01-10-2017 09:52 AM
بقلم : ديما الرجبي
لسان حال الجميع يقول بأن الحاصل في المملكة العربية السعودية صادم بالفعل ليس لأننا ضد أن تقود المرأة السعودية ” سيارة” بل هو المنطق بعينه ولكن إذا عدنا لإحتفال السعودية باليوم الوطني الذي أثار حنق السعوديين أنفسهم على كيفية ” الإحتفال ” نجد أن كثيراً من الثوابت التي عهدناها في بلاد الحرمين بدأت ” تتحرر” من فتواى قيل في حينها أنها غير قابلة للتشكيك ؟!
فالإحتفال بدعة وقيادة المرأة حرام والمعازف حرام ، وها نحن اليوم نشهد على ” ليونة” التحريم لأمور تبدو صغيرة أمام الكثير من الكبائر التي حرمها الله عز وجل فما الذي يحدث في بلاد الحرمين ؟
خروج ” شيخ ” مع تحفظنا على الوصف الذي شابهُ الكثير من التشويه واللغط “يغني” سورة الفلق على مسرح مضاء بالكامل ويرافقه على جانبيه فرقة موسيقية ، بالنسبة لنا ” حرام ” ولا يحتاج لفتوى والعلم عند الله ولكن لم تحرك السعودية ساكناً على هكذا أمر ؟
فصل الدين عن السياسة كما تردد من عناوين “بفصل مسمى خادم الحرمين عن ملك البلاد ” لا يبشر بحدائق ياسمين بيضاء ليس لأن الأمر خارج عن المألوف في شرقنا الأوسطي بل لأنه لا يشبه بلاد الحبيب عليه الصلاة والسلام ولا يليق برسالة تلك الأرض الطاهرة ؟
عندما تصدح المآذن على وقتها نستدل على القبلة بكل سهولة ويُسّر ولو كنا في بلاد أوروبية فهذه فطرتنا وهكذا اعتدنا ..
وهذه المواكبة الغريبة التي بدأت بها السعودية تجعلنا نتخيل أن تكف الأصوات عن المناداة مثلاً للصلاة في بلاد عرفت فيها ” الهيئة” حينها سنشعر أن ركناً ثابتاً منذ الولادة قد إهتز فكيف ستتمكن السعودية بكل ما نحفظه عن ظهر قلب من تفاصيل إختلفنا معها أو اتفقنا أن تبدأ بتمرير
” الليبرالية ” هكذا ؟
وما أثر ذلك على بلاد الإمامة ؟ هل يعقل بعد أن اتكأت السعودية على وهابيتها وبعد أن اتخذوا من علمائهم وشيوخهم جواز مرور نحو شرعيتهم
أن تقوم بتقنين أو الغاء دور ” الهيئة ” وهي التي تعتبر الضابط الأقوى في السعودية ؟
عندما رأيت على موقع التواصل الإجتماعي “تويتر ” شاب سعودي يتحدث عن إغلاق المحال وقت الصلاة متذمراً على هذا الأمر، بدأت أفكر بأن القادم سيعطي فرصةً للفوضى وإنقسام الشعب السعودي وهذا الأمر من شأنه خلق جماعات وأحزاب ومذاهب ، هم في غنى عنها ، فمن المتوقع أن يخرج من الشعب السعودي من يعترض على أمور لم تكن قابلة للجدل بالسابق ؟
فإلى أين يا بلاد الحرمين …
والله المستعان