06-11-2017 10:55 AM
بقلم : المحامي معتصم احمد بن طريف
اخطوة متأخرة ما يقارب العشر سنوات غفلت أو تغافلت عنها حكومات متعاقبة تولت المسؤولية التنفيذية في المملكة الاردنية الهاشمية ، إن ما اعلنه رئيس الوزراء من مشروع (المدينة الجديدة ) لم تكن من ابداعات الحكومة ورئيسها - الذين لم نرى لها ابداعات ألا ما يتم اعلانه من الحكومة وأعضائها في كثير من الاحيان بواسطة -اعلام مؤجر - متوهمين انه انجاز وإبداع ، ومتناسين اعضاء حكومتنا الموقرة انهم لن يستطيعوا اقناع لو طفل صغير بانجازاتهم - ، فقدر الشعب الاردني إن ابتلي بنوعية معينه من الوزراء وبعض أصحاب القرار لا يمتلكون من بعد النظر - ألا ما يقرره طبيب العيون لهم عند مراجعته لتفصيل نظارات خاصة بالنظر ، وعليه ليس من المستغرب على اعضاء حكومتنا المتعاقبة ان يعاني بعض اعضائها من صعوبة في استيعاب رؤية جلالة الملك وتفسيرها ، وعليه اصبح من المستغرب على الشعب إن يرى ابداع للحكومة أو لآي مسئول فيها ، حتى اصبحت هذه حقيقة راسخة عند كل مواطن اردني ، ولهذا نجد هذه الاستهجان من الشعب على ما اباده الرئيس من تصريح حول مشروع ( المدينة الجديدة ) ، وما اعلنته الحكومة أنها تقع ضمن اراضي الخزينة (الدول) وأنها محاطة ايضا بأراضي الخزينة ، وكما تعودنا من جلالة الملك - حفظه الله ورعاه - انه هو السباق دائما في الرؤيا واستقراء المستقبل ، فقد اطلق جلالته رؤيته لعمان الكبرى في عام 2007 ، وذلك عندما طلب من المسئولين في ذلك الوقت العمل على توسعة مساحة عمان لتصبح مساحة عاصمتنا الحبيبة ما يقارب ال 1688 كم2 ، وذلك لاستشعار جلالته ورؤيته للمستقبل وخاصة ما يتعلق بالنمو السكاني المتسارع في المملكة ومنها العاصمة ، وما يرافق هذا النمو من اعباء تؤثر على المملكة مثل (المشكلات الصحية والمرورية والتكدس العمراني العشوائي وغيرها من المشكلات التي تعانيها العاصمة الحبيبة ) ، سؤالي للأخوة الوزراء والمسئولين الذين هم قدرنا ما هي مبرراتهم لعدم الاختصار على الشعب الاردني عشر سنوات من عمر هذه المدينة حسب رؤية جلالته ؟ فا مهما كانت مبررات الحكومات المتعاقبة عن هذا التأخير وخاصة انه اذا ما علمنا إن ما هو مطلوب من الحكومة ألا إن تترجم هذه الرؤيا وذلك بالاتفاق مع الشركات الاستثمارية الدولية للبدء بالتنفيذ ، فإذا كان التذرع باللجوء السوري فأن جلالة الملك عندما اطلق رؤيته لعمان الكبرى في عام 2007 لم تكن المشكلة السورية قد حدثت بعد ، وإذا كان التذرع بالمخططات الهندسية للمدينة فكل عارف بمواضيع الهندسة لا تحتاج هذه المدة من التخطيط الهندسي و ما اعلنت الحكومة إن المشروع سيكون انشائه لعام 2050 وبتخطيط متوالي ، والسؤال الاخر هل اختيار موقع المنطقة يحتاج الى عشر سنوات من التفكير والتمحيص الذي لا يزال في علم الغيب ؟
فابغض النظر عن أسباب التأخير ( المدينة الجديدة ) فان موقع المملكة الجغرافي بالنسبة للعالم يعتبر منطقة جذب اقتصادي للاستثمارات العالمية لعدة أسباب منها على سبيل الحصر :
1. موقع المملكة الجغرافي في وسط الشرق الاوسط يجعلها منطقة ربط للعالم بين اوربا وإفريقيا واسيا ، وعليه لابد من وجود مدينة لتجارة العالمية في هذا الموقع من العالم وذلك لتسهيل حركة التجارة العالمية بين دول العالم ، وعليه فان خطوة الحكومة في انشاء هذه المدينة الجديدة أو ما يمكن تسميتها بالعاصمة الاقتصادية للمملكة أو ( مدينة لتجارة العالمية الاردنية ) هي خطوة بالاتجاه الصحيح .
2. إن ما تمتع به المملكة من استقرار امني واجتماعي يجعلها ايضا مركز جذب للاستثمارات ولرؤوس الأموال الكبيرة التي تبحث عن المناطق الاكثر امانا للاستثمار والحمد لله إن مملكتنا الاردنية الهاشمية تنعم بهذه النعمة ، ومما يجعل من هذه المدينة الجديدة حلم لكل مستثمر عالمي اذا ما تمكنت حكومتنا من الترويج لهذه الميزة وجذب المستثمرين
3. إن ما تزخر به المملكة من قوى بشرية شابة على قدر عالي من العلم والمعرفة يجعل منها مصدر غني بالأيدي العاملة المؤهلة والقادرة على استيعاب التطور والحداثة هو ما تبحث عنه الشركات العالمية الكبرى في مجال الاستثمار .
4. إن علاقات الاردن الدولية واحترام العالم للجلالة الملك وللشعب الاردني الواعي الذي استطاع إن يتجنب الولايات في ضل اقليم ملتهب في محيطه ، يجعله مصدر ثقة للشركات العالمية الكبرى للاستثمار في هذا المدينة الجديدة (مدينة التجارة العالمية الجديدة الاردنية ) وعلى ضوئه يترتب على الحكومة إن تقوم بعدة خطوات جدية في سبيل الخروج بمدينة تجارة عالمية اقرب ما تكون بالشبه لمدينة دبي الاماراتية ومن هذه الخطوات :
أ. القيام بعملية تشجيع الاستثمار وذلك بالعمل على تطوير قانون الاستثمار لجذب الاستثمارات العالمية
ب. على الحكومة إن تضع الاشخاص المناسبين لإدارة ملف الاستثمارات
ج. العمل على تجهيز البنية التحتية لهذه المدينة بنظرة مستقبلية قادرة على استيعاب النمو السكاني والتطور العمراني .
وما اود الاشارة اليه في هذا الصدد انني كنت قد كتبت مقالا حول عمان الجديدة ونقل المؤسسات الخدمية قبل الثلاث سنوات وعشر اشهر بتاريخ 6/3/2013 على العديد من المواقع الالكترونية بعنوان (ارخت عمان جدائلها فوق الكتفين )ومنها هذه الرابط https://www.assawsana.com/portal/pages.php?newsid=136727 وعند كتبت هذا المقال انطلقت من فكرة جلالة الملك - حفظه الله - برؤيته لعمان الكبرى كما اراد .
اخيرا فإنني ارجو من الحكومة الحالية أو التي تليها والمتوقع إن يكون بل اكيد معظم اعضائها هم انفسهم أو ابنائهم أو انسبأهم إن يعملوا من اجل الوطن وان يستمروا في العمل على اتمام هذا المشروع ( المدينة الجديدة ) التي يمكن تسميتها - كما اسلفت - ( بمدينة التجارة العالمية الاردنية ) وهذه خطوة متميزة تحسب لهذه الحكومة ولو كانت متأخرة .