حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 27974

رقية القضاة

رقية القضاة

رقية القضاة

14-11-2017 03:33 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : رقية القضاة
الفجر يؤذن بانبلاج النور وانحسار أمواج الظلام، والقلوب المستجيبة لنداء الله الخالد تحث الخطو الى بيوته الرحبة ،والصفوف المتآخية ترص بانتظار تكبيرة الإحرام،تلك التكبيرة التي تخرج النفوس العطشى من صحراء الظما الروحي الى منابع الورد العذب، ومن هجير العناء إلى ظلال الجنان،ومن ضيق انغلاق ابواب الاماني على الارض ،الى باب الكريم الودود المشرع لكل قاصد مكروب، وانقضت اللحظات العامرة بالود واللطف والرجاء ، ولم تكن من روّادها ولم تحظ بانوارها ،وفاتتك قسمة عطاياها،وافتقدك المعطي حيث أمرك ولم يجدك .
وفات موعد رحمة وراء موعد، وسار ركب عطاء خلف ركب ، وبسط الغني كفه لك لتتوب عن ذنوب المساء كما بسطها في الليل لتتوب عن ذنوب الصباح، فلم تغتنم الفرصة الطيبة ولم تسابق اليها ،ولم تسارع ، ففاتتك لفتة الغفران وغيث الهداية ،لم تطرق الباب المشرع ابدا المرحّب ابدا المنتظر لأوبتك ، لم تناجي ربك بعد الغفلة ، ولم تنادي حين وجدت نفسك وحيدا
زادك الذنب وريك الشقاء ، ايها الغائب عن مواطن الرحمة اين انت؟؟
ومدت الشمس أشرعتها الدافئة والقت باوردة الحياة على رواد الحياة , وغدا الناس مابين موبق لنفسه ومعتق لها ،ولم تغد مع الغادين المعتقين ,ولم تكن مع الساعين الى الرزق الحلال وأنت صحيح الجسم معافى البدن، فضيعت من تعول وما وقيتهم ذل السؤال ، ولم توقن بان العمل عبادة وانك مامور بالسعي ، فالعطايا وفيرة فهل بذلت لها الثمن ؟
الرزق مخبوء في بواطن الارض ،الرزق منثور في الفضاء ،الرزق متاح للاقوياء والضعفاء، الرزق والوعد في السماء ، فعليك بالسعي والبحث والتوكل والدعاء، ايها القاعد المتواكل غدت الطيور من أعشاشها بترانيمها الطروب وتسبيحاتها العذاب ، تطلب الفضل من واهبه الوهاب ،وامتدت السواعد الطاهرة تضرب الصخر وتقلب التراب ،وتنبت الزهر في القفر اليباب ،وتجري المياه لتسقي الغصون المخضرة ،وتجني الثمر وتتلقى ما قسم الله لها بالرضا والشكر والقناعة ،أن رزقها كان حلالا طيبا
ولم تكن مع الطير ولا مع السواعد الضاربة في آفاق البحث، وعتبت واعترضت و سخطت لأنك لم تاخذ ولم تجني ولم تحصد الخيرات اتقعد عن الطلب وتنتظر العطايا؟ لم تكن مع قاصدي باب الرزاق فاين انت؟؟
واقيمت حلقات العلم ،وانطلقت العقول لتتزود بانواره وتنتقل عبر أثيره المفتوح على كل اروقة الابداع، والتحصيل والانتاج ، وتحمل طلابه كل انواع المعاناة سعداء بالسعي الى ارقى معارج التميز،وسارعوا الى ابواب فروض العين فولجوها والى ابواب الكفايات فطرقوها وجعلوا العلم سبيلهم لنيل القربات والارتقاء في ميادين الحياة فيهم الصحيح والعليل فيهم من لا يملك الكثير ولا القليل وانت صحيح العقل سليم البدن قادر على طلب العلم، ولكنك مفقود من تلك الدائرة الكريمة فأين انت ؟
وانبرت الاقلام المخلصة للامة تخط تاريخها المشرق من جديد وتكتبه دون زيف ولا تزوير ،ووقف الخطباء على منابر الوعظ والتفقيه والتوجيه يحرسون قيم الامة وثوابتها ويوجهون خط سيرها الى بر الامان ،واخذ أهل القرآن مجالسهم خشعا منصتين مابين متعلم يطلب النور ومابين معلم يبذله ويطلبه ، فإذا جن عليهم الليل قاموا قانتين واقتربوا سجدا خاشعين ، متفكرين منيبين ،مطلبهم ان يتقبل الله منهم وأن يحط الخطايا عنهم ،عبراتهم تسبق الكلمات وأشواقهم تسبق الدعوات ،يلتمسون بوجوههم الساجدة الطريق ، ويبتغون بذل الجباه العزة ، ويستعينون على نوائب الدهر ومصاعب الحياة بالصبر والصلاة .
ويفتقدك الجليل حيث أمرك فلا يجدك فاين انت؟؟
لست مع العباد الساجدين ولست مع العاملين المتوكلين وماانت في صفوف المجاهدين ولم تسخر قولك ولا فعلك في الذود عن حياض الدين ولم تدمع عينك لمصائب المكلومين وما اهمك ابدا امر المسلمين فما هو موقعك في الارض وقد جعلت فيها لتعمرها وما مكانك من امتك ولم يهمك أمرها وأين أنت من عبادة الله وقد خلقت لتعبده أيها الغافل الموبق لنفسك اين انت؟؟؟
[ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو اخطانا ]








طباعة
  • المشاهدات: 27974
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم