01-10-2017 09:34 AM
بقلم : د. نزار شموط
قلما اكتب عن الشخوص , ولكن في بعض الاحيان لا يقوى قلمي الا ان يعبّر عما يجول في خلدي , ويستفزني مرغماً للبوح عما يكنه وجداني , لانه لا يجوز بأي شكل ان تبقى مناقب الخيرين حبيسة لا يعرفها الاخرين .
اتحدث عن شخص لا يعرفني , وليس لي غرض بمحاباته , ولكن كما يقول المثل الشعبي ( اللي في الخيرين بنقال ) . المرة الوحيده التي رأيته فيها كانت في مسجد الحسين طيب الله ثراه في صلاة التراويح في رمضان , لفت انتباهي هيبته ووجهه البشوش واناقته ولطفه وهو يتحدث مع الاخرين بعد الصلاة , ادركت انه شخصية اعتباريه لها احترامها في المنطقة التي يقع فيها المسجد وقلت ربما هو من شخصيات هذا الحي .
لقد ترك في نفسي اثراً طيباً وودت ان اصافحة ولكن مضيت دون تحقيق مأربي . بعض الاشخاص يلج الى قلبك دون ان تعرفه او تتحدث معة , فرسولنا الكريم علية افضل السلام ( يقول الارواح جنود مجنده ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ) . وبعد زمن رأيت في الجريدة صورة هذا الشخص وهو يوزع المساعدات للفقراء , وكان نص الخبر ( سعادة سفير الكويت الدكتور حمد الدعيج يوزع المساعدات بنفسه للفقراء ) .
حقيقةً ان ما رأيته في هذه الصورة لم يفاجأني , لان ما كونته من انطباع جميل عنه عندما رأيته اول مرة في المسجد , اكد لي صدق انطباعي .
ولكن لم يدر في خلدي انه سفير , لان السفراء لا نراهم الا على البساط الاحمر في البروتوكلات الرسمية فقط . لقد اسعدني انني رأيت صورة هذ الرجل الطيب مرةً اخرى , وعرفت انه سفير لدولة شقيقة عزيزة علينا هي الكويت .
للأمانه قادني فضولي للتعرف اكثرعلى شخصية الدكتور الدعيج وقرأت عن هذه الشخصية , وتيقنت ان حدسي وانطباعي الاول وقراءتي لهذه الشخصية كانت صحيحة مئة بالمئة , ليس كوني متخصص في علم النفس , ولكن سمات البعض تنبأ عن مكنوناتهم .
فكل ما قرأته يؤكد محبة كل من عرف الدعيج , فهو يحمل سمات الخيرين ( تواضع , طيبة , حسن خلق , دين , صدق في العمل والعطاء ) .
ما دعاني للكتابة عن الدكتور الدعيج اليوم انني رأيت على صفحة الجامعة الهاشمية صورته وهو يقدم شيكاً لرئيس الجامعة لمساعدة الطلبة الفقراء .
تحية الى هذا الرجل الراقي في خلقه وعطائه واناقته مظهراً ومسلكاً , وهو نموذج يحتذى لدبلوماسي تجاوز جدران سفارتة واخترق قلوب كل من عرفه , وتربع فيها .