداري والمالي الذي نعاني منه واغلب دول العالم الثالث تشترك معنا بهذا البلاء ولن يخلصنا الا جيلا يتربى على التقوى والايمان بحقوق الانسان وسيادة القانون واحترام النظام.
لذا علي اخواني واخواتي معلمين ومعلمات العمل بكفاءة عالية كي يخرجون اجيال تؤمن بالعدل والمساواة والاخلاص بالعمل .
وفي الختام اضيف التجربة اليابانية والتي لا تخفى على الكثير منكم وللتذكير وشحذ الهمم ورسالة لولي الامر لتوجيه الحكومة ومجلس النواب للاهتمام بالمعلم والاخذ بتجارب الامم الاخرى الناجحة ، لاختم بها مقالي .
فقد رويَ أن أمبراطور اليابان (هيروهيتو) عندما نزلَ من البارجة الامريكية ,,, بعد أن وقعَ على وثيقة استسلام بلاده لدول الحلفاء في الحرب العالمية الثانية:
(أجبروه على ان يوقع الوثيقة فوق أرضٍ امريكية وهي البارجة الامريكية مسيوري بل ) وقد استقبلهُ كبار رجال الدولة بتجهُم ملحوظ فدعا الى أجتماعٍ ضمَ جميع أعضاء الحكومة بالاضافة الى كبار مستشاريه ,,, وقالَ مُخاطباً أياهم ,أنني أعلم جيداً أنكم مستائين من أستسلام بلادنا لدول الحلفاء وكُنا مرغمين على ذالك لما عانى فيه مواطنينا من ويلات الحرب وآخرها ماحدثَ من تدميرهائل في مدينتي هيرشيما ونكازاكي بفعل القنابل النووية التي أُلقيت عليهما من العدو ,,,فهل تُريدون أن ننهض ببلادنا أفضل مما كانت قبل الحرب ؟ أجابوه نعم يا جلالة الامبراطور,,,فقالَ لهم ماهو مقدار الراتب الذي يتقاضاه المستشار؟ فأجابهُ رئيس الديوان بمقدار كذا (ين ياباني ) ,فقال : أذن عليكم أن تجعلوا راتب المعلم كراتب المستشار ! وفعلاً بعد عشرة أعوام من البناء والاعمار والتعليم والمثابرة بدأت اليابان نهضتها العلمية و التنموية والاقتصادية والثقافية وأصبحت تُضاهي بلدان الغرب المتقدمة واليوم أصبحت الأولى بين دول العالم في صناعاتها وزراعتها وتقدمها الحضاري وارتفع دخل الفرد السنوي ليصبح اعلى دخل في العالم نتيجة تقدُم بلاده في كافة المجالات .
وعليه اطالب الحكومة برفع رواتب المعلمين وتحسن ظروفهم المعيشية على الاقل لنتخلص من مافيا الدروس الخصوصية والتي لم يكن يمتهنها جيلنا لانها كانت تندرج تحت ثقافة العيب ، حين كان المعلم قائدا للمجتمع ومميزا في ثقافته وقدوة للاخرين .
لتربوي المتقاعد