بقلم : إبراهيم القعير

لم يبقى احد في الحي ولا في المدينة لا يعرف قصتي . ولم يبقى احد في الوطن لا يعرف قصتي. دمرت سمعتنا "السوشال ميديا". حتى المرجع العالمي قوقل يعرفني. ويزود من يطلب بأدق التفاصيل. لا ادري كيف يتسع إلى هذا الكم من المعلومات من يوم ادم إلى القرن الحادي والعشرون. ومن اليابان شرقا إلى جزر هاواي غربا. لعلي لا اكذب هذه المرة أنهم يعرفون كل شيء حتى ما يجري في بيوتنا.
كل شيء على المكشوف إذا أردنا التتبع . وكل شيء واضح . حتى الكذب والنفاق والتضليل الإعلامي.
والغريب رغم الجهود الجبارة التي يقدمها لنا محرك البحث أو محركات البحث لا زال هناك أميون أو يدعون الأمية وجهلة . يظنون أنفسهم لازالوا في القرن الثامن عشر زمن بريطانيا العظمى التي لا تغيب عنها الشمس.
اليوم أشرقت علينا شمس التكنولوجيا وعرفناكم على حقيقتكم وكتشفنا وقرأنا كل شيء . كما تعرف الحكومة عن كل مواطن. كل شيء تقدم إلا عقولكم وأهدافكم واستراتيجياتكم . وأسلوبكم في الكلام . ها انتم تكررون كلام فرعون. وتدرسون كلام أفلاطون قبل ألوف السنين. لا حديث إليكم . مهما تلونت أقنعة الوجوه انتم وجه واحد. وتقولون هكذا وجدنا أبائنا.
وتسيرون في ظلام دامس وغابة تكتظ بالوحوش .وتشكون الجوع والعطش والفقر والبطالة وعبودية لم يعهد ها بشر. ولا سلاسل تقيدكم . ولاكنكم مقيدين.ودمرت أعظم الحضارات. وكما دمرت ستدمرون.