بقلم : هاشم الخالدي

بالأمس دعتني الظروف للنزول الى جبل الحسين برفقة جاري وصديقي (أبو روان) لشراء قميص وبنطلون.

لم تكن الساعة قد تجاوزت التاسعة مساءا مما جعلني أعتقد - لكوني لم أنزل الى الاسواق منذ فترة- أنني سأواجه بتكتلات من البشر والمتسوقين خاصة أن منطقة جبل الحسين في عمان ودوار فراس تحديدا تعتبر من الاماكن الاكثر ازدحاما في العاصمة.

دلفنا بسيارتنا بعد دوار الداخلية وباتجاه الخامس,دوار فراس "قلب جبل الحسين" ولم أصدق ما أرى...

شوارع خالية من المارة..أسواق فارغة....مصفات سيارات متوفرة بسبب عدم وجود "بشر" أصلا .

حتى ذلك الوقت لم أكن قد استوعبت ما يجري ؟؟

- أصطفت سيارتنا وذهبنا نتمشى في اشهر الشوارع ازدحاما وهو الشارع المؤدي الى "عصير رنوش "الشهير بالقرب من دوار فراس .

سألت جاري "أبو روان" وين الناس؟؟

لم أسمع اجابة ؟؟

بعد أمتار استأنست بوجود شباب يجلسون أمام المحلات ينتابهم الحزن الممزوج بالدردشة فاعتقدت أنهم بقايا زبائن الشارع الشهير لاكتشف بعد لحظات أنهم باعة المحلات قد طفشوا من عدم وجود زبائن فاحتلوا ارصفة الشوارع المحاذية لمحلاتهم يندبون حظهم وينادون بأعلى أصواهم على ماتبقى من زبائن لعل هؤلاء يشفقون عليهم بشراء ما تيسر حتى ولو بأثمان رخيصة..المهم ان "نستفتح" كما قال احدهم لي!
وذهبنا الى محلات "دراوشة" وسألت صاحب المحل "علاء" وين الناس يا رجل؟؟
معقول أنا بجبل الحسين؟
أخبرني عن قصة محزنة لتاجر شهير جدا في المنطقة اضطر قبل فترة لتسليم مفاتيح محله الى صاحب الملك ومغادرة التجارة من بابها لمحرابها رغم أن خلو محله تجاوز ال (120) الف دينار.

غادر هذا التاجر وأغلق محله فيما يفكر كثير من التجار المجاورين لاغلاق محلاتهم بسبب عجزهم عن دفع الايجار والكهرباء واجور العمال والموظفين الذين سيجدون أنفسهم بعد فترةمجرد عاطلين عن العمل.

اصبت بالصدمة وخرجت باتجاه احد المحلات في الجبل الهاشمي ووجدت ذات الظاهرة .. محلات مشرعه ومضاءة وتنتظر الزبائن .. ولا أحد هناك ! ، نزلت الى أحد محلات الأدوات المنزلية الكبيرة جدا في المنطقة وكنت الزبون الوحيد فسألت الشاب البائع ؟

وين الناس؟

ليش الاسواق فارغة؟

أجاب : والله يامعلم الناس طفرانة وما بنشوفهم الا على الراتب وباعداد قليلة وبالاعياد !!

قفلت عائدا الى المنزل أحمل صدمة كبيرة مما شاهدت وأعتقد أنه مشهد مؤلم يؤشر لحالة اقتصادية خطيرة تشهدها المملكة منذ فترة لكنني  لم أكن أتوقع أنها وصلت الى هذه الحالة من البؤس واليأس والطفر .

الحكومة بطبيعة الحال غير معنية أبدا بهذا القطاع وما يعنيها فقط هو زيادة الضرائب وتقليص حجم الأعفاءات الضريبية وزيادة الأسعار الملتهبة اصلا فيما اصبح المواطن غير قادر على تأمين لقمة العيش لابناءه وشراء الحاجيات الأساسية لهم.

انتبهوا..فقد وصل المواطن الاردني حد الفقر والقهر والجيوب أصبحت فارغة والديون متراكمة ولك الله أيها المواطن الأردني .
لنقرع الجرس قبل أن نفقد هذا الجرس نهائيا فالمواطن الاردني لم يعد يمتلك أي شي..

احذروا قوت المواطن..احذروا فقر الشعب فلا تزيدوا من همه وغمه !!

اللهم اني بلغت..اللهم فاشهد

الكاتب : مؤسس موقع سرايا

Hashem7002@yahoo.com