حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 20821

بيت الثقافة والفنون و عرزال الثقافية يكرمان الروائي جمال ناجي

بيت الثقافة والفنون و عرزال الثقافية يكرمان الروائي جمال ناجي

بيت الثقافة والفنون و عرزال الثقافية يكرمان الروائي جمال ناجي

02-12-2017 10:56 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - ضمن البرنامج التكريمي لـ»بيت الثقافة والفنون» و»مؤسسة عرزال الثقافية»، للمبدعين الأردنيين والعرب، قدم الروائي جمال ناجي مساء يوم الأربعاء الماضي في قاعة الشموع، في مقر البيت بالحسين، شهادة روائية قدمه الشاعر محمد العامري بكلمة أشار فيها إلى أهمية تجربة ناجي الروائية إذ قال: فحين يكتب ناجي روايته عن النهر وما جاوره من ذكريات ومشاهدات احتك بها ناجي بعين مختلفة، إذ يقوم الراوي بتسجيل الاشياء عبر خزان ذاكرته ليحولها الى متعة في الروي وانسحاق في الذات الجمعية التي تشكل صوته الروائي، جمال ناجي استطاع عبر رحلته الابداعية ان يشكل كركترا مفارقا عن مجايليه من الروائيين، نتركه ليكشف عن مرآته الداخلية بشهادته عن الحياة في الروي .

وفي سياق شهادة ناجي عن تجربته الروائية قال: «حينما أكتب الرواية لا أقدم مخططا مسبقا أو هندسة للشخصيات فالأمر مرهون بإدراك الكاتب لطبيعة موضوع روايته التي سيكتبها، ففي رواية غريب النهر على سبيل المثال تعرضت للزمن العثماني التي أثرت على منطقتنا (المرحلة العثمانية) حيث كانت الشخصيات جزءا من مسار المرحلة التي تلتها النكبة والنكسة وصولا إلى أوسلو، حيث تداخلت الأحداث في هذه الرواية في عدة جوانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي والنفسي.

