12-11-2017 03:51 PM
بقلم : مصطفى صالح العوامله
تتسارع الأحداث وتتداخل القضايا في هذه المرحلة الخطرة من مسيرة هذه الأمة ، المتهالكة البنيان ، الأيلة للسقوط ، والتي لن ينفع معها إلا الهدم وإعادة البناء من جديد ، وفق قواعد راسخة غير تلك القواعد التي بنيت عليها ووفق مرتكزات تختلف عن كل المرتكزات التي وقفت وتقف عليها تلك المرتكزات التي ظلت ردحا طويلا من الزمن تعتمد على تاريخ مزيف وإرث هزيل مليء بالخرافات والبطولات الدونكيشوتية التي لا يقبلها عقل ولا منطق ، روجها ولا يزال يروجها المتنفذون عبر الأزمنة والحقب المتعاقبة ، الذين يختلفون عن كافة المتنفذين في باقي الشعوب والأمم الحية المتطورة ، هؤلاء الذين يدعوننا بالدول النامية ، أونحن نلحق أنفسنا بما يدعونها بالدول النامية التي يقصدونها ، بينما نحن في واقعنا نمثل نماذج حقيقية للدول النائمة ، أو المنومة من قبل اللصوص والمارقين من الداخل والخارج ، إنني أصبحت على قناعة بأننا أمة تعيش خارج التاريخ تجتر تاريخا نسجته من بنات مخيلتها ، لا يمت للواقع بأي صلة ، ولذلك فإنني سأبقى أقول بأننا بحاجة ماسة لإعادة هيكلة وبناء جديدين ، والتخلص من الإرث الثقافي المزيف والأصنام البشرية التي عبدناها ، واشركنا بها مع الله ، وصنعنا منها معجزات وخوارق ، في الوقت الذي هي في أعجز لحظاتها في الدفاع عن انفسها ، وسيبقى قول الله عز زجل ماثلا أمامي ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) صدق الله العظيم فاغتسلوا من أدرانكم التي البستموها دينكم ونبيكم ودنياكم فالله عليم بما تصنعون .