بقلم : منال العبادي

تعقيباً على مسودة التعديلات على قانون الجرائم الإلكترونية، التي تعدّ وتُطبخ وتُجهز هذه الأيام من أجل الحد من تذمر الشعب وعدم رضاهم عن ضعف الأداء الحكومي، وإستشراء وتعدد أشكال الفساد والإفساد الإداري والمالي والمعنوي في الدولة ... أقول شكرا وتبجيلاً وتسحيجاً لحكومتنا العظيمة ... من لا يشكر الناس لا يشكر الله ...

نتقدم نحن الشعب الأردني (الذي لا يفهم الصح من الخطأ) من الرئيس العظيم وفريقه الوزاري ومن مجلسه مجلس الامة الموقر(بفرعيه) بجزيل الشكر والعرفان والإمتنان ... على الإنجازات العظيمة التي يقدموها وقدموها و(سيقدموها) لنا نحن الشعب (ناكر الجميل) ...

حيث أسهمت وتسهم وستسهم إنجازاتهم الجليلة في تحسين الخدمات والتعليم والصحة والأهم منها (الأدب) ...!! وأستشهد بمقولة عادل امام "(( الرغيف كبير والمواصلات فاضية والأسعار رخيصة أوي أوي وكل شوي تقولوا لنا فكوا الحزام ))" ونغني ونعيد ... هشتكنا وبشتكنا يا ريس أنت رئيس والنعمة كويس ...!!! .

كثير ... كثير والله ما تفعلوه لنا .... يا أخي أرهقتم أنفسكم وإستنزفتم طاقاتكم ... فماذا سيقول الرؤساء من بعدكم (أطال الله بقائكم وأفنانا) ... تكدون وتتعبون، وتوصلون الليل بالنهار أنتم وفريقكم الوزاري ونوابكم الأكفّاء النجباء، من أجل ماذا ؟؟؟ .... من أجل راحتنا وترفنا؟؟ ... أصلا نحن شعب (لا نستحق إبداعاتكم) ولا يثمر فينا ما تفعلوه لنا ... ألم تقل بلسانك (الذي يقطر شهداً) بأننا شعب لا يفهم الصح من الخطأ ؟؟ نعم أنا أؤيد كلامك وأعترف لك شخصيا بأنني أنا كاتبة المقال قد إقترفت ما لا يُغتفر ..فلقد رميت (محرمة فاين) من السيارة في الشارع ... ولكي أُوثق إعترافي فلقد رميتها أمام قصر كبير كلف صاحبه (المسكين) الملايين، قصر فيه أُسطول كبير من السيارات، قصر على بابه الحرس وفيه الكثير من الخدم والحشم !!!، ... ألم أكن دقيقة في تحديد مكان الجريمة؟؟ ... صحيح ، لأن مواصفات القصر منتشرة ومتشابهة في عمان، سأوضح أكثر ... صاحب القصر على حسب علمي (القديم) موظف عادي في أحدى الوزارات أو المؤسسات ولا أدري أهي حكومية أم لا فأنا لا أُحسن التدقيق، ولكنك أنت الكبير (صاحب الولاية) تعرف ... فأنت لا يخفى عليك شيئ، هل عرفته؟؟ ... بالله عليك هل عرفته؟؟ نعم..نعم ... فإن جردنا عدد الرؤساء والوزراء والأعيان والنواب وموظفي الدرجة الاولى ممن إنقلب حالهم إلى حال من بعد أن إستلموا المنصب على مر العقود ... تحصيهم بالالاف، مما يعني الآف القصور والآف السيارات وآلآف الحرس والخدم والحشم!!!.

عندي لحضرتكم المبجلة سؤال صغير : إن أنتم أقررتم قانون الجرائم الإلكترونية بصيغته هذه، فكيف سنقوم نحن الشعب الذي (لا يفهم) بالرد على من ينتقد سياسة حضرتكم أو ينتقد أحد من وزراءكم أو نوابكم (فكلهم لكم وانتم منهم) ... كيف لنا أن ندافع عنكم أمام معارضيكم والغير راضين عن إدارتكم ...هم قلة يا سيدي لا يتعدون (7 مليون) ولكن إن أنتم ضيقتم علينا الخناق في (السوشال ميديا) فكيف سنخرسهم ونحارب أفكارهم التي يعتقدون هم انها بناءة ... (وأعوذ من تلك الكلمة-بناءة- فهي لكم ومنكم) ... سيدي كيف سنرد على أولئك المعارضين الذين يحملون أفكاراً نيّرة لمعالجة مشاكل الفساد والظلم والجّور والتهميش ويحاولون إظهارها ... لا وألف لا ... لا يوجد في الأردن أيّ من هذا وإنما هي ((( إشعاعات ))) كما قالها عادل إمام . فنحن ننعم بحرية التعبير التي كفلها لنا دستور(كان يا مكان) وننعم برغد العيش وإعتدال بالأسعار ... حتى أن جارتنا (ام علي) ذهبت في العام الماضي مرتين إلى العقبة ...!!.
يا سيدي هم يتكلمون عن الهوامير والحيتان ... وهذا هُراء فلا يوجد في عمان سوى (بحر ميت) ثم يقولون ديناصورات ولا يعلمون أنها إنقرضت منذ زمن بعيد .

يا سيدي يا رئيس حكومتنا الموقرة المبجلة : ماذا حصل في قانون الضرائب الجديد؟؟ وأين وصلتم به..؟؟ فلقد طال إنتظارنا وزاد شوقنا له ... يا أخي .. نريد أن ندفع الضرائب المباشرة .. فقد مللنا من الضرائب(غير المباشرة) فنحن ندفعها في كل مكان وكل زمان إلى درجة أننا ندفع (40%) من دخولنا على تلك الضرائب الغير مباشرة ... فمتى سندفع الضرائب المباشرة مثلنا مثل (باقي الخلق) ... نعم .. نريد أن نشعر بالمواطنة الفعلية ... نريد أن نكفر عن آلاف من أصحاب الملايين الذين يتهربون من دفع الضرائب ( مع أنهم حولكم وأمام أعينكم ) ولكنكم مشغولون كان الله في عونكم، سيدي .. أقروا الضرائب وزيدوها ثم ضعوا (حبة مسك) لكي نشعر بالإنتماء ... فنحن لم نشعر به منذ عقود!!! ... ثم أن هذا المواطن الذي عندما كسر العدادات أثلج صدورنا وبرّد قلوبنا وعبّر عن قليل مما يجول في خاطرنا ... فإمنعه من دفع الضريبة فهو لا يستحقها ... ولا يستحقها من يعارض سياستكم الحكيمة الفذة الخارقة ... ولكن إعذرنا لأننا لا نحسن التمييز ... فبالنهاية نحن كما قلت حضرتك بلسانك (الذي يقطر شهداً) بأننا شعب (لا يفهم الصح من الخطأ)..!!!؟؟.

ويبقى السؤال أين ذهبت (محرمة الفاين) ...؟؟؟ الإجابة: وبما أنني غير راضية عن كل ما قمتم وتقومون به لن يكون أمام مدعي عام (وحدة الجرائم الإلكترونية) ولكنه سيكون أمام الواحد الديّان ...!!! .