وواصل ناجي حديثه بخصوص الرواية التي موضوعها الاقتصاد، مشيرا إلى رواية ليلة الريش والتي تدور أحداثها في الأواسط المالية والاقتصادية من منظور نقد سلبيات العولمة، وأشار ناجي إلى تفرده في هذا الجانب من النمط الروائي، وأشار إلى صعوبة تحويل اللغة الاقتصادية إلى لغة الأدب، وأن تجربته الروائية على مدار أربعين عاما علمته أن يتعلم من شخصياته الروائية حيث تقوده هذه الشخصيات إلى مناطق لم يكن يفكر بها، مناطق فكرية وجغرافية ونفسية.وفي حديثه عن شخصية اسماعيل في رواية غريب النهر قال: ليس لي علاقة قرابة باسماعيل ولكن علاقتي باسماعيل هي علاقة ابداعية محضة، والروائي عليه أن يستفيد من تجاربه الشخصية في الحياة كونها مجموعة من العناصر تتواشج مع بعضها البعض لتنتج إبداعا، فالإبداع يشبه التمثيل الكلوروفيلي الذي تجتمع فيه مجموعة عناصر بسياق معين لتنتج ورقة خضراء هي الإبداع».
وعاد وأشار إلى غريب النهر قائلا: «إن ما أتعبني جدا في غريب النهر هو الزمن، وكان لزاما علي أن أراعي معظم الأزمان المركبة في هذه الرواية منها الزمن التاريخي في توالي الأحداث، والزمن النفسي حيث تعرضت شخصيات غريب النهر إلى تأثيرات كبرى لها علاقة بالأحداث، مثلا شخصية جهاد كان مراهقا في زمنه النفسي ثم تطور لأزمان أخرى، وهذا الأمر حاضر في جميع شخصيات الرواية، وهناك أيضا الزمن البيولوجي، والزمن الفلسفي الذي يعكس طبيعة تفكير الشخصيات في الحياة والكون، وهناك الزمن الروائي الذي يجمع كل هذه الأزمان. أما ما يخص القارئ فهو زمن (الما بعد)»
وحول موضوع كتابة الرواية بأكثر من جزء قال ناجي: «أنا لا أحبذ مثل هذه الكتابة وكثير من الروايات ممكن اختصارها من آلاف الصفحات إلى صفحات قليلة، وأنا أنزح دائما نحو التكثيف والإيجاز في الرواية كوني دائما ضد الفعل التسجيلي في الرواية لكنني لا أنفصل عن الواقع وأقوم في تخييله .وبخصوص تعدد الأصوات قال: «أستطيع القول أنني من الروائيين القلائل الذين يركزون على تعدد الأصوات في الشخصيات واستخدامها بطريقتي الخاصة حيث يستند تعدد الصوت إلى وجهة النظر في إطار مستويات متعددة لها علاقة بطبيعة تفكير الشخصية، فالميكانيكي مثلا له لغته الخاصة وكذلك عامل المطبخ والمفكر والسائق، لقد استخدمت التدعاي الحر والكتابة على حد سواء.كما وأشار إلى مسألة حرمان مدينة عمان من الكتابة الروائية وعزا السبب في ذلك إلى صرامة وجهل الرقيب في مرحلة السبعينيات والثمانينيات».
والجدير بالذكر أن ناجي أصدر على مدار أربعين عاما مجموعة من الروايات والمجموعات القصصية: حيث بدأ شوطه مع الكتابة الروائية منذ أواسط السبعينات من القرن الماضي، حيث كتب أول رواية له في العام 1977 بعنوان (الطريق إلى بلحارث) وقد نشرت في العام 1982 ولقيت أصداء واسعة في حينها وأعيدت طباعتها سبع مرات، وشكلت حافزا له للاستمرار في الكتابة الروائية، وقد أصدر بعدها عددا من الروايات والمجموعات القصصية، ففي روايته الأولى (الطريق إلى بلحارث 1982) يتناول البيئة الصحراوية في القرية السعودية خلال العقد الثامن من القرن العشرين، بينما تدور أحداث روايته الثانية (وقت 1984) في المخيم الفلسطيني خلال الخمسينات والستينات، أما روايته الثالثة (مخلفات الزوابع الأخيرة 1988) فتتحدث عن الغجر وحياتهم وحلهم وترحالهم وتعايشهم مع المجتمعات المحلية، فيما تعد روايته الرابعة (الحياة على ذمة الموت1993) مقدمة للدخول إلى موضوعة العولمة من خلال الاقتصاد، وهو ما تم استكماله في روايته الخامسة (ليلة الريش) التي تدور أحداثها في الأوساط المالية والاقتصادية من منظور نقد سلبيات العولمة. أما روايته (عندما تشيخ الذئاب 2008) فقد لقيت ترحيبا كبيرا لدى القراء العرب ووصلت إلى القائمة النهائية للجائزة العالمية للرواية العربية - بوكر2010 - وهي تتناول موضوعة استثمار الدين والتحولات السياسية والفكرية التي شكلت مقدمات لمرحلة التطرف . ثم أصدر روايته (غريب النهر 2011) التي حازت على جائزة الملك عبد الله الثاني للابداع الادبي 2016 وتتحدث عن القضية الفلسطينية ومراحل النضال الفلسطيني والرواية الثامنة لناجي حملت عنوان (موسم الحوريات) وصدرت عام 2015 وتناولت موضوعة التطرف والمنظومات الاجتماعية والسياسية التي أوجدت هذه الظاهرة ، وقد ترجمت إلى اللغة الإنجليزية. وفيما يتعلق بقصص جمال ناجي فقد رأى النقاد فيها اختلافا جذريا عن أسلوبه الروائي سواء من حيث الشكل او اسلوب المعالجة ام المضمون، وقد صنفت على أنها نوع من قصص الكشف في أعماق النفس البشرية بأسلوب جديد يعتمد المفارقة والنهايات غير المتوقعة. وقد صدرت له أربع مجموعات قصصية هي (رجل خالي الذهن/ رجل بلا تفاصيل/ ما جرى يوم الخميس/ المستهدف).











طباعة
  • المشاهدات: 20821

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم