10-02-2008 04:00 PM
انتحار انسان نعرفه في حياتنا باجتهاده وأخلاقه ، ويسعى لتحقيق أحلامه ، يحدث هزة في مشاعرنا ، تتفق وحجمها مع مدى معرفتنا به ، ومامن انسا ن الا وتفزعه كلمة الموت، فكلمة انتحار بمجرد سماعها تشعر الانسان بحزن قوي يكتسح القلب، ويدمع العين ،ويضيق الصدر ، ويتوقف الذهن، وبسرعة تتمثل صورة الانسان الذي مات، نتذكره ونشعر بدهشة غريبة. لماذا يحدث الانتحار ؟؟؟؟؟؟ غريب هذا الانتحار، وغريبة هذه الحياة ، ، رغم ان الموت هو الحقيقة الثابتة الوحيدة الملموسة في حياتنا ، الا أننا ننساه أو نتناساه ونفزع له ، ولا نتمناه لأنفسنا ولا نتمناه لأحبائنا وأهلنا وأصدقائنا . يا حكمة المولى سبحانه وتعالى حين أخفى علينا ساعة الموت. المنتحر كئيب نفسيا ، انه يرى الحياة سوداء قاتمة ، ماساة ، ومعاناة ، وهلوسة ، وشقاء ، تطارده الهلاوس لينقذ نفسه من العذاب في الحياة، التى تأمره بقتل نفسه ، وقد يكو ن هذا سبب الانتحار. انهها لحظة شجاعة من انسان أغرقه اليأس تماما ، انها لحظة تصميم حاد فقد فيها الانسان ارادته تماما. انها لحظة يتم فيها كل شيىء بسرعة ، لايعرف كنهها الا الله عز وجل ، انها قمة التناقض غير المفهوم ، انها النهاية المفزعة ، اذا علمنا ان 70 .. من المنتحرين في العالم هم مرضى الاكتئاب ، انها الحقيقة التى لايعرف اسبابها الا الله عز وجل . هل نشعر بهم ..؟؟؟؟ وهل نعرف أنهم مصابون بأخبث الأمراض ؟؟ وهل نقدر حجم معاناتهم وآلامهم ؟؟ كم من هؤلاء يعيشون بيننا ، في منازلنا ، ومعنا في بيوتاتنا ، ونراهم يوميا الا أننا لانراهم ، ولا نشعر بهم ولا نريد أن نشعر بهم ، فكل منا يهرب الى أنانيته وماديته ، مهتم بنفسه فقط معتقدا أنه بذلك يحمي نفسه . لاندري ان هناك مرضا أشد خطرا وفتكا بحياة طلبتنا وأفئدتنا ، أمراض ان تم اكتشافها لأمكن العلاج منها والشفاء فيها ، صراعاتنا المادية تلهينا . ان عالم المنتحرون عالم انساني ، انهم مرضى يعانون الألم والعذاب والمعاناة ، وتزداد معاناتهم وآلامهم وعذاباتهم ، بالمواقف اللاانسانية من بعض العقلاء . ان التطوير التربوي مدعو لتطوير آلية امتحان الثانوية العامة ، لتخفيف الضغوط النفسية التي يعيشها ، طلابنا ،أبناؤنا وأهليهم ايام الامتحانات. والتعليم العالي مدعو لاعادة النظر بمعدلات القبول في جامعاتنا ، بما يتمشى مع الواقع العلمي ، و العالمي ، والمجتعي . ان حب هؤلاء ... يفعل الكثير ، انه يعيد الأمل للانسان في الحياة مع أخيه الانسان ، بلا خوف وبلا صداع . قال تعالى :(( ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يرة. )) صدق الله العظيم
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-02-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |