25-10-2017 08:18 AM
سرايا - في يوم 23 أكتوبر من عام 1957، رحل عنا كريستيان ديور تاركاً إرثاً كبيراً ومذهلاً في عالم الموضة، نجاحه لم يكن أبداً من قبيل المصادفة، والدليل هو استمرار نجاح علامة ديور إلى اليوم.
دعينا إذن نتعرّف إلى أهم المحطات في حياة هذا المصمم الأسطوري.
البداية:
عندما قدّم هذا الغريب أول مجموعة جاهزة للارتداء عام 1947 في 30 شارع مونتيغن في باريس، لم يتوقع أحد الآثار التي ستتبع ذلك في عالم الموضة. ولكن هذا ما حدث لكريستيان ديور، الرسام والمصمم من جرانفيل، نورماندي.
لقد كان الولد الثالث من خمسة أشقاء، ولد كريستيان ديور في 21 يناير 1905، من عائلة من كبار الصناعيين والمخترعين، كان على مقربة من جدته الأم، التي ورثت معرفة وفن العرّافة. في عام 1919 وهو في عمر الـ14، تنبأت له بهذه النبؤة "ستجد نفسك بدون مال، ولكن النساء سيستفدن منك، ومن خلالهن ستنجح، وستحقق أرباحاً كبيرة".
في مواجهة رفض والديه السماح له بدراسة الفنون الجميلة، التحق ديور الشاب، بكلية العلوم السياسية ومقرها في باريس، ثم التحق بحكمة في كلية العلوم السياسية التي تركها في عام 1926، دون درجة. ولكن هذا لم يمنعه، خلال سنوات دراسته، من التمتع بأمسيات العاصمة حيث التقي فيها بالفنانين مثل الشاعر ماكس جاكوب أو جان كوكتيو، الذين أصبحوا أصدقاءه وجعلوه ينسى رغبته في مهنة فنية. بحثاً عن شريك، طلب منه جاك بونجيان وهو صديق مقرّب، أن يصبح مديراً لمعرض فني يرحب بأعمال أوتو ديكس وسلفادور دالي وجورج براك وبابلو بيكاسو. ولكن أزمة عام 1929 اكتسحت آمالهم، ليبدأ ديور من الصفر، بدعم من كرم أصدقائه وبيع بعض اللوحات والانتقال من فن إلى آخر.
مشوار طويل إلى النجاح
بعد إنهاء خدمته العسكرية، في عام 1935، باع كريستيان ديور، إسكتشاته الأولى إلى بعض بيوت الأزياء الكبيرة مثل نينا ريتشي أو بالنسياغا. وفي عام 1941، وبعد قضاء عام على الجبهة، عاد إلى باريس والتحق بلوسيان ليلونغ.
بعد أربع سنوات، التقى كريستيان ديور مارسيل بوساك، "ملك القطن"، الذي اكشف فيه عبقرية الأزياء والأعمال وعرض عليه إنشاء دار أزياء خاصة به. يتردد قليلاً، ولكن في 18 أبريل 1946، بينما كان يسير في شارع دو فوبورغ سانت أونوريه، يصطدم بقدمه نجم معدني. ولأنه يؤمن بالعلامات يعرف أن هذا هو مصيره، ويتأكد أنه يجب أن يثق بمارسيل وساك. ثم يستثمر ديور 60 مليون فرنك لفتح منزل باسم بروتيجه ويختار قصراً في 30 أفينو مونتيغن لتنفيذ ورش العمل وصالة العرض. وفي 16 ديسمبر 1946، افتتح دار الأزياء الذي استمر حتى صباح اليوم في عرض أول مجموعة للمصمم. نحن الآن 12 فبراير 1947 وكريستيان ديور يستعد لتصعيد أزياء ما بعد الحرب مع التصاميم الطليعية .
الخصر الضيّق المزوّد بالأحزمة والكورسيهات العصرية والصدر المرتفع الكتفين الضيقتين والساقين المكشوفتين، وطبعات الزهور، والقصات المثيرة، التي تجعل النساء ينسين الكآبة وأجواء الحروب، الأمر الذي دفع كارميل سنو، رئيسة تحرير هاربر بازار، والتي كانت تجلس في الصفوف الأولى تصيح: "ياعزيزي كريستيان، فساتينك تملك رؤية جديدة!".
في نفس اليوم، كان مراسل رويترز قد نشر أخبار المجموعة وأذاعها في الولايات المتحدة، ومنها إلى كل العالم، كما أُطلق عطره الأول في نفس الوقت وهو مس ديور.
وفاته:
في عام 1948، اقتحم ديور الولايات المتحدة وفتح المتاجر هناك. بات اسمه على لسان كل المشاهير، إبداعاته تكسو أجمل النساء، من ريتا هيورث لمارلين مونرو إلى مارلين ديتريش، التي وضعت قاعدة حاسمة حتى على منتجيها : "لا ديور، لا ديتريش". لقد جدد ديور خزانة ملابس كل النساء، أعادت الخطوط المختلفة، المعينة بحروف مثل "H" لشتاء 1954 أو "A" لصيف عام 1955، تعريف الصورة الظلية الجديدة لكل موسم. في عام 1956، مرض كريستيان ديور، وأعلن تقاعده، ولجأ إلى قلعته لكتابة مذكراته، كريستيان ديور و أنا.
وبعد عام، وفر منزله أكثر من نصف صادرات الأزياء الراقية الفرنسية؛ وهو أول مصمم يظهر وجهه على غلاف مجلة تايم. في تشرين الأول / أكتوبر، عرض فوسو، أحدث مجموعة مصممة مع المتدرب، وهو إيف سان لوران. بعدها تعرّض لأزمة قلبية في 23 أكتوبر 1957 خلال إقامته في إيطاليا ليرحل عن عالمنا. وضمن سان لوران خلافته، ثم جاء دور جيانفرانكو فيري، ثم مارك بوهان، وبعده جون غاليانو، ثم راف سيمونز وأخيراً ماريا غراتسيا شيوري، أول امرأة تنضم إلى العلامة، والمستمرة حتى اليوم بتألّق.
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا