21-11-2017 10:08 AM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
أمام فضاءات تمتلكها الكرك وحدها , وأمام طريق معبد بالثقافات وقيم الشهاده ومحراب الدعاء وملاذ معركة مؤته التي حولت قياس التاريخ الى واقع تعيشه الكرك بكل فخر بموسم المعركه وتاريخها الكبير يوم نالت الكرك وعلى ثراها الطيب رائحة الشهاده من أهل الأسلام في بداياته وها هي تنعم اليوم برائحة شهداء الوطن في كل مكان ومن بعدهم تمضي الى مثقفينا الذين بهم نالت الكرك عبر العصور وامتداداً لتاريخ مثقفينا كل الفخرواليوم يكتب مشروع درب الحضارات ورائده شيخ المثقفين وكبير اقلامنا الأستاذ نايف النوايسه مشروع الزمن الأخير وهذا الكتاب الذي يقرأ سيرة الكرك لكاتبه المثقف الدكتور يوسف الحباشنه (الكرك: بانوراما الزمن الأخير) حيث تطرق هذا الكتاب الى المزاج الكركي ولكن بصوره تعبيريه وصوره قادره على ايصال الهدف للقارئ بكل بساطه الكاتب صالح مفلح الطراونة
وقد أشارت المصادر الى اعتماد الدكتور يوسف الحباشنه مؤلف الكتاب على مصادر مكتوبه واخرى اختزنت في ذاكرته ثم خرجت على هذا الجهد الكبير المبارك لهذا الكتاب ولعلنا نستدرج من القراءه لما أبداه القائمين على هذا اللقاء من إن هناك علاقه جذريه بين الزمان والمكان اللذين حظيا باهتمام كبير للكاتب لكننا ربما نذهب الى ما كان الكاتب يود ايصاله وهو ذاك الزمن الجميل الذي يصف فيه الأنسان الكركي بالقرب من نفسه والعالم من حوله .. فربما مضت الكرك بمشروعها الثقافي آنذاك وقد حولت كثير من مجريات التاريخ لهذه المدينه التي تشع فضاء وقيم واخلاقيات بقياس الثقافه وشؤونها ,
وتركت على بساط الواقع كتب الآن نراها بين ايدينا وأخرى تنتظر الصدور لكنها بمجمل ما قدمت تركت ارثاً سيكون حافل لأبناء الوطن والكرك على وجه التحديد , وهاهي الكرك اليوم تنعم بتغير التضاريس وحسب , تنعم بلقاء مثقفيها عبر درب الحضارات هذا المشروع الحضاري الذي يقدم نفسه للوطن على هيئه زمن جميل نكن لركنه الأساسي وبناء روافده بالمجتمع كل الأحترام
فأديبه الكبير الاستاذ نايف النوايسه قياس لقيم الحضاره يوم تحتاج لرجل على هيئته ووقاره وزمنه الكبير العظيم وما يقدم لكل المثقفين عبر حدود هذا الوطن الجميل ... الزمن الأخير قياس لقيمة ما قدم مجتمع الكرك وأبناءه عبر العصور , وقياس لقيمة التاريخ المرصع بالوفاء, ولعل ما أشار اليه الأستاذ نايف النوايسه من إن هذا الكتاب هو دعوه صريحه للعوده الى تاريخ الكرك الحقيقي العميق ووعيه على النحو الذي يليق به بقصد فهم الهويه الثقافيه للكرك التي ما زالت مؤثره وبصوره لا يمكن طمسها , هو ما يجعلنا نواصل البحث عن كل ما يعني الكرك ومثقفيها وما يقدمون عبر هذا الزمن الذي ربما تغيرت فيه كثير من الموازين والقوى إلا موازين الثقافه فما زالت حيه على ارثها ومكان قياسها بالواقع ...والكرك شاهد حي على عمق التاريخ كما هي باقي محافظاتنا التي تنعم بتاريخ جميل ...
درب الحضارات ربما يسعفنا في شهر تشرين الثاني لقراءة ثورة الكرك التي وقعت عام 1910 بين الأتراك وأبناء الكرك وذلك احتفاء بمناسبة مرور مئة عام على هذه الثوره الشعبيه وهذا ما جعل درب الحضارات والمؤسسات التي تعتني بشؤون الثقافه بالكرك تواصل البحث عن الزمن الأخير وكل ما يتصل بالثقافه وشؤونها ولكي تستمد الكرك عنوان البقاء الدائم لقيم الثقافه فيها تأتي هذه المنتديات وهذه الحوارات لأنعاش الذاكره الأنسانيه مع خالص امنياتنا بالتوفيق للجميع .. بدرب الحضارات وبكل ما يعني الكرك ومثقفيها ...