11-10-2017 10:10 AM
سرايا - شغلت الفنانة المصرية شيرين عبدالوهاب يوم الثلاثاء، عشرات آلاف المدونين السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الإعلان عن استعدادها لإحياء حفل فني غنائي في العاصمة الرياض التي بدأت تشهد وباقي مدن المملكة الكثير من الفعاليات الفنية والترفيهية بعد سنوات من المنع.
ورغم أن كثيراً من الفنانين العرب والعالميين زاروا السعودية خلال العام الجاري والذي سبقه ضمن انفتاح بدأته السعودية بإنشاء هيئة حكومية للترفيه، إلا أن الإعلان عن حفل للفنانة شيرين بدا كالصدمة التي تلقاها كثير من السعوديين.
وطوال ساعات يوم الثلاثاء، كان الوسم “#شيرين_في_الرياض” يتصدر قائمة الترند في موقع “تويتر” الذي يجمع ملايين المغردين السعوديين، وسط انقسام أوحى بأن الحفل كسر قيداً رمزياً في البلد المحافظ باستضافته لفنانة مصرية بشهرة شيرين وارتباطها بالصخب والرقص في الحفلات.
وحاول منظمو الحفل تهدئة الجدل الواسع الذي تسبب به الإعلان عنه، بالإشارة لكونه حفلاً فنياً سيقتصر حضوره على النساء فقط، وستباع تذاكره بأسعار عالية تصل حد عشرة آلاف ريال أي ما يعادل أكثر من 2500 دولار كون ريع الحفل سيذهب لمساعدة مرضى السرطان من الأطفال.
شيرين: لست مسؤولة عن ارتفاع أسعار تذاكر حفلي المقرر بالسعودية
لكن تلك التبريرات، زادت من صخب الحفل في مواقع التواصل الاجتماعي، بالرغم من كون موعده في الـ31 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إذا اعتبر كثيرون أن اختيار جمعية “سند” الخيرية لدعم الأطفال، الفنانة شيرين بالذات، لإحياء حفل الليالي العربية الخامس والذي يقام برعاية الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، بمثابة إضفاء طابع رسمي عليه.
وردت الجمعية الخيرية عبر وسائل إعلام سعودية بالقول إن فنانات مثل بلقيس وأسماء لمنور أحيين حفلات سابقة بالفعالية ذاتها وفي مدينة الرياض أيضاً وبأسعار تذاكر عالية دون أن يحدث هذا الجدل الذي رافق الإعلان عن حفل شيرين.
وبدأ الجدل في البداية حول الأسعار العالية للحفل قبل أن يتضح أن ارتفاع أسعار التذاكر يعود لكونه حفلاً خيرياً، ليبدأ الجدل حول الفنانة شيرين وما إذا كان حضورها للمملكة وإحيائها لحفل فني يشكل مرحلة جديدة من التغيير الذي تشهده المملكة بالفعل.
وانتقد فريق من المغردين السعوديين الجدل الذي رافق الإعلان عن حفل شيرين، وقالوا إنه لا يختلف عن حفلات عدة شهدتها المملكة، وحضر بعضها الرجال أو النساء، فيما حضر بعضها الآخر الجنسين في اختلاط لم يكن معهوداً منذ سنوات.
ورغم كون الحفل خيري وتقتصر تذاكره على سيدات الأعمال في السعودية والطبقة الثرية، إلا أن حضور شيرين إلى السعودية وغناءها على مسرح، يمثل كسراً رمزياً بالفعل لغياب الفنانات العربيات عن الحفلات الفنية الكثيرة التي شهدتها السعودية في الأشهر الماضية.
ومن غير المتوقع أن يتم إلغاء حفلة شيرين بسبب الانتقادات والجدل حولها، وهو ما كان سائداً في الماضي عندما كان يتم إلغاء حفلات بعد الإعلان عنها، أو خلال إحيائها، حيث يوقف أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تلك الفعاليات بالقوة قبل أن تقلص المملكة من صلاحيات رجالها المعروفين باسم “المطاوعة” وتمنعها من تلك التصرفات.
كما أنه من المتوقع أن تشهد فعاليات مقبلة في السعودية مشاركة فنانات عربيات شهيرات وفق ضوابط تضعها هيئة الترفيه الحكومية وتمثل رأياً وسطاً يراعي القيود التي يطلبها رجال الدين الذين يتبنون تفسيراً متشدداً للشريعة الإسلامية المطبقة في المملكة من جهة، ويراعي من جهة أخرى متطلبات منظمي ومعدي ومؤديي الحفل والفرق الموسيقية المرافقة لهم لنجاح حفلاتهم