حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 14718

بؤس المرحلة

بؤس المرحلة

 بؤس المرحلة

10-02-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 بؤس المرحلة

 

أشد ما يفرحني وقت قراءة جريدة الصباح هو الأنباء التي تتحدث عن مقتل الجنود الأمريكيين في العراق، اليوم ، الأخبار تتحدث عن مقتل خمسة واصابة ثلاثة آخرين ، كل هذا الفرح والذي ليس أساسه أنني كائن دموي يفرح للموت ويحتفي به ، هذا الفرح مرده أنني مؤمن بأن المقاومة العربية ، ربما ومن بعد الله ، هي الأمل المتبقي   لنا ، قبل أن تستقر في الحضيض...

وأنا اليوم يا رفاقي ، أود أن أحدثكم عن هذا الحضيض...

 

مالذي جرى ؟

 

ببساطة لقد رأت أمريكا الاستعمارية الصهيونية ، أنه لا بد للقضاء على العراق العربي المقاوم والممانع ، لأن بابل ، تخيف ، وبابل ، طاقة كامنة ، وراغبة في الكبرياء ، راغبة في الحرية ، فتآمرتهم عليه ، وأمرت هذا العالم المخصي كله للتآمر ، فأستجاب ، من عرب وفرنجة وعجم ،وأتمر الجميع ، وجرى كل الذي جرى....

 

ان الانتصار النهائي للمشروع الأستعماري الأمريكي في منطقتنا العربية ، سيعني خمسمئة عام أخرى من الحياة تحت البساطير الثقيلة ، سيعني عهدا عثمانيا جديدا ، انما أسمة الأمريكي هذه المرة...وسنشقى كثيرا ، ونجوع كثيرا ، ونموت كثيرا ، وسيغتصب رجالنا ونساؤنا ، العاطلات عن العمل سيعملن مومسات لدى الجندي الأمريكي ، والجميلات ، سيكونن متحرش بهن ذليلات ، الأحرار ، نساءا ورجالا ، لن يسعهم مكان الا المقابر ، واما الراغبون في الحياة البيولوجية البحتة ، فسيحنون ظهورهم للسيد الأمريكي ، كي يرتقيها ليمتطي حصانه...

وهذا هو الحضيض الذي احدثكم عنه يا رفاقي الطيبيين

 

هل أنا متشائم ؟؟...( يا خي أنا أكثر من هيك...)..

ما يؤلمني حقا ، هو هذا الاستعداد الفكري لدى الشعوب العربية لتقبل ما يجري ، لا بل التواؤم معه والعيش في ظلاله ، وأحيانا الاستماته في الدفاع عنه ...

لماذا هذا الانحطاط اللنفسي والفكري والعقائدي ؟؟

لماذا كل هذه الهزيمة...؟!

 

يقول الرسول محمد (ص) أن من مات بلا بيعة فقد مات ميتة جاهليه ..أيتها المقابر ، سنأتيك جهلة تأكدي ، فأقتلي بذار الورود فيك وتهيئي لقدر يمنحك الجثث ، تلك الجثث التي بلا أرواح....

 

ما يؤلمني ، هو هذا التعصب الأعمى ، فالعرب كل متعصب لنظامة ، تلك الأنظمة التي تربطها علاقة خاصة مع الله والرسول ، الأنظمة المقدسة والمنزهة ...من يرى غير ذلك ، فهو هناك يجلس على صخرة صلداء ، كيتيم جائع ، مقصي ومبتذل.

 

نتعصب للاسلام ، لكن العقل الجمعي وانصياعا مع الآلة الاعلامية ، يقف ضد حماس وحزب الله والأخوان والمقاومة ، ألم تقل عنهم أمريكا انهم ارهابيون..

 

لمياء ، فتاة من مخيم حزين ، طرد أهلها من أرضهم ، وهي لاجئة ،تدرس ، تتزوج ،لكن كل ذلك في ظلال من الفقر والجوع وفقدان الثقة بالنفس والبؤس والاذلال ، من المسؤول الأول عن ذلك ،أليست أمريكا ؟. امريكا التي أوجدت اسرائيل ودعمتها في استعمارها واستيطانها لفلسطين ، لمياء ، تقف لسنوات في عبدون انتظارا للفيزا ، تعود للمخيم بعد عدة سنين من شيكاغو ، لا تستطيع أن تتكلم أكثر من ( ياي شو هالأرف، احنا بامريكا هيك ، واحنا هيك ) ...العلم الأمريكي يرفرف فوق سريرها ، ليتراكم في اللاوعي عندها وعند أبنائها أن أمريكا هي مصدر سعادتها وليس مصدر شقائها...

لدي صديق ، يجتمع في غرفة نومه اثنان لا يقبلان الاجتماع سويا، القرآن والعلم الأمريكي ، يحدثني عن الجنة كثيرا ، آخر مرة ، قلت له لا بد ان تتواءم مع نفسك أكثر ، الآن هو زبون ليلي للعلب الليلية ، وبات يرفع علم روسيا في غرفته ليس الا...

 

ما يضحكني حد الغضب ،أن البنية الفكرية لدينا تعاني ازدواجية مرضية تنبئني للأسف أننا سائرون دونما تمهل نحو الحضيض...

 

وأنا خائف ، بصراحة أنا أخاف من الحضيض والانزلاق والهاوية ، أنا أخاف علينا ، على أطفالنا وأحلامنا وحبنا ...أخاف من لحظة لقاءنا مع الله....

 

المقزز حقا ، هذا الصراع الدموي والعقائدي الدائر بين العبيد في الطابق السفلي من السفينة ، فهم متعصبون عمي ، حاقدون على بعضهم ، لا يتراحمون ، بينما المستر جونز يستمتع بالشمس والغرور على ظهر السفينة ،ورسول ، يعترية النحول في سجون القاهرة ، وجسمه معنى وروحة مضناة ...وليلى ، تعاني الأكتئاب ، وتفقد من عينيها البريق...هذه شخصيات من رواية اسمها رسول يكتبها منصور الطورة وللآن تأبى أن تتم ، وأحداثها تدور على فكرة واحدة وسؤال خطير ، كيف ارتضى العبيد عبوديتهم وكيف تواءموا معها...؟

 

بالتأكيد ، رفاقي الرائعيين ، بالتأكيد نحن لسنا عبيد في الطابق السفلي من السفينة التي تأخذني للعمل في مزبلة التاريخ.....

 








طباعة
  • المشاهدات: 14718
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
10-02-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم