19-11-2017 09:34 AM
بقلم : روشان الكايد
تصريحات جديدة تطل علينا بها اسرائيل ، وإن صح التعبير الكيان الصهيوني ، والتي تخاطب الأردن بلغة تهديدية تحديثا لمواقفها تجاه قضية سفارتها في الأردن ، حيث اعتدى قبل عدة أشهر رجل أمن على أردنيين ، وتسبب بمقتلهم ، فكان المبرر لخروجه هو الصفة الدبلوماسية التي تكسبه حصانة قضائية في الدولة المعتمد لديها ؛ أي الأردن ، وهذا لا يعفيه من العقوبة وفرض الجزاء الذي ينص عليه القانون ، إلا أن الجهة المخولة بفرض هذه العقوبة هي دولته الغاصبة ، حيث لا يمكن المثول - استنادا إلى القانون الدولي - إلا امام دولته ..
جدلية كبيرة حدثت في تلك الفترة حول هذه الحادثة ، ولسنا في صدد العودة إليها ، لكن ما نود تسليط الضوء عليه الأمر الذي طرأ من تهديدات واضحة تتخذها دولة الاحتلال لتصنع حالة من الضغط على الأردن بهدف إعادة فتح السفارة في عمان ، لتتناسى حق الحياة الذي اغتصبه أحد رعاياها في الاردن من أبناء هذا الوطن العزيز ..
ما هو مشرف حقا موقف الأردن الحازم والجاد في التعامل مع هذه التهديدات التي قابلها بنوع من التقليل من الأهمية ، وبل ليضيف على ذلك بأن عنصر التهديد الذي تستخدمه اسرائيل لا يمكن أن يثنيها عن مطالباتها في حق مواطنيها ، وأن ورقة الضغط المستخدمة والتي تتمثل بمشروع مياه - ناقل البحرين - المتخصص بنقل المياه من البحر الأحمر للبحر الميت ، لتحقيق منفعة لكلا الدولتين وبمشاركة فلسطينية سيمضي باسرائيل وبدونها ..
ومن هنا نجد أن الموقف الاسرائيلي كان وسيظل هزيلا ، وأما نحن فقضيتنا قضية كرامة وأن المشاريع باختلافها وتعددها لن تكون مبررا لاجهاض حق أي مواطن .
وما تحمله من تهديد بالعطش لن يضعف اصرارنا ، ولن يجرد منا رأس مالنا ألا وهو العزة والإباء ، فنحن شعب لا نخشى إلا الله ، وإن تكالبت علينا اسرائيل ، أو شح الماء فلا يزيدنا هذا إلا اصرارنا وقوة في التكاتف والتعاضد في الدفاع عن شرفنا وحق أبنائنا ..
وما تغرد فيه اسرائيل من عدم التزام الأردن بمعاهدة السلام ، هو مأخذ عليها لا لها ، فهي المعتدي وهي المتهجم والبادىء .. والبادىء دوما أظلم ..
وشكرا جزيلا يا وطني على حفظ كرامة شعبك الذي منه أنا ..
Roshanalkaid11@gmail.com