بقلم :
كثرة في الاوانة الاخيرة حوادث الشجار في جامعاتنا الاردنية الرسمية منها والخاصة بين الطلبة وتعود اسبابها في معظم الاحيان الى خلافات بسيطة منها الخلاف والغيرة على فتاة صديقة او قريبة ومنها الانتخابات الطلابية ومنها ما هو ابسط من ذلك بكثير مجرد اتهام طالب لاخر بالنظر اليه بشكل غير مرضي وهكذا امثلة .. ولكن تكمن خلف هذه الدوافع امور كثيرة نفسية واجتماعية واقتصادية وايضاً تربوية وموروث عشائري او اسري او ثقافي ونادراً ما يكون للسياسة او للحزب دورا في ذلك .. المهم وبغض النظر عن الاسباب المباشرة فن هذه الاشكالات تتطور الى تكتلات طلابية تعتمد العشائرية والاقليمية والعنصرية النتنة نحاربها جميعاً ولا يؤيدها ولا يدعو لها الاّ مغرض ومن ليس عنده شيء من الحس الوطني وأفقه محدود وثقافته الاجتماعية قبل التعليمية ضعيفة وهزيلة ويعاني من امراض نفسية وضعف في الشخصية او نقص معين في حالته الانسانية والنفسية والاجتماعية .. المهم اننا جميعاً نريد ان نوقف هذه المهازل ونوفر الامن الدراسي والنفسي والصحي للطلبة وهم فلذات اكبادنا وامل الامة وقادتها مستقبلاً وثروتها ورجائها و هم ايضاً فرسان التغيير المأمول بهم. وكما نهدف ونسعى الى ان نحافظ على الممتلكات الوطنية من التخريب والضياع والتكسير. هناك بعض الجامعات حاولت جاهدة الدعوة لعقد ندوات او ورشات عمل لمعرفة واقع المشكلات واسبابها والظروف المحيطة والبيئة التي تشجع على اثارة مثل هذا اعمال ووضع الاليات للحد منها والسيطرة عليها في حال حدوثها ويتم دعوة كافة عمداء شؤون الطلبة ومدراء الامن في الجامعات الرسمية والحكومية ويستضاف من اصحاب الاختصاص سواء من الامن العام او من الباحثين والمؤهلين في علم النفس والتربية والاجتماع والدين وللاسف لم يحضر من عمداء شؤون الطلبة ومدراء امن الجامعات الا نسبة قليلة جداً وتتحول هذه الفعالية الى احتفالية نظرية دون الوصول الى نتائج مفيدة .. لذا فانني اقترح مايلي : ان تتبنى وزارة التعليم العالي مثل هذه الندوة او المؤتمر المهم برعاية معالي الوزير ويتم دعوة عطوفة مدير الامن العام ومساعدوه وجميع رؤوساء الجامعات الرسمية والخاصة و عمداءالكليات المتوسطة ايضا وعمداء شؤون الطلبة في الجامعات ومدراء الامن فيها وان تدار حوارات ونقاشات فعالة وواقعية وتقدم اوراق عمل من اصحاب التجارب والاختصاص وان يعطى الوقت الكافي للجميع للتحضير لهذا العمل وان يتواجد الجميع طيلة ذلك اليوم وليس حضور حفل الافتتاح فقط وان نصل الى استنتاجات وتواصي قابلة للتنفيذ ومن ثم توضع الية واضحة المعالم يشارك فيها اصحاب الاختصاص للسعي نحو تطبيقها ومتابعتها للحد من هذه المشاكل التي لا ينتج عنها الا الخلافات والاحقاد والدمار للانفس والممتلكات وسمعنا مؤخراً عن هيئة وطنية لمكافحة العنف الجامعي وعرفت من بين مؤسسيهاالاستاذ امجد شموط وانا اعرفه شعلة من النشاط ويستحق فعلاً ان يكون من ضمن اعضاء هذه الهيئة نامل منهم ان يتحركوا ايضاً وبالسرعة الممكنة لانهاء اعمالهم الخاصة بالتاسيس ووضع انظمتهم الداخلية وغيرها وان نشاهد ونلمس قريباً اقتراحاتهم ومشاريعهم واساليبهم وتوصياتهم للحد من هذه الظاهرة الضارة . اتمنى لهم التوفيق وامل من اصحاب القرار والمسؤولين المزيد من الاهتمام بهذا الموضوع المهم . حمى الله الوطن الحبيب وحفظ الله جلالة قائدنا وراعي مسيرتنا وهيىء لهالبطانة الصالحة حكومة ومستشارين ودامت رايتنا العربية الاردنية الهاشمية عاليه خفاقة بعون الله وبهمة الاوفياء المخلصين ..
Dr.faleh@alzaytoonah.edu.jo