06-01-2011 11:11 AM
لقد ماتت ... لقد ماتت ... ومات معها كل شيء لقد ماتت تلك البسمة الذهبية التي كانت مرسومتا على الشفاه لقد ماتت وماتت معها الضحكة الوردية والفرحة الأبدية التي كانت تبعث الأمل والتفاؤل في الحياة ... لقد ماتت ... واختفت الفرحة من قلوب وعقول الكثيرين واختنقت روحهم ضجرا وسالت مدامعهم غضبا وحزنا وألما... على فقيدتهم الغالية ... فقد تركتهم دون وداع دون سلام دون أي كلمة... غابت مغيبة الشمس ولكن دون رجعة دون عودة صبح جديد يحمل فرح الفجر معه واشراقة الشمس وتغاريد العصافير ... رحلت ولم تعود ولن تعود أبدا ...
ماتت ودفنت بين القبور وصار اللحد مأواها ... ماتت ودفنت تحث الثرى... لتعيش بين أناس ميتين بصمت رهيب تعيش دون احد يزعجها... وحزن وألم يوجعها ... دفنت و أصبحت تعيش في غربة كبيرة بعيدتا عنا... وتركتنا وحدنا نعيش في هذه الحياة بين أناس على قيد الحياة ولكن في الحقيقة هم أيضا ميتين... قساة القلوب متحجرين... تركتنا وحدنا أيضا نعيش مغتربين... نعيش بين أناس أصبحوا جسدا متحركا دون تفكير... دون قلب نابض دون إحساس دون مشاعر ... لقد فقدوا كل شيء وفقدوها هي أيضا... خرجت ابكي وابكي غضبا وحزنا... واصرخ بأعلى صوت عودي ...
نعم عودي مع بزوغ الفجر واستيقاظ الصباح من غفوة الليل و اشراقة الشمس و تغاريد العصافير وقطرات الندى ... تتجدد الحكاية وتستمر المعاناة ... والألم والحزن دونك ... لذلك عودي .... أرجوك أن تعودي أرجوك أن تعودي....... عودي مع الخريف وزحزحة أوراق الشجر ... وليالي البرد والسهر أو عودي مع الشتاء ودموع السماء وهطول المطر ... وتجمد النهر ... أو عودي ... مع الربيع ونضوج الثمر... أو عودي ... أو عودي مع الصيف وليله الطويل وهواءه العليل ... أو عودي ... اخرجي من قبرك من لحدك وعودي للحياة مجددا ... عودي للحياة ... لأعود أنا للعيش من جديد ... ليعود قلبي لينبض بالحياة والفرح.... ليعيش مجددا أجمل أيامه وأروع ساعاته برفقتك ... واني اعلم علم اليقين انك لن تعودي ... ولكن كيف أعيش دونك وكيف أكون بعدك كيف ترتسم البسمة وتنحفر الضحكة على الوجوه دون وجودك ... كيف يكون للفرح مكان ... كيف ؟!....
أسألك ولا اسمع جواب... وأريد جواب ... ولكن هل من جواب ؟! أناجي السماء والنجوم والقمر والغيوم... وأحدثهم بحالي بعد رحيل أحبتي وأصدقائي عن دنياي ... أحدثهم بغربتي ... أحدثهم بألمي وحزني ... أحلفك بالله أن تعودي... وأنا اعلم انك لن تعودي... احتاج إليك فالحياة قاسية ... احتاج إلى قوتك وحكمتك ... احتاج إلى صراحتك ونصائحك ... لست اقدر أن أكون... واني اعرف أني لن أكون دونك دون شمس النهار ... دون قمر الليل ... دون نجوم السما دون فرحة العمر ... وروح الجسد ... دموعي غزيرة ... وأحزاني أصبحت كثيرة ... لها بداية مريرة ... هي نهاية وجودك على متن الحياة ... ولها نهاية أمر هي استمرار العيش دونك... لذلك...
عودي مع أي شيء .... ليعود الأمل مجددا ليسكن في حياتي... ودقائق عمري .... ليعود ويمشي بي إلى الأفق العالي ... في بحر أفكاري وأسطورة أحلامي ... أرجوك عودي... لان العيش دونك مستحيل... والكون بعدك على ظهري ثقيل ... فالحمل كبير .... فلذلك عودي واخرجي من قبرك ... من لحدك ... وعودي ولكنك لن تعودي ... فليرحمك ربك وليغفر لك ذنبك ...
ماتت وردتي ... وانتهت قصتي ... وأصبحت حكايتي حكاية مجهولة الهوية ضائعة العناوين ... لا يعرف احد لغزها ولا معناها ولا منشأها ولا مولدها... ماتت وردتي ... ومت بعدها بوقت قصير وأقفلت ورائي دفاتر الحاضر والماضي ودفنت بعدها تحث التراب ... لألقى بدوري رب السماء فادعوا لي يا أحبائي أن يغفر لي ربي و ليسامحني على أخطائي ومع تحياتي .... لكل أهل الأرض والسماء ....
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-01-2011 11:11 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |