06-01-2011 07:51 AM
انتظرت .. وانتظرت .. تَمُر الشهور ببطءٍ شديد ، تمنيت أني أمتلك عجلة الزمن .. لن أطلب الكثير .. فقط إلى الشهر التاسع ( موعد الطفل المنتظر ). مرت الأيام .. وها أنا متكئ على أحد كراسي المستشفى أنتظر قدوم المولود الاول .
في أجواء ممطرة والضباب يغطي جماليات الجبال المتنائرة تحت المستشفى وكان المؤذن ينادي لصلاة العصر . الهدوء يعم أرجاء المستشفى .. بإستثناء بعض الشئ من صدى صرخات الألم التي تنبعث من قسم الطوارئ ( كان الله في عونهم ) في هذه اللحظات ذهب فكري إلى أمي ، وقتها عرفت كم عانت عند ولادتي ، ولكني تذكرت إنها لم تلدني في مثل هذا المستشفى ، و لا خبرة تلك الممرضات ، ولا أجهزة حديثة مثل هذه الاجهزة ، فاألمها آلمين .. أسأل الله أن يرزقني برك يا أمي أسندت رأسي على الحائط ، أحسست بالملل .. والكرسي لو نطق لقال : أنت تتردد علي من الساعة الثانية إلى الآن ، آلا تستقر في مكان واحد ؟. تعوذت بالله من الشيطان ، وذهبت إلى غرفة الولادة .. وفي الطريق ؛ الممرضات يرمون علي نظرات الملل ، مني ومن أسئلتي ، متى ..؟؟ ومتى .. ؟؟ ومتى ..؟؟ سمعت مكبر صوت نبضات قلب طفلي يصدح في أرجاء الغرفة ،،كأنه يريد أن يقول لنا ” أنا قادم .. فتجهزوا ” فما أجمل هذا الصوت ( بالنسبة لي ).
خرجت من الغرفة واتجهت إلى صديقي ( الكرسي ) ولسان حالي يقول ( يارب فرجك ) أخذتني الأفكار يمنة ويسرة ، هل سأصبح أباً ؟؟ هل كنت تتوقع أن تصبح أباً في يوم من الأيام ؟؟ هل ستتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقك ؟؟ هل تدرك أن حياتك لن تصبح ملكك ؟؟ هل سيرزقني الله ولداً أم بنتاً ؟ هل ..؟ هل ..؟ حل الظلام على ارجاء المستشفى وساد الهدوء التام اقسام المستشفى وكنت كموظف المقسم استقبل المكالمات واجابتي الوحيدة" لسه ما صار شي "...... " انشالله خير " .
نفذ صبري في هذه اللحظات واصبحت اسير في الممرات ذهاباً واياباً واذا بصوت المؤذن في ارجاء المستشفى ينادي الى صلاة المغرب وما ان وصل في اذانه لـ " اشهد ان لا الهى الا الله " وأذا بمكالمة الفرج تقول الف مبروك اجاتك بنوته أغلقت الجوال لا شعورياً .. فزعت من مكاني مرتبكاً . دخلت القسم بخطوات سريعة ، تبعد الغرفة عني أمتاراً .. وأنا في الطريق يدور في رأسي 1000 سؤال ، كلها تبدأ بـ كيف …؟ لكم أن تتخيلوا شعوري في هذه اللحظة ، وأنا اخطو وراء الممرضة الى الغرفة التي ترقد فيها ابنتي ، لحظات ورايت فيها (( بيسان )) مسكتها قبلتها ضممتها الى صدري واقتربت من اذنها وقلت الله اكبر .. الله اكبر ، لم أُصدق نفسي ، أُشعر بشعور غريب .
أسأل الله العلي القدير أن يصلح لنا ولكم الذرية ، وأن يجعلهم من الكرام البررة ، وأن يكونوا من الذين قالوا عنهم الرسول ( ص ) " وولد صالح يدعوا له " بعد انقطاع أعمالنا ..
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-01-2011 07:51 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |