03-10-2017 10:05 PM
بقلم : المحامي محمد الصبيحي
بعض الأصدقاء مهما اختلفت نهاية أسماءهم زميلة ...رفيقة ... أو حتى أخت ...هم رفقاء الأيام والذكريات والمواقف
كانت بدايتي مع صديقتي يارا منذ نعومة أظافرنا في سنتنا الأولى على مقاعد الدراسة وأذكر أن أول يوم لنا عندما دخلنا في الصف فتعثرت يارا وضحك الجميع اﻹ أنا بادرت لمساعدتها فنظرت إلي نظرة مازالت أذكرعا وبدأت معها أيامنا الجميلة نذهب سويا للمدرسة ونلتقي بعد الرجوع منها وأذكر أنني كنت افتقدها كلما غابت وهي كذلك فرحنا معا وبكينا معا وكبرنا سويا .
مرت سنين والأيام تدور من حولنا بدأت علينا علامات النضج الفكري والمؤولية تجاه أنفسنا وصداقتنا فكان لا يذكر اسمي إلا ووذكر اسم يارا معي . أتت العطلة الصيفية قرر والدي اصطحابنا في رحلة خارج البلاد وأول شيء قمت به اتصلت على يارا وأخبرتها ففرحت لفرحتي ، ذهبت وودعتها أحسست بشعور غريب ،لم أفهم لماذا امتلأت عيناي بالدموع ؟ انطلقت راجعة للبيت قلت في نفسي أظن أني أريد أن تأتي معي يارا ، أو ربما هذه المرة الأولى التي ابتعد عنها ، وبقيت الأفكار تدور في عقلي ... وصلنا إلى مدينة كابادوكيا وأمضينا فيها ليلتين كانت ساعات جميلة برفقة أهلي ،ثم بعد تناولنا وجبة العشاء دق جري الهاتف ،وسمعت أبي يتحدث لكني لم أعيره اهتمامي ظننت انها مكالمة من مكان عمل والدي ،وبعد ذلك دخل أبي الى الغرفة الثانية عندما نظرت لوالدي كانت ملامحة قد تغيرت ،وصوتة قد خفت ،وقال بنبرة حزينة سنرجع غدا للأردن تعالت صيحاتنا لماذا ؟لماذا؟لكنه لم يجب وهكذا أمي ....
بقينا في حيرة من أمرنا ،حتى أتى صباح ورجعنا إلى الاردن برفقة أفكارنا المشوشة ...
ثم وصلنا البيت رأيت خيمة بالقرل من البيت صديقتي يارا ظنت أن أخاها عاد من السفر.. سألت أمي لم تجب ،وخرج أبي مسرعا ..صمت طويلا لم تكن الخيمة تعج بالفرح كانت بائسة ،ارتادني الفضول تسللت من الباب الخلفي للبيت ركضت حتى وصلت بيت يارا وعندما دخلت كان البيت يعج بالأشخاص تكوهم ملامح الحزن . بحثت عن ام يارا وعن يارا وكانت الصدمة 'توفيت صديقتي ....رفيقتي ....حبيبتي ....وأختي .....
خرجت مسرعة ركضت في الشارع والدموع تتطاير من عيناي وكنت أصرخ بأعلى صوتي ....يارب ....