سرايا - ووفقًا لصحيفة “ميرور” البريطانية، لم تشعر الفتاة التي تُدعى “ليبني مولانو” بأي نوع من أنواع الألم النفسي منذ صغرها، ويعود الفضل في ذلك إلى والديها اللذين لم يجعلاها تتعرض للسخرية المفرطة من المحيطين بها، نظرًا لأنهما لم يتركاها وحدها منذ ولادتها.

ولكن لم يكن هناك مفرّ من مواجهة الآخرين، فعند بلوغها السنّ الدراسي ذهبت إلى المدرسة لتخرج إلى المجتمع وهي تمتلك ما يقرب من 200 وحمة على جسدها، ما تسبب في سخرية ومهاجمة بعض زملائها لها بطريقة عنصرية حيث كانوا يلقبوها بالغوريلا.


وتحدثت الفتاة، البالغة من العمر 24 عامًا، عن تجربتها المريرة مع المجتمع وكيفية تجاهل هذه الإساءات العنصرية، قائلة: “منذ يوم ولادتي أشاهد ردود أفعال غريبة من جميع المحيطين بي، ولكنني لم ألاحظها بشكل دقيق نظرًا لوجود والدي بجانبي طوال الوقت، إلا أن الأمر اختلف تمامًا عند دخول المدرسة، حيث بدأ جميع أصدقائي بالابتعاد عني ورفض الجلوس بجانبي، بالإضافة إلى توجيه العديد منهم الإساءات العنصرية لي مثل وصفي بـ”الغوريلا”، وصاحبة يد الشيطان، ومنذ ذلك الوقت أدركت مقدار الأزمة التي أواجهها، فالأطفال دائمًًا ما يكونون الأكثر صدقًا ويطرحون آراءهم دون زيفٍ أو مجاملة”.


وأضافت: “دائمًا ما كان يقوم والدي بتحفيزي وتشجيعي لعدم الالتفات للإساءات العنصرية، وكان يقول لي إن الناس يحدقون في بشرتي بسبب تميزي عن الآخرين، ما جعلني أقرر محاولة استخدام تشوه جسدي بشكل مختلف لكي أصبح شخصية ناجحة”.

وتحثُّ الفتاة الكولومبية من خلال حديثها جميع من لديهن تشوهات خلقية على عدم الانكسار والاستسلام للخجل والعزلة، بل مواجهة الناس، فبداخل كل شخص ما يتميز به عن الآخرين، وليس لشخص دور فيما تبدو عليه خلقته.