16-10-2017 10:41 AM
سرايا - لقد أصبح معدّل الذكاء أكثر المصطلحات شيوعًا عند الحديث عن قدرات الشخص العقلية، ولكن عند محاولة مناقشة مقدار ذكاء الإنسان تظهر لدينا مشكلة، وهي فيما إذا كان الشخص يملك أي سيطرة على معدل ذكاؤه أم لا، فالبعض يعتقد أنه يتأثر بالجينات التي يرثها الشخص بينما يعتقد آخرون أنه يُكتسَب ويزداد بالعمل الجاد والاجتهاد الشخصي مع التقدم بالعمر، ومع هذا أيًا كانت الحال لدينا شيء واحد مؤكد وهو أن اختبارات الذكاء (IQ) أفضل وسيلة لقياس مقدار ذكاء شخص ما.
ولكن إلامَ يرمز معدل الذكاء؟ على الرغم من أننا نستخدم هذا المصطلح ونمر به في كثير من الأحيان في حياتنا إلا أننا يجب أن نضع بعض المعايير التي تجعلنا نميز ما بين معدل ذكاء عالي وآخر متوسط، فمعدل الذكاء ما هو إلا الرقم الذي يسجله الشخص بعد القيام باختبار من مجموعة اختبارات معيارية لقياس مقدار ذكاء الأفراد، تقع نتيجة حوالي 95% من العامة في مجال يتراوح بين 70 و130 وفي هذا الشأن يوجد العديد من المقاييس التي تحدد التصنيفات وأكثرها استخدمًا هو مقياس ستانفورد-بينت (Stanford-Binet) للذكاء الإنساني لذا هو الذي سنستخدمه كمرجع للتصنيف وبحسب هذا المقياس فالأشخاص الذين يسجلون نتيجة أعلى من 145 يعتبرون عباقرة، ومن المهم معرفة أن اختبارات الذكاء لا تعطي بالضرورة نتيجة دقيقة لتقييم الذكاء ككل وإنما للمهارات الإدراكية كالمقدرات الرياضية أو الحسابية والتفكير المنطقي والآن دعونا نقابل بعض من العباقرة:
1. ستيفن هوكينغ IQ-160 : هذا الإنسان غني عن التعريف ويعتبر من أعظم عقول عصرنا فهو بروفيسور وكاتب وعالم فيزياء نظرية ذو شهرة عالمية، كتابه ” تاريخ موجز للزمن” “A Brief History of Time” باع أكثر من 10 مليون نسخة حول العالم، علاوة على ذلك هو أبرز العلماء بلا منازع عند الحديث عن دراسة الثقوب السوداء التي هي في الحقيقة مجال دراسته بالتحديد في هذا الوقت، وبسبب معركته الملهمة مع مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS) بالإضافة إلى عشقه الكبير للفيزياء يعتبر هوكينغ رمزًا للمعرفة والذكاء وهو شرف يستحقه بكل تأكيد!
2. ألبرت أينشتاين IQ-160-190: عند الحديث عن الرموز فهذا العالم عادةً ما يعتبر رمزًا للعبقرية، إذ لا يمكن إنكار دوره الكبير في تشكيل مستقبل العلم، فقد تلقى جائزة نوبل لعمله حول قوانين الظواهر الكهروضوئية، بالإضافة إلى كون النظرية النسبية كانت وليدة عقل هذا العبقري أيضًا، على الرغم من أنّه لا يوجد طريقة لاحتساب معدل ذكاؤه بعد وفاته إلا أنّ العلماء قدروا قيمته من خلال تحليل دقيق لأوراقه وأبحاثه.
3. جوديت بولجار IQ-170 : أساتذة الشطرنج الكبار نادرًا ما يكونوا غير عباقرة فهو أكبر لقب يحمله لاعب الشطرنج، وقد نالت جوديت بولجار هذا اللقب بعمر 15 سنة فقط، فهي بذلك ليست رائدة للنساء في هذا المجال فقط بل هي تعتبر من أعظم لاعبي الشطرنج الذين عاشوا على الإطلاق، حيث استطاعت جوديت هزيمة بطل العالم في الشطرنج الشهير غاري كاسباروف بالإضافة إلى هزيمة 10 أبطال آخرين.
4. غاري كاسباروف IQ-190: أن تأخذ الترتيب الأول لمدة 225 شهر من أصل 228 شهر من مسيرتك لا يعتبر بالطبع إنجاز صغير، إذ يعتبر البعض هذا العبقري أعظم لاعبي الشطرنج في كل العصور، وكدليل على عبقريته قام بمواجهة حاسوب يستطيع حساب 3 مليون حركة في الثانية وقد تعادل معه رغم ذلك!.
5. فيليب إيماجوالي IQ-190: هو عبقري وملهم نيجري الأصل اضطر إلى ترك المدرسة في عمر13 سنة بسبب الحروب هناك، ولكنه رغم ذلك وبعد العمل الجاد والاجتهاد الشخصي استطاع الحصول على شهادة في الرياضيات، وفي عام 1989 فاز بجائزة غوردون بيل لاستخدامه تطبيقات حاسوبية عالية الأداء لالتقاط الحقول البترولية، وعلى الرغم من مواجهته العديد من العوائق بسبب التمييز العنصري لم يستسلم بل استمر بإلهام الجميع حول العالم بحصوله على ثلاثة شهادات ماجستير في الرياضيات والهندسة البيئية والبحرية من عدة جامعات.
6. كيم أونغ – يونغ IQ-210: ولد هذا العبقري في كوريا ويعتبر معجزة حقيقية لكونه بدأ في الكلام بعمر 6 أشهر فقط، ليس هذا فحسب بل أنه بإتمام عمر 3 سنوات كان كيم يستطيع القراءة بالإنكليزية والكورية واليابانية والألمانية، بالإضافة إلى قدرته على كتابة الشعر وكتابة القصص القصيرة في عمر الأربع سنوات فقط! شغفه وتعطشه للمعرفة كان ملهمًا للكثير وهو حاليًا يقوم بأبحاث عظيمة بالإضافة إلى التدريس في جامعة تشونغبوك الوطنية في كوريا الجنوبية.
7. وليام جيمس سيديس IQ- 250-300: ولد هذا الرجل عام 1898 في مدينة نيويورك وسط عائلة من المفكرين، وقد برزت عبقريته من عمر صغير جدًا ففي عمر الخمس سنوات كان باستطاعته استخدام الآلة الكاتبة بالإضافة إلى تعلمه الكلام باللغة اللاتينية واليونانية والروسية والفرنسية والألمانية والعبرية، وقد رفض طلبه لجامعة هارفارد بعمر 6 سنوات لأنه غير ناضج ثم لاحقًا بعمر الحادية عشر تم قبوله بعدها انتقل إلى مهنة التدريس بسبب تعرضه للمضايقات ولهذا لم يحقق إنجازات أكاديمية، عوضًا عن ذلك قرر التركيز على السياسة، توفي بعمر 46 بسبب أزمة قلبية وهو وحيد ومفلس، لا يمكن معرفة ما كان يمكن أن يحققه هذا الشخص من إنجازات في المجالات الرياضية والعلمية لو لم تبدد قدراته بهذا الشكل.