-->

حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,30 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 31183

اليابانيون ينظفون المدرجات بعد خسارتهم مع السعودية

اليابانيون ينظفون المدرجات بعد خسارتهم مع السعودية

اليابانيون ينظفون المدرجات بعد خسارتهم مع السعودية

07-09-2017 10:19 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا -

سرايا - كان المنتخب الياباني لكرة القدم على موعد مع التأهل الى نهائيات كأس العالم - روسيا 2018، حيث خاض أول من أمس مباراة "تحصيل حاصل" مع مضيفه السعودي على ملعب الجوهرة بجدة.. فاز الاشقاء وتأهلوا وخسر اليابانيون، وما هي سوى لحظات بعد انتهاء المباراة، حتى قام المتفرجون اليابانيون بدورهم في تنظيف القمامة حيث كانوا يجلسون.. جمعوا قمامتهم ورحلوا بعد أن تركوا انطباعا ايجابيا متكررا عنهم.


ولعل كثيرين يتذكرون ما جرى على ستاد الدوحة يوم 28 تشرين الأول (اكتوبر) من العام 1993، أي قبل ما يقارب 24 عاما، حين استضافت قطر التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة لكأس العالم "أميركا 1994".


في ذلك اليوم ساند الأردنيون "تلفزيونيا" شقيقهم المنتخب العراقي في مباراته أمام اليابان.. انتهت تلك المباراة إلى التعادل 2-2، وحينها سجل جعفر عمران هدف التعادل القاتل عند الدقيقة 90، لتتأهل السعودية وكوريا الجنوبية إلى النهائيات وتخرج اليابان من التصفيات.


ليس ما سبق ذكره ما خلدته الذاكرة في الملعب فقط، ذلك أن الكاميرات التلفزيونية التقطت صورا عديدة للمشجعين اليابانيين على مدرجات الملعب بعد انتهاء المباراة، وهم يقومون بجمع القمامة حيث كانوا يجلسون، ويلقون بها بأكياس احضروها خصيصا داخل حاويات القمامة.. كان مشهدا مؤثرا وراقيا في ذات الوقت، ذلك أن التعادل بطعم الخسارة ودموع الحزن التي اعتلت وجوه اليابانيين، لم تمنعهم من التصرف بهذا الشكل الحضاري.


عمّان كانت هي الاخرى شاهدة على السلوك الحضاري للجماهير اليابانية، بعد كل مباراة يحضرها اليابانيون لمنتخب بلادهم، سواء في تصفيات المونديال أو بطولة العالم للشابات، فذلك الفعل نابع من حضارة وتقاليد وتربية سليمة، يشعر من خلالها الياباني بأنه سفير لبلاده، ويجب عليه أن يقدمها بأبهى صورة.


مقارنة حال الملاعب الأردنية بالحالة اليابانية يبعث على الحزن والاسى، فالبعض يعتقد بأن المقعد ملكا له، ولا بأس من تحطيمه تعبيرا عن الحزن أو الفرح، كما لا بد من ترك آثار الاحذية على تلك المقاعد، بالاضافة الى كميات كبيرة من القمامة، تحتاج الى عدد كبير من عمال الوطن لتنظيف تلك المدرجات من مخلفات الجماهير.


ويتساءل كثيرون: كم هو عدد المتفرجين الذين يذهبون إلى الملعب أو الصالة الرياضية وينظفون خلفهم؟، كم هو عدد المتفرجين الذين يمارسون سلوكا حضاريا وانسانيا مع الممتلكات العامة التي يستخدمونها؟.. ولماذا يقوم بعض المتفرجين بـ "سرقة" حنفية ماء أو إحدى مقتنيات "دورات المياه"؟.. ولماذا يجلس البعض على مقعده وقد وضع قدميه وحذائه على المقعد الامامي؟.. ولماذا يلقي البعض بقمامته بل وينثرها على اكبر مساحة ممكنة من مدرجات الملعب؟.


اليابانيون يتعلمون في بيوتهم ومدارسهم وجامعاتهم مكارم الاخلاق، في حين أن جيلا واسعا من الشباب يذهب الى الملاعب الأردنية، من دون أن يدرك واجبه على اكمل وجه، فيقدم صورة غير لائقة ويترك خلفه كثيرا من علامات الاستفهام والتعجب، التي لا تقتصر على هتافاته، بل تتعداها الى سلوك يتعلق بالنظافة التي يقال عنها كحكمة دارجة أنها من الايمان... شكرا لكم ايها اليابانيون فكل يوم تقدمون درسا رائعا.








طباعة
  • المشاهدات: 31183

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم