بقلم :

طيبة اليك ايها الرئيس الجديد ...تحية محايدة ...لحد الآن ... ومبروك عليك الفوز بالرئاسة الأمريكية ...ولا أعتقد بأني أول انسان يخاطبك من خلال رسالة مفتوحة بعد اعلان فوزك بمنصب الرئيس في الدولة الأكثر عدوانية ووحشية على سطح الكرة الأرضية ...دولة المخالب والأنياب الذرية والنووية ...دولة رأس المال واقتصاد السوق والبنك الدولي ...دولة ال CIA   وال FBI   وغيرها من اجهزةتنصت وتجسس وتدمير وتخريب ... نعرف عن بعضها ولا نعرف شيئا عن الكثير منها ...إذن ...ها هي السماء قد استجابت لدعاء جدتك الإفريقية العجوز التي طالما ابتهلت الى الله بأن ( يعلي الله مراتبك ) ...اعتقد ان جدتك الإفريقية الطيبة لم تكن تتصور ان الأقدار ستلبي دعواتها على هذا النحو وتجعلك رئيسا لأقوى دولة في العالم ...ربما كان حلمها ان تراك مديرا لمدرسة ..او ضابطا بنجمتين او ثلاثة نجوم ...او ان يوفقك الله فتكون مالكا لمطعم وجبات سريعة او محطة محروقات ...أما ان تصبح رئيسا لأمريكا ؟؟!! ...فهذا ما لا أظن انه خطر لها على بال ...المهم ...ما علينا ...ها أنت الآن الرئيس الأقوى في العالم ...فماذا بعد ؟ نحن العرب في شأنك ...عربان ..وربما ثلاثة او اربعة عربان ...وربما اكثر من ذلك ...فنحن العرب طالما انقسمنا على امور أتفه وأقل شأنا بكثير من الموقف امام ابداء الرأي برئيس الولايات المتحدة الأمريكية ...فكيف لا ننقسم الآن ؟! لا يهم ...دعنا وانقساماتنا ...فقد تعودنا عليها بحيث أصبحت جزءا عزيزا من كينونتنا ..كعرب ...وإلا ...فكيف نكون عربا إذا لم ننقسم لأشد الأمور تفاهة ؟! نحن يا MR.PRESIDENT لن نطلب منك المستحيل ...ولن نسمح لأنفسنا بأن نضع شروطا تعجيزية كي نستطيع ان نثق بك تمهيدا لأن نحترمك ونحبك مستقبلا ...نحن يا ( سيد اوباما ) أناس بسطاء و طيبون حد الهبل والسذاجة ..ولكننا حين نغضب ...!! ( الله لا يوريك ) ..نغضب كل الغضب ويصبح من الصوبة بمكان التفاهم معنا ...نحن كرماء جدا مع الغريب (وليس مع القريب ) ...نعطيه دائما اكثر مما يطلب او يحتاج ...ولكننا نرفض الإبتزاز والهيمنة والخنوع والخضوع لإرادة الأجنبي ...عودتنا صحراؤنا الصبر على المكاره والكروب ...ولكنها ايضا علمتنا كيف نحصل على ما نعتقد انه حق لنا ...بقي الآن شهران من عمر الزمن حتى تتسلم سلطاتك الكاملة كرئيس لأمريكا ...عليك ان تستغل هذين الشهرين بالقراءة والإطلاع عن قرب على هذا الكم الهائل من المشاكل والمعضلات الكونية التي سترثها عن سلفك سيء الصيت والسمعة جورج بوش الإبن ...هذا ال...بوووووش ... الذي دمر امريكا وهدم اقتصادها واقتصاد العالم وجلب عليها ملايين اللعنات من نساء ترملن بسبب عدوانيته ومن اطفال يتموا بسبب همجيته ...انظر الى مختلف المناطق على سطح الكرة الأرضية ...سترى ألسنة اللهب الحارقة والمدمرة تشتعل في أماكن كثيرة ...والفاعل واحد ...الفاعل لا يتغير ...الفاعل أمريكا ...نحن لن تنطلي علينا اللعبة الديمقراطية الأمريكية ...إذ ليس لدينا فرق كبير بين رئيس ديمقراطي وآخر جمهوري ...فكل الرؤساء الأمريكيين محكومون لمصالح رأس المال المتوحش ولكارتلات مصانع الأسلحة وغيرها من اللوبيات ( صهيونية وغيرها ) ...ولكن دعنا نتكلم عن المصالح ...مصالح امريكا ...العقل يقول والمنطق يقول والواقع يقول ...أن المصالح الحيوية لدولة كبرى في حجم الولايات المتحدة ذات الإقتصاد الخرافي والقوة العسكرية الهائلة والتقدم التكنولوجي المذهل ...هذه المصالح يجب ان تكون مع العرب ...لا مع اسرائيل ...لن أدخل في الأسباب والمسببات ...ذلك أن أي طفل امريكي في العاشرة من عمره يعلم ذلك ....وأنت تعلم ذلك ...ومستشاروك يعلمون ذلك ...إذن لا يبقى سوى وقفة شجاعة ومسؤولة لتصحيح سلسلة الأخطاء التاريخية التي ارتكبتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة فيما يخص القضية الفلسطينية ....نتمنى ان تجد ادارتكم الوقت لإجراء مراجعة شاملة لموقف امريكا من الصراع العربي الإسرائيلي ...أما عن ورطتكم في العراق ...فدعوا العراق للعراقيين ...غزاها سلفكم الطالح بحجة البحث عن اسلحة دمار شامل لم تكن موجودة اصلا ...وادعى بعدها ان العناية الإلهية قد اختارته ليكون رسولها الى الشعب العراقي المبشر بالديمقراطية ...وها انت وانا ونحن جميعا نرى ما هو نوع الديمقراطية التي جلبتها قوات الغزو الهمجي للعراق ولشعب العراق ....إن دولة قامت على جماجم شعب بأكمله من الهنود الحمر هي آخر من يحق له الحديث عن تصدير الديمقراطية والقيم النبيلة الى باقي شعوب العالم ....ان اول عمل عليك القيام به في اول يوم لاستلامك سلطاتك الدستورية هو ان تصدر اوامرك ل (علوجك ) بالإنسحاب من ارض وسماء وذاكرة وتاريخ العراق ...فالعراق للعراقيين ...وأهل مكة ادرى بشعابها ...هل سنتكلم عن افغانستان وحرب الإبادة فيها ؟ كوبا وحصار امريكا لها؟ التحرشات الأمريكية بفنزويلا ؟ والتحرشات المماثلة بايران وسوريا ؟ هل سنتكلم عن التدخل الأمريكي في كل بقاع الأرض ...في آسيا وأمريكا اللاتينية وافريقيا ؟ ... أوباما. ...يا رئيس اكبر وأعظم دولة في العالم .....الأخطاء التاريخية في حاجة لقادة تاريخيين لإصلاحها والخروج منها ...فهل ستكون ذلك القائد ؟ ارجو ذلك ...وحينها فقط سأخاطبك ب.....سيدي الرئيس