12-10-2017 11:08 AM
سرايا - بعدما انتهت من محاضراتها الجامعية ذهبت لتدير معرضها الفني المقام بـ "كابيتال مول" في مدينة غزة الذي تعرض فيه لوحاتها البسيطة والجميلة كما وصفها متابعيها على "الانستغرام".
آية مغاري 19" عام" هي فتاة فلسطينية تسكن في مخيم البريج بقطاع غزة المحاصر، تدرس ادارة الأعمال بجامعة فلسطين في القطاع، لكن الفن التشكيلي ولوحاتها البسيطة هي حلمها الذي تحاول من خلاله التميز والشهرة في عالم الفن التشكيلي.
حازت أعمالها التشكيلية اعجاب اصدقائها ومتابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي حيث انها بمجرد نشرها لصور لوحاتها تأتيها طلبات من المتابعين بعمل معرض خاص بها ليستطيعوا شراء هذه اللوحات البسيطة، مما جعلها اكثر اصراراً على رسم المزيد من اللوحات.
تقول آية : "ان اعمالي الفنية الأخيرة كانت عبارة عن لوحات تذكارية لم أتوقع أن تحظى هذا الصدى الكبير في وقت قصير ولكنها بالفعل حققت نجاحاً اعتبره دافعاً لي حتى لا اتوقف عن موهبتي بالرسم".
استكملت الفتاة: "قمت بعمل معرض خاص بي في "كابيتال مول" بمدينة غزة ساعدني فيه أخي الأكبر "آدم" فهو أيضاً فنان تشكيلي له العديد من اللوحات، وبيعت لي في المعرض لوحات قمت بنشر صورها مسبقاً على حسابي بالانستغرام"
تحلم آية برسوماتها البسيطة المشاركة في معارض فنية عالمية فهي تواجه ما يواجهه الفنانين في قطاع غزة من عقبات وصعوبات في عدم مقدرتهم على الخروج من غزة للمشاركة في معارض فنية عالمية وعربية بسبب مشاكل المعابر والحصار المشدد على القطاع.
في ذات السياق تضيف الفتاة: " هناك صعوبات كثيرة أواجهها من أهمها قلة المعارض الفنية المحلية والصعوبات المادية حيث أنني أقوم بشراء أدواتي الفنية بنفسي عن طريق بيع لوحاتي القديمة بسعر زهيد جداً لا يضاهي اتعاب يدي وشراء الألوان والفراشي لعمل المزيد من اللوحات وأتمنى أن تتحسن الأوضاع في قطاع غزة بشكل عام ليتمكن جميع الفنانين من صقل مواهبهم وتطويرها".
تقوم آية بنقل رسومات متنوعة او صور للطبيعة تشاهدها على الانترنت إلى لوحات صغيرة بأدوات بسيطة تشتريها من مصروفها الشخصي.
غير أنها أعادت إحياء غرفتها بريشتها الملطخة بكل الوان الفرح، وقامت برسم وجوه للفنانيين "عبد الحليم حافظ وأم كلثوم ووديع الصافي" وللكاتب "غسان كنفاني" على حائط غرفتها مع كتابة بعض العبارات الجميلة.
تقول آية: "بدأتُ بالرسم من عمر "12 عام" ونالت رسوماتي اعجاب معلمة الرسم عندما كنت في المرحلة الابتدائية وكان لوالدتي وأهلي دور كبير في صقل موهبتي من خلال تحفيزي على الرسم وتشجيعي على المشاركة في المعارض الفنية بالمدرسة وخارجها".
وشاركت آية في عدة معارض منها معرض اليونيسيف للأطفال لعام 2013 ومعرض الخاص بمشروع الرياديين عام 2015 ، غير أنها شاركت في العديد من الفعاليات الفنية بالرسم على جدران المدارس والشوارع في المخيم، فعندما تقودك قدميك للدخول إلى مخيم البريج من المدخل الأوسط ترى جدارية لوجه الشاعر محمود درويش شاركت برسمها الفنانة مع زملائها الرسامين"
ومما لا شك فيه أن الفن والرسم هو نافذة للتفريغ والترويح عن النفس متاعبها، غير أنه يساعد الفنان على بناء نفسه وجعله أكثر ثقة وأمل وتفاؤل.
تقول آية: "موهبتي الفنية أضافت لشخصيتي الكثير من الخبرات والعلاقات الاجتماعية والثقة بالنفس التي جعلتني ابني شخصيتي في عالم الفن ومجالاته".