حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,25 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 28607

الى حبيب الزيودي

الى حبيب الزيودي

الى حبيب الزيودي

26-10-2017 02:48 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. نزار شموط
بعد غد تُصادف الذكرى الخامسة لوفاة الشاعرالكبير حبيب الزيود رحمه الله واحسن مثواه .
التقيته اول مرة في العام 1997 بعد دعوته للمشاركة في فاعلية بعمادة شؤون الطلبة في الجامعة الهاشمية وكانت بعنوان سوق عكاظ , كان لقاءً قصيراً في مكتبي وكان بصحبته الشاعر جريس سماوي , لقد ابهرني رحمه الله منذ اللحظة الاولى باسلوبه الراقي في بناء حوار ودي مفعم بكل معاني المحبة والاخاء , يلِج الى النفس بدون استئذان , ويكسر باسلوبه الدافئ كل الحواجز التي يحتاج البعض ربما لعدة لقاءات لكسرها , احسست خلال دقائق انني اعرفه منذ زمن بعيد , تجذبك مفرداته ونبرة صوته واسلوبه الآخاذ في الكلام , فلا تملك الا ان تنصت له بكل حب واحترام .
سماته الشخصية كانت وعاء احتوى كل مفردات الاصالة والانتماء والولاء لثرى الوطن بكل مكوناته , قصائده حملت هموم وشجون وامال كل اردني , تشتم في ابيات شِعره رائحة الدحنون والشيح والقهوة والهيل , نعم تشتم فيها رائحة الثرى , ثرى الاردن الذي أبا الا ان يحتضنه سريعاً وهو في ريعان شبابه واوج عطاءه .
يلج بك بكل رشاقه الى صور الماضي الجميل وتشعرك كلماته المختزله ان كل مفردة منها تحمل حقبة من تاريخ هذ الوطن .
شِعرة يتملكُك كما السحر , لا تقوى ان تقاومه , يستحوذ على وجدانك ويستفز فيك ذكريات طفولتك وصباك ( القرية , الحي , المدرسة , الدكان , الفرح في العيد , النخوه , الجذوه , الكرم ) صور لا تستطيع ان تستحضرها الا اذا سمعت حبيب .
لقد وثّقت قصائده صفحات نابضة من تاريخ هذا الوطن بكل صدق وشفافيه . مفرداته كانت تخرج من قلبه قبل لسانه , لا اخاله كان يبذل جهداً في كتابة القصيده , لان القصيده كانت تسكن فيه .
لم يكتب الشعر بل الشعر كتبه , لقد غزل بفرداته اجمل عبأة للوطن وحاك لكل واحد منا رداء المحبة والانتماء لثراه الطهور .
لم ينافق او يهادن , قال كل ما اراد ان يقول في حب وطنه وقيادته دون قيود , لانه لم يسعى لمركز او مكسب , لان هذا ديدن الكبار الكبار .
لم يُطّوع قلمه الا لما يمليه عليه قلبه وعقله الذي لم يكن يسكنه الا الوطن .
لقد قدم حبيب للوطن الكثير , وكان يستحق من وطنه الكثير الكثير .
اخي حبيب لم ولن انسى لقاءاتي بك التي لم تكن كثيرة ولكنها كانت غزيرة بصدق المشاعر ودماثة الاخلاق وفيض الانتماء الصادق لوطنك , لقد تركت بصمة حب بكل من عرفك .
اقول لك وانت في عالم البرزخ انك خالد في قلب الوطن , وشِعرُك يُغنى في كل وقت ومكان وستصدح الاصوات فيه على مر الزمن .
نعم انت ساكن في قلوبنا , وستبقى اخي حبيب شعلة مضيئة في ذاكرة الوطن الذي احببت .








طباعة
  • المشاهدات: 28607
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم