21-10-2017 10:03 AM
سرايا -
تتواجد قبائل الوودابي في صحراء النيجر، ولها تقاليد وشعائر مختلفة ومميزة، ويعتبر أفرادها أنفسهم أجمل البشر على وجه الأرض.
وتقضي هذه القبائل عدة أشهر في أعقاب الأمطار تتنقل بجميع أنحاء جنوب الصحراء الكبرى، وعندما ينتهي موسم الأمطار يجتمعون من أجل احتفال الجمال وبدء حفل التزاوج الذي يستمر لمدة أسبوع.
ويبدأ رجال الوودابي التحضير لمهرجان “الجيرول” منذ طلوع الفجر بشعور متزايد من الترقب، ويجتمع أكثر من 1000 من أفراد القبيلة لحضور الاحتفالات.
ويتلوّن رجل قبيلة الوودابي بكل ما يجده أمامه من طين ومعجون ملون ويضع كحله الأسود وأحمر الشفاه الداكن المصنوع من عظام البلشون المتفحمة أو حمض البطاريات حتى يزين وجهه، حيث يقطع مسافات طويلة في وسط النيجر حتى يحصل على مسحوق التجميل البرتقالي اللون حتى يتزين به، إذ يعتقدون أن المكياج له قوة سحرية عظيمة، وقد يقطع أكثر من 870 إلى 1,400 كيلومتر ذهابا وإياباً من أجل تأمين تلك الإمدادات.
وبرغم وصول درجة الحرارة إلى 50C يتزين الرجل الوودابي بريش النعام، ويضعه على قبعته لجعلها تبدو أطول، ويرتدي الصفارات البلاستيكية الملونة والنظارات الشمسية لمزيد من لفت الانتباه.
ويتعمد الرجال الابتسام حتي يظهر بياض وجمال أسنانهم، وتعد بمثابة مسابقة للجمال، وغالبًا ما يزين رجال الوودابي ملابسهم بالعقود المصنوعة من البلاستيك الملون وأصداف البحر لتبرز حضورهم بين الحشد.
وتختار المرأة زوجها في نهاية الحفل الذي يستمر طيلة أسبوع يتفنن الرجال فيه بإظهار جمالهم، كما يقدمون رقصات مميزة لجذب أنظار الفتيات، وتختار النساء الرجال بتوجيه نظرات معينة ويحدث هذا بسرعة غير ملحوظة ومنظمة.
ويعتبر مهرجان الجيريول اختباراً شاقاً لتحمل الرجال، الذين يرقصون لساعات في الحرارة على أمل أن تختارهم امرأة.
ويعد شرب الشاي هو أحد الطقوس المهمة في ثقافة الوودابي خلال الجيريول، ويشرب الرجال الشاي المصنوع من اللحاء المخمر الذي يقال إن له تأثيرا مهلوسا، وأيضا يمكنهم من الرقص لساعات.
وينتمي الوودابي إلى العرق “الفولاني”، ولكن على عكس القبائل الأخرى هم من القبائل التي تعتنق الإسلام بنسبة كبيرة، ويقدسون الجمال الجسدي كجزء لا يتجزأ من ثقافتهم التي تمجد فكرة الاستمتاع.
وتفخر نساء الوودابي بمظهرهن، والقبيلة تسمح للفتيات أن يتولين زمام المبادرة في اختيار الخطيب وحتى المتزوجات لهن الحق في اتخاذ رجل مختلف كشريك جنسي.
وعلى الرغم من أن فتاة الوودابي تتزين بمكياج أقل من الرجل، فإنها لا تزال تفخر بمظهرها، و ترتدي المرأة الملابس المزينة بالخرزات البلاستيك، وتقوم بتضفير شعرها وترسم الوشم على وجهها في سن مبكرة، ويشير الوشم إلى الانتماءات القبلية للمرأة، فضلاً عن قوتها وقيمتها.
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا