12-10-2017 09:05 AM
سرايا -
يكمن الجمال في عين الناظر، لكن البشر يتشاركون شيئًا من التفضيلات العالمية عندما يتعلق الأمر بإيجاد شخص ما من الجنس الآخر جذابًا، على سبيل المثال، يميل الرجال طويلو القامة، أقوياء البنية إلى أن يحصلوا على درجات أعلى من الجاذبية؛ ويشار إلى المرأة عادة بجاذبيتها اعتمادًا على عينيها، وضآلة خصرها، وامتلاء صدريها وشفتيها.
وقرر الأكاديمي الطبيب كريس سولومون في جامعة كنت، الخبير في التحليل البصري، أن يبحث عن معنى الجمال المثالي، فرغب في صنع دليل بصري لأجمل رجل وامرأة في العالم، لكن يغلب الظن أن النتائج التي خرج بها تقتصر على الرجال والنساء من المملكة المتحدة البريطانية.
بالاستعانة بالتقنية المستخدمة عادةً في صنع مصنفات صورية لمجرمين مطلوبين، صمم كريس 100 مقطع وجهي مختلفٍ مستندًا إلى نتائج دراسة سأل فيها الأشخاص عن تقييم أكثر ميزة جاذبية في شخص ما: كحجم الأنف، وامتلاء الشفاه، وقصة الشعر. ثم طلب منهم تقييم كل من هذه الوجوه المئة. وكانت النتائج كالتالي: بالنسبة للأنثى، فإن الوجه المثالي هو وجه شبيه بوجه إيما ستون أو ناتالي بورتمان باستثناء امتلاكه لحاجبين عريضين، ورأس على شكل قلب، وشفتين مملوئتين. أما بالنسبة للذكر: فكٌ قوي، قصبة هوائية غليظة، وشعر داكن. وتظهر الدراسة كما يقول كريس "نتائج مثيرة عما يعتبره البريطانيون جمالًا مثاليًا".
ويعود سبب خروج كلا النتائج على شكل وجهين أبيضين قوقازيين إلا أن الحالة التي درست إضافة إلى الوجوه اقيمت فقط في المملكة المتحدة البريطانية، ما أخرج نتائج متطرفة تختلف عرقيًا عن أجزاءٍ أخرى من العالم، ويضيف كريس: "من المهم أن نلاحظ أن هذه الوجوه المثالية تستند لما أقيم في بريطانيا، لذلك فإن القيام بها في آسيا أو أفريقيا مثلًا، سيعطي بلا شك نتائج مختلفة".
تتفاوت الجاذبية الجسدية وتتعقد باختلاف الثقافات البشرية، والحقب، والمعايير الفردية وبالتالي تنتج حقيقة أن الجمال صفة شخصية وليست موضوعية، لكن بعض الأشياء تعد عالمية بعض الشيء: إذ إن النساء من النواح العلمية يفضلن الملامح العضلية في الرجال، فضلًا عن الطول الذي يشير إلى مؤشر توستستيرون عال، وقوة جنسية وشجاعة فذة: أما الرجال فيميلون إلا الانجذاب إلى المرأة الأقصر منهم، وتمتلك شفاهًا مملوءة، ووجهًا متماثلًا، وصدرًا كبيرًا كمؤشر على مستويات عالية من الاستروجين وبالتالي خصوبة عالية، فعلميًا وتطوريًا، يفضل الأشخاص معالمًا تعد بإنجابٍ وافرٍ، وصحيٍ، وجذابٍ، وقويٍ.
لكن الجمال يتجاوز أهداف التكاثر، فهو يتعلق بالطريقة التي يفكر بها ذاك الشخص، والأسلوب الذي يتحدث به، وطريقة تفاعله مع الآخرين، وللتعرف على رؤية أكثر تنوعًا وواقعية للجمال حول العالم، إليك سلسلة من صور المصورة مايهيلا نورك أسمتها "أطلس الجمال"، وحصدت هذه الصور بعد سفرها عبر 37 دولة، وبوجود دعم مادي محدود، صورت نوروك مئات النساء من كافة الأقطاب آملة في أن تعطي الناس منظورًا أفضل لكيفية إدراك الجمال.
وتقول المصورة: "أستطيع الآن القول بأن الجمال موجود في كل مكان، فلا يتعلق بمستحضرات تجميلٍ أو أحجام، لكنه يتعلق بأن تكون ذاتك". وبينما قد تبدو صور كريس جذابة بعض الشيء، فإن الجمال يمتلك طيفًا واسعًا من المثاليات ولا يقتصر على جانبٍ واحد.