بقلم :

 قال لها الطبيب نحن بحاجة لاجراء بعض الفحوصات .... للاطمئنان فقط،.... لا تخافي،قبل ان يتم الطبيب كلماته شعرت بزلزال بداخلها يطيح باحلامها،بآمالها، يدمر جران نفسها. خرجت من العيادة تلملم ركام نفسها المنهارة،سارت في الطرقات تدوس فوق حطام سنوات عمرها....  كانت تنظر في الوجوه،ترى الحزن مخيم عليها، احست وكان الكل يعرف ماذا قال لها الطبيب منذ لحظات... نظرت الى الاشجار وجدتها صفراء ذابلة رغم اننا في فصل الربيع.

 لم تكن ترغب في العودة الى البيت،كانت تجيش في نسها مشاعر مختلطة من الحزن والخوف والندم والشوق ،ارادت ان تظل طليقة حرة تسير في الدروب تروي ظمأ لابد آت حين تصبح حبيسة الفراش.

 مشت حتى تعبت قدماها،قررت اخيرا ان لامفر من العودة الى البيت ،ولا مفر من مواجهة الحقيقة مهما كانت مرة .

في اليوم التالي قامت باجراء الفحوصات المطلوبة،وفي انتظار النتيجة كانت الايام تمر بتثاقل وتكاسل غير آبهة بالالم اللذي يعتصر وجدانها.

 زهدت بكل متع الدنيا ،ورضيت بكل ما كانت ساخطة عليه في حياتها،سامحت كل من اخطا ْ بحقها يوما،وعاهدت اللة ،ان خابت ظنو ن الطبيب فانها لن تتذمر بعد اليوم مهما ضيقت عليها الايام ،وبانها لن تحقد على كائن من كان مهما اساء لها.

بدت اللحظات التي كان الطبيب يقلب بها اوراق المختبروكانها دهرا،وكاد قلبها يقفز من مكانه فرحا حين نظر اليها الطبيب باسما وقال:كل شيء طبيعي.تهاوت على المقعد، فلم تعد قدماها قادرتان على حملها،ترى ... هل ستتذكر ذللك العهد اللذي قطعته على نفسها امام الله ؟