24-10-2017 09:27 AM
بقلم : مصطفى الشبول
تعافي وعودي لا تتركينا نصارع مرارة الأيام دون دعائك ...تعافي وعودي لبيتك ولسريرك ولباكورتك ، عودي لمصحفك ولمسبحتك ولسجادة الصلاة فقد باتوا غرباء بدونك ...تعافي وعودي لحوض النعناع ولشجرة العنب ولحاكورة الدار...عودي كما كنتي تملئين العلب الفارغة بالماء ليشرب منها العصافير والحمام والقطط ... تعافي وعودي إلى أحفادك الصغار فهم ينتظرون رجوعك كما كنتي تعودين في كل مرة...
هكذا كنت أخاطب أمي الحبيبة في غرفة العناية المركزة (ICU) ويداها مليئة بالإبر المغذية وفمها وأنفها مليء ببرابيش التنفس والأكسجين وقد أصبحت لا حول لها ولا قوة ..وكنت اهمس في أذنيها بعد أن فقدت وعيها وتركيزها وكنت على يقين تام بأنها تسمعني وتراني ... قائلاً لها : أرجوك عودي ولا تغادري يا أمي ...عودي كما كنتي تستقبلينا بضحكة وابتسامة ...عودي لغرفتك المليئة بالدعوات والاستغفار والذكر...عودي لحفيدك (آدم) وقبّليه كما كنتي تقّبليه وتحتضنيه وتلاعبيه ليبتسم ويضحك ويناغي من شدة الفرح وهو في أحضانك ... عودي يا أمي وانظري ماذا حل بنا بعد فراقك ...عودي يا أمي للحظات وأدعو الله لنا ...
ها هو عام يمضي على فراقك ورحيلك يا ريحانة البيت ويا نواره الدار وبهجته ..عام بألف عام ..فكلما لملم أيلول حقائبه محاولاً الرحيل ،أخاف من تشرين وقدومه ..أخاف منه لأنه شهر الحزن وشهر الألم ...شهر رحيل الأحبة ورحيل القلوب النابضة التي ما زالت تنبض في حياتنا ..أخاف منه لأنه شهر أكبر وأقوى النكسات...