حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 18872

منحوتات تحتفي بزهرة الصحراء ومنهوبات العراق

منحوتات تحتفي بزهرة الصحراء ومنهوبات العراق

منحوتات تحتفي بزهرة الصحراء ومنهوبات العراق

14-11-2017 09:38 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - ينظم جاليري كريم في عمان تجربة جديدة في النحت للعراقي ضياء العزاوي، ويشكل المعرض حدثا فنيا في عمان ، حيث عرف عن العزاوي اختباراته التي لا تنتهي في الشكل والتلوين واعادة بناء مفاهيم تجريدية شرقيه بمفهوم حداثوي يتواكب مع ما يحدث في العالم.

وحين تتأمل المعرض تجد ان الطاقة المبثوثة في الاعمال تعبر عن روح فنان شرب الفن ليصبح طريق حياة ونمطا من انماط تفكيره اليومي المعيش، فكانت منحوتات البرونز التي تحيزت لموضوعة العراق المحتل وما تبع الاحتلال من نهب لمقدراته الثقافية ، التي تعد احدى الحضارات المحورية في تاريخ البشرية.

وقد اعتمد العزاوي في هذه المنحوتات على التشخيصية التعبيرية المرمزة ، التي تبث خطابها الواضح عن حجم الخراب الذي خلفه تجار المتاحف والاثار، فتظهر الدبابة معتلية بوابة عشتار، تلك البوابة الجمالية المهمة ، فكان المشهد اقرب الى مقارنات بين البشاعة والقبح والجمال.

رسالة قوية تدركها العين حين تتحسس تلك المنحوتات، وكذلك حين ننتقل الى مشهد آخر يخص السرقات والرحيل وانتقال تلك الاثار من مكانها الطبيعي الى أمكنة غريبة عن سياقها.

لقد عرف العزاوي بعدم انسلاخه عن الحدث السياسي دون ان يتورط بالانفعالية الآنية ، يدقق بما يجري ليحبره في منظومته الجمالية ليصبح العمل وثيقة للادانة تماما كما فعل بيكاسو في الجورنيكا حين دان فرانكو ، بينما يذهب في باقي المنحوتات الى افكار تجريدية محضة، حيث تتحول زهرة الصحراء الى مفاهيم جديدة بعيدة كل البعد عن تشخيصية تلك الزهرة لكنها ظلت محتفظة فجوهرها.

وتقدم المنحوتات الملونة مناخا خاصا بالعزاوي الذي عرفت اعماله التصويرية بالاحتفاء باللون ، فقد تحولت زهرة الصحراء الى بنائيات اقرب الى الفعل المعماري فتارة نراها صفراء ومرة اخرى حمراء وسوداء.

تلك التكوينات يمكن تحويلها الى فعل معماري مقترح من الطبيعة ، كما اقترح غاستون باشلار فى العمارة المواربة الاقرب الى فعل الطبيعة التي تنسجم مع محيطها وحيزها.

لقد اثار العزاوي جملة من الاسئلة الجمالية الكبيرة التي تحتاج الى مناكفات نقدية، وهو الذي قدم للفن العربي ما يكفي من موروث كبير، واذكر انشغالاته المبكرة في استنهاض النص الشعري عبر نصوص جمالية لها علاقة بالرسم والجرافيك، منها: النشيد الجسدي واشتباكاته مع محمود درويش ويوسف الصائغ وقاسم حداد وامجد ناصر وحليم بركات في طائر الحوم ، ولم يكتف الفنان في مناكفة النص الشعري

بصريا بل ذهب الى السرد ليقدمه باعمال فنية راقية.
* ناقد وفنان تشكيلي











طباعة
  • المشاهدات: 18872

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم