بقلم :

 في كل يوم أو عدة أيام تطل علينا الصحافة المحلية المسموعة و المقروءة منها الالكترونية و الورقية بأخبار مزعجة عن أحداث عنف جامعي في جامعة هنا أو جامعة هناك وهو موضوع بات يؤرق القائمين على تلك الجامعات و لابد أن يحظى باهتمامنا للوقوف على حيثيات ومسببات هكذا أحداث لابد من أنها تسيء لنا أولا كأردنيين ولمستوى التعليم الجامعي المتميز عربيا و دوليا ثاني . فما المسببات الكامنة وراء ظاهرة العنف الجامعي ؟ وهل تحتاج جامعاتنا الى قوانين أكثر ردعا للوقوف في وجه هذه الظاهرة ؟ أم أن الإعلام يهوّل أحداث العنف الجامعي وهي أمور عادية تحدث في كل الجامعات . وأن ما يجري في جامعاتنا على الساحة المحلية ما هو إلا انعكاس لحالة الإحتقان التي يعيشها المواطن . ففي استعراض لهذه الظاهرة و في دراسة أجريت في الجامعة الأردنية كشفت أن من أهم الأسباب لهذه الظاهرة هو التعصب القبلي وما يرافقه من تعصب أعمى ومساندة سواء كان الطالب - سبب المشكلة- ظالما أو مظلوما تماشيامع ا لمثل القائل " أنا و أخوي على ابن عمي و أنا و ابن عمي على الغريب ). كما أن عدم الخوف من العقاب وغياب القوانين الجامعية الرادعة يعد كذلك أحد الأسباب المهمة في تنامي هذه الظاهرة . بالإضافة الى عدم قدرة عدد كبير من الطلاب من تعبئة أوقات فراغهم وما يرافق ذلك من معاكسات للطالبات في الجامعة والذي يمكن أن يكون أحد الأسباب الرئيسة للعنف الجامعي . وكما أفادت الدراسة فإن التربية غير السوية أحيانا تلعب دورا مهما في تفاقم ظاهرة العنف الجامعي وأضافت الدراسة أن الطلاب الذكور أكثر ممارسة لظاهرة العنف الجامعي وبينت الدراسة أن الطلبة الأكثر التزاما بالقانون، والاجتماعيين والذين يجيدون إدارة الوقت لا يمارسون العنف . وحول الإجراءات التي يمكن اتباعها للحد من هذه الظاهرة فهي كما يلي :

1- زيادة النشاطات اللامنهجية

2- نشر التوعية بين الطلبة حول الوحدة الوطنية

3- إعادة نظر الجامعات بسياسات القبول فيها

4- نشر التوعية حول الأثر السلبي للعنف

5- نشر أسماء الطلبة المشاركين بأعمال العنف في لوحات اعلانات الجامعة .

6- تفتيش زائري الجامعة من غير طلبتها

7- الطلبة المفصولون من الجامعة لأسباب تتعلق بممارسة العنف يجب أن لا يقبلوا في أي جامعات أخرى

8- عقد لقاءات أكثر بين الطلبة وكلياتهم وأقسامهم

9- تصميم ونشر ملصقات لتعزيز التعايش بين الطلبة.

وفي الختام أتمنى أن أكون قد قدمت الفائدة لما فيه صلاح جامعاتنا و الوقوف على الأسباب الحقيقية و الدوافع التي لا تؤدي إلا الى تردي واقع جامعاتنا مما يؤثر سلبا على سمعة الوطن و مستوى التعليم الجامعي على حد سواء . وأدام الله الأردن منيعا عصيا في وجه التحديات .

raedhiary@gmail.com