18-11-2017 09:54 AM
سرايا - لم يغادر سيل الأسئلة المرّة والواخزة حناجر أبطال مسرحية «شواهد ليل» لتعلق في الفضاء القاتم الذي أحاط بمشاهديها، وتكشف عن حالة الفصام الغاطسة في أذهاننا، والتي نتنفسها كل يوم، دون أن نتجرأ على طرح أو ملامسة أسئلتها والإجابة عليها.
في العرض الأول بعد عرض الافتتاح لمهرجان الأردن المسرحي قدّم المخرج خليل نصيرات «شواهد ليل» الحائز على جائزة أفضل عرض في مهرجان صيف الزرقاء المسرحي على خشبة المسرح الدائري في المركز الثقافي الملكي، ليترك الفضاء قاتما ليس بفعل الاضاءة فقط ولكن بعد ان هزّ جذور العديد من القضايا الانسانية لتسقط التابوات العالقة، ويجعلها اكثر عريا في زاوية مجتمعية قاتمة ومتجهمة.
نصيرات الذي قدم العديد من الأعمال المسرحية جاء هذه المرّة أكثر جرأة ، كاشفاً من خلال شواهده الليلية عن فداحة ما يدور في قاع المجتمع من تناقضات وموت بطيء يجرف كل أشكال الحياة ويجعل الإنسان يتعايش مع الموت ويستثمر في كل صنوفه ليبقى على حافة الحياة يمارس معاناته بتلذذ.
في المسرحية التي تدور أحداثها في ورشة لتصليح السيارات يبدأ الحوار بين سوزان البنوي (رتيبة) وثامر خوالدة (عزمي) وتبدأ معه عملية كشف متنامية لمشاكل ومعاناة فئة مختفية في المجتمع ولاتكاد تظهر، وتكشف معها معاناة مجتمع كامل، وتطرح اسئلة كبيرة باسلوب درامي ناضج يوهم متلقيه بدوران هذه القضية وعدم انتهائها من خلال سؤال بطل العمل: من انا؟، ليعود في نهاية العمل ويبدي تخوفه