02-12-2017 03:58 PM
بقلم : عبدالله زهير قرباع
غيمة ترمي بظلالها فوق الإحتكاك الأمريكي الكوري شمالي تجعله غير واضح الملامح،مع اهتمام دولي أدنى من المتوقع،هذا من جانب،ومن جانب آخر نجد برودة من الطرف الأمريكي في التعامل مع دولة مارقة يرأسها شخص مثير للجدل يمتلك أسلحة دمار شامل مع هوس دائم في تطوير القدرات الصاروخية والتي أصبح لها القدرة على الوصول للداخل الأمريكي.
حيث تمتلك كوريا الشمالية صاروخ "هواسنغ-12" HWASONG-12 الذي يبلغ مداه أكثر من 3000 ميل (4828.032 كيلو متر) والذي يمكنه بسهولة إستهداف القواعد العسكرية الأمريكية في جزيرة "غوام" في المحيط الهادئ.ثم استطاعت كوريا الشمالية بعد ذلك تطوير صاروخ "هواسنغ-14"HWASONG-14 الذي يبلغ مداه أكثر من 6500 ميل (10460.74كيلو متر)،يمكنه الوصول الى سواحل آلاسكا،وربما يضرب سان دييغو، وربما يصل مداه إلى مناطق مابين دينفر وشيكاغو أيضا، فضلا عن قدرة هذه الصواريخ على ضرب قواعد الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط،إضافة الى الخطورة الأكبر التي تكمن في قدرة هذه الصواريخ على حمل رؤوس حربية نووية.
فمالذي يجعل التعامل الأمريكي بهذا البرود تجاه كوريا الشمالية وعدم توجيه ضربة عسكرية لها ؟ هناك عدة أسباب (بعيدا عن فكرة الخوف من السلاح الكوري شمالي الموجودة بشكل واضح عند الطرف الأمريكي) ،أعتقد منها:
1-أن تكاليف الضربات العسكرية الأمريكية تجاه دولة مثل كوريا الشمالية ستكون مكلفة جدا نظرا لطبيعة السلاح الذي تمتلكه كوريا الشمالية،وطبيعة السلاح للطرف الأمريكي الذي يعاني من نفقات حلف الناتو.
2-وجود دولة حليفة للولايات المتحدة الأمريكية في شبه الجزيرة الكورية مثل كوريا الجنوبية تعمل "كحائط صد" مقابل كوريا الشمالية والتي من الممكن أن تدخل حرب ضد عدوتها كوريا الشمالية كما حدث في الحرب الأهلية عام 1950. إضافة الى وجود اليابان التي تشعر بالخطر من تهديد كوريا الشمالية المستمر والمباشر لها.
3-أن هنالك نوايا أمريكية للخروج من منطقة الشرق الأوسط بعد توزيع الأدوار وتأمين حماية إسرائيل …..إلخ،والإتجاه نحو شرق آسيا للتفرغ أكثر لمصالحها في ذلك الإقليم ولوجود الثروات والمعادن فيه،ففي حالة حصول ذلك سيكون هناك تداعيات أكثر خطورة بين الطرفين،ستتصاعد بإستمرار كوريا الشمالية في تطوير المنظومة الصاروخية والتهديد.
4-أنه لا يوجد هناك "إسرائيل"،بمعنى آخر لايوجد دولة في ذلك الإقليم يعتبر أمنها مصلحة إستراتيجية أمريكية،حيث أن أحد أهم الأسباب التي أدت لغزو العراق عام 2003 هو التهديد المباشر الذي كان يشكله العراق على إسرائيل.
5-بعد الحرب العالمية الثانية ألزمت الولايات المتحدة الأمريكية اليابان بأن لا يتجاوز إنفاقها الدفاعي 1% من الناتج المحلي الإجمالي،الأمر الذي كان له أثر سلبي بعد ذلك على الإقتصاد الأمريكي بسبب تركيز اليابان على النمو والمنافسة الإقتصادية،فمن هذه الفكرة يمكننا القول أن من المحتمل أن يكون البرود الأمريكي هو محاولة للإستفادة من تهديد كوريا الشمالية لليابان،لإقناع اليابان بأن عليها رفع إنفاقها الدفاعي لأكثر من 1% من الناتج المحلي الإجمالي حماية لها،الأمر الذي بدوره سيخفف الضغط الإقتصادي عن الطرف الأمريكي،عدا عن الأرباح التي ستجنيها الولايات المتحدة عند إقدام اليابان على شراء السلاح الأمريكي المتطور،وهو ما المح له الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على تويتر حيث أجاز لليابان وكوريا الجنوبية شراء أسلحة فائقة التطور.
خلاصة الأمر أن أمريكا في الوقت الحالي (كما هو الواضح) تحاول الإستفادة من كوريا الشمالية مع الإكتفاء بالتهديد لتحقيق نوعا من الردع حيث أقدمت الولايات المتحدة على تطوير ونشر نظام الدفاع الأمريكي "ميدكورس"Midcours لحماية الأراضي الأمريكية،بالإضافة للعقوبات الإقتصادية التي تفرض بين الحين والآخر على كوريا الشمالية بتأييد روسيا والصين على بعض منها.لكن في حالة قيام الرئيس الكوري (كم جونغ اون) بتوجيه ضربة عسكرية للولايات المتحدة بالتأكيد سيكون هناك فعل آخر.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-12-2017 03:58 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |