11-10-2017 12:22 PM
بقلم : عائشة الرازم
أنا تربيت ....وعد من أشكالي أن لا أنشر على هذه الصفحة المحترمة أي مقال أو موضوع أو شيفرة أو برقية إعلامية أو سياسية ناقدة ...لا بالخير ولا عن البرلمان ولا عن الطرق والسير ...ولا بناءة ولا مشاءة .ولا عن حجم الخطر السياسي المحيق ولا عن أهوال الفساد والانهيار الكامل لإدارة شؤون البلاد والعباد ..ولن أنشر مقالة غاضبة مواجهة ... أو مضادة لخراب أو نهاب أو فاسد حاقد وغد راقد ...أو استشراء الدمار لكامل مؤسسات الوطن وتتفيه مطالب وصراخ الناس !!
أعلنها بصراحة : كتبت المقالة السياسية النارية الموضوعية منذ عام 1978 وبدأت حياتي الصحفية في جريدة الدستور وترعرعت إعلاميا وصحفيا على يد الأستاذ الراحل كبير الصحافة العم الحبيب محمود الشريف ... وبقيت أكتب زاويتي السياسية الجريئة ( في الميزان ) لسنوات عشر في الدستور ...تترافق في كثير من الأيام مع النشر في صحيفة الرأي والشعب دون منافسة وكراهية بين الصحف الثلاث ..
فقد كان الود والتواصل سيد الزمالة ...
وكتبت زاويتي السياسية في الرأي لسنوات رافقتها مقالتي الأسبوعية في شيحان أيضا منذ تأسيسها من بداية عام 1985 ...رافقها مقالات في الصحف العربية والمجلات العربية ( أكتوبر ورئيس تحريرها صلاح منتصر أعطاني الصفحة الأخيرة ) وعشرات الصحف والمجلات والخ ... وكتبت خمس سنوات متتاليات في صوت الشعب وأستاذي كان أبو علي ... والهيكلي سلطان الحطاب وكتبت آلاف المقالات منثورة بقوة الكلمة والموقف ...وكان المسؤول في وطني يخجل لو طلب لقائي لمعاتبتي أو الرجاء التخفيف ...لا بل كان كل مسؤول في الدولة يشعر أن من واجبه تصحيح مساره أمام الكتاب ... فقد كنا نحن الصوت المسموع والمرتجى للدولة بجميع دوائرها ومن خلال السلطة الرابعة كان الإصلاح والإرسال والاستقبال ... ووالله كان المسؤول يخشى تجاوز مقالة تنتقد انهيار طريق أو سقف مدرسة أو تجبر رجل أمن أو سير ضد مواطن ... أما في السياسة فقد كانت الأقلام جلية لا تجامل حتى أعتى القضايا كانت تطرح ويتم تناولها باهتمام دون الإضرار بصاحب الموقف والرأي .
.وكثير من قضايا الناس كان المسؤول يبادر للطلب مني زيارته ومناقشة صحة المعلومات ويدونها في ملف على منضدته ونتحدث بصراحة ...وكانت هيبة المسؤول تحتم عليه معالجة المشكلة والمصيبة واستدعاء القائمين على الحالة ... وأحيانا كثيرة أمامي ...
لأن الكاتب صاحب المقال كان مقدرا محترما مصدقا مهاب الجانب ...له وزن يرتعد لجلجلته صانع القرار وصاحب المنصب ... وكان الكاتب أو المفكر صاحب القلم والصحفي جاهلا بألاعيب الابتزاز الإعلامي والتشويه فظهرت سنوات الحرية الصحيحة في التعبير في سنوات السبعينيات والثمانينيات وبداية التسعينيات ... وفجأة انقلب شعار الديمقراطية على رؤوسنا بدعسة فجائية ...!!! وبدأت تخفت وتيرة حرية التعبير وحرية الكلمة والتصريح المحكم المبرهن !!!
ووالله ... لم أشهد في يوم قبل هذه الأيام والسنوات العجاف هذه ...لم أذكر ولم أشهد أن قلمي تعرض لكسر أو تحطيم أو إهمال أو تجاوز موضوع ساخن منشور !!! لا أنسى أنني ربما تعرضت لإزاحة من مساحات كثيرة ولكن بهيبة الكتمان الرسمي وعدم البقاحة في العقوبة والصراحة الوقحة مثل ( اللي مش عاجبه يروح على لاهاي ... ) هذا احنا وهذا اللي بنقدر عليه ... وكأنه يحرم على صاحب القلم حرية المصداقية ... ويمنح كتاب التدخل السريع أعلى مراتب الطبطبة والقدسية !! قلنا لهم : لقد فاض كيل النهب والفساد والخراب وتضاعف انهيار شخصية المؤسسات من خلال مبدأ إدارة الوطن المعاش والمطبق ( اعوي يا كلب وارتاح يا قلب ) لكنهم لا يسمعون ..
وإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور !! وبالآخر : يصطفلوا ..
أعلنها بصراحة : لم يعد للرأي الصادق الحكيم الموزون بالحقيقة والقوة والمحاججة والإثبات احترام وتقدير !!! لا بل استهتار وحقد واستعداء ومساءلة وحرمان أولاد وبنات وزوج من حق مرصود !!!
نعم ... لقد عم الظلم وطم ... واصطفلوا ... خلص ...فكونا ...!!!!
شكرا ...
شكرا...