05-11-2017 10:29 AM
سرايا - يشهر الكاتب عبداالله كنعان في السادسة من مساء الاثنين المقبل 11/13 بمركز الحسين الثقافي برأس العين كتابه «المعلّم صبحي جبري..الطريق إلى القمّة»
، في حفل يرعاه رئيس الوزراء الأسبق الدكتورعبدالسلام المجالي، وينظمه رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين حمدي
الطباع، ويديره الدكتور مجد الدين خمش.
ويتتبع كنعان بأسلوب قصصي لافت سيرة حياة الراحل صبحي جبري، مبتعداً عن الحديث المباشر إلى جذب القارئ بلغة رائقة وصفحات
مترابطة كان يتخلل كلّ سطورها، لتظهر ثقافته ومعرفته بالحياة العمّانيّة وشخصياتها وأحداثها من خلال الإحالات والهوامش التي كان يذيّل بها لهذه الشخصيّات أو الأماكن أو الأحداث ذات العلاقة بشخصيّة صاحب السيرة، وهي اللغة التي شهد لكنعان فيها د.عبدالسلام المجالي، الذي قدّم للكتاب، مشيداً بالراوي الذي كان، على اهتمامه بالكتابة في الشؤون السياسيّة والثقافيّة، صاحب موهبة في سرد السيرة وكتابة الرواية، خصوصاً وأنّ السيرة التي كتبها هي رواية كاملة الأبعاد لقامة عصاميّة مثابرة وجادّة، نستذكرها من خلال كتاب شيّق يروي
للعمّانيين تحديداً قصة رجل ناجح هو صبحي جبري.
ويستعيد كنعان شجوناً وذكرياتٍ فيها شيءٌ من طفولته في مدرسة رغدان الثانويّة عام ثمانية وخمسين من القرن الماضي، كان فيها ونفرمن زملائه يفترقون في الطرقات والحارات إلى منازلهم، نحو صبحٍ جديد يعودون فيه إلى مدارسهم مشياً على الأقدام، ويمرّون خلاله بمطعم جبري الواقع بداية شارع السلط، وهو المطعم الذي لم يكونوا يفكرون حتى بدخوله، متوقفاً عند تفاصيل الحياة الاجتماعية المتساوية لزملائه في ذلك الوقت، ومتحدثاً عن المطعم الذي كانت تسميه والدته «العشّي» وكان مضرباً للمثل في أهميته وقيمته عند المقارنة بين ويسرد كنعان صداقته مع شخصية الكتاب، ولقاءاته التي خدمت موضوع الكتاب، معرجاً علىذكريات وقصص متفرعة تتعلق بجمعية الفيحاء
ومسجدها وناديها، ودور صبحي جبري الفاعل في الجمعية. كما يتطرق الكتاب البالغ مئتين وستين صفحة من القطع المتوسط، على بدايات حياة العائلة، ما بين إسطنبول ودمشق والإسكندرية وعمان، باستعادة قصص الاعتماد على الذات والتصميم والمثابرة، والتحديات الماديّة الصعبة وتجاوز هذه التحديات، مثلما تلفت قصص إلى كون صبحي جبري بطل الأردن في رفع الأثقال، كما يستذكر كنعان محطات للمطعم في شارع السلط، ووقوف صبحي جبري مع المجاهدين في فلسطين، وتوسعة المحل بفروع في جبل الحسين والشميساني والدوار الخامس وجبري المركزي، كما تشتمل الحكايات على إبداعات جبري في مهنته واشتهاره إنساناً حكيماً وصبوراً، وهي عوامل أسهمت
في نجاح صاحب السيرة الذي رحل عن الدنيا بعد كلّ هذا العطاء عام ألفين واثنين.
من مواد الكتاب نقرأ مقالة كان كتبها الراحل رئيس تحرير الرأي محمود الكايد عام 2002 تحدث فيها عن غياب صبحي جبري «المعزب الدائم»، متحدثاً عن بداياته ووالده في عمان، مشيداً بإنجازاته، ولافتاً إلى شخصيته التي هي مزيج من شآميته وعمّانيته.
ويقدّم كنعان الكتاب مسرحاً تدور حوله شخصيات وأحداث وأماكن، من مثل المسجد الحسيني وشارع طلال نهاية الثلاثينات، وشارع السعادة، ومقهى كوكب الشرق في سوق الصاغة، وسيل عمان القديم، وشارع الملك فيصل، والاسكندرية، والقاهرة، ودمشق، وشارع اسكندر عوض بيافا، وكثير من ذلك. كما نقف على مقارنات بين زمنين، منها سعر»المنسف» الذي لم يكن يتعدى خمسة وعشرين قرشاً، مثلما نقرأ طرائف البخشيش بمتوسط خمسة قروش من رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي، واستدانة صبحي جبري من عمر البعلبكي ثمناً للمشغل، ومن بعد من صبري الطباع لتوسعة المحل عام ثمانية وأربعين ستمئة يخلو دينار لهذه التوسعة، كما نقف على «الكف» الذي جعل من صبحي الأجير يصمم على كلّ هذا النجاح.
تحدث في الكتاب كثيرون، منهم صلاح أبو زيد، وسعد الدين جمعة، وعوني توغوج، وعايدة النجار، وآخرون أشادوا بقيمة المؤَلّف الذي يلقي الضوء من خلال شخصية جبري على معالم عمان وجوارها، مثلما يوثّق لتفاصيل عذبة وشخصيات تعاملت مع جبري ورأت فيه اقتصادياً كبيراً وأنموذجاً للعصاميّة والإخلاص للمهنة