03-12-2017 11:57 AM
سرايا - نظم بيت الشعر في المفرق مدينة الثقافة الأردنية 2917، في منتصف الأسبوع الماضي، أمسية شعرية للشاعرين: تركي عبد الغني الذي يعيش في المانيا والدكتورة ربيحة الرفاعي، وأدار الأمسية الزميل الإعلامي حسين نشوان الذي قدم نصا إبداعيا حاكى موقع بيت الشعر والتجليات المرتبطة بالمكان الذي يجمع الأدباء بمحبيهم وجمهورهم .. مؤكدا أن الحالة الشعرية في الأردن تنعم بمناخ خصب وبوفرة قل نظيرها وبإبداع مبهر، وقد حضر الأمسية حشد كبير من المثقفين والمهتمين،
وأستهلت القراءة الأولي الشاعرة الرفاعي التي قرأت مجموعة من قصائده التي استحوذت على إعجاب الحضور، ومن ديوانها «وجع الغياب»، قرأت غير قصيدة من مثل: «برق إذا ضاربت»، قصيدة استطاعت الشاعر أن تعاين فيها الذات والهم الإنساني بلغة موحية ومعبرة عن خلجات الروح، شاعرة اختارت فيها قافية صعبة دلالة على تمكن الشاعرة من لغتها والإبحار في الشعر.
تقول في قصيدتها: «برق إذا ضاربت»: «لَا يِرتَوِي قَلبٌ بِمَا يَلقَى وَجَفْ/ مِن نَبعِ دَمعِ العَينِ إِذْ أَجفَتْ وَجَفّْ/ كُنتُ المُهَنَّدَ لا اغتِمَادَ لِسَطوتِي/ وَسِوى حُدُودِي لَا اعتِمَادَ وَلَا كَنَفْ/ بَرقٌ إِذَا ضَارَبتُ وَالأَجوَاءُ لِي/ وَاللَيلُ إِنْ أَهوِي عَلَى صِنوِي سَدَفْ/ مَا خُضتُ حَربًا دُونَ قَدرِي نَاسُهَا/ أَو جُبتُ دَربًا فِي هَوَانٍ أَو سَرَفْ/ عُمرِي ارتِقَائِي بِانتِقَائِي لِلذُّرَى/ وَالشَّمسُ رَهنُ إِشَارَتِي حَرفًا بِكَفْ/ لِي فِي الثُّرَيَّا مَنزِلٌ، وَلِيَ الشُّمُوخُ/ وَلا جُنُونَ وَلا مُجُونَ وَلا صَلَفْ/ لَمْ أَعرِفِ الأَحزَانَ يَومًا وَالهَوَى/ بَينَ التُّرَابِ وَأَخمَصَيَّ إِذَا وَقَفْ/ وَالأُمنِيَاتُ عَلَى أَكُفِّ عَوَاذِلِي/ تَأتِي إِلَيَّ جُمَانَ عِزٍّ فِي الصَّدَفْ/ دِرعِي الدَّمَاثَةُ وَالفَخَارُ مَطِيَّتِي/ مَا عَقَّنِي يَومًا وَلا عَنِّي صَدَفْ».
إلى تقول فيها: «وَرُبَى تَلِيدِي أَذرُعٌ بِعَزِيمَةٍ/ خَطَّتْ حُدُودَ الشَّمسِ مَجدًا لِلْخَلَفْ/ لكِنَّكَ استَعذَبتَ أَنَّةَ خَافِقِي/ وَسَلَبتَنِي صَبرِي فَأَزهَقتَ الهَدَفْ/ وَأشَحتَ عَن خَفَقَاتِ رُوحِي تَرتَقِي/ نَحوَ السَّمَاءِ هُنَاكَ، وَاختَرتَ الجِيَفْ/ فَاهنَأ -فَدَيتُكَ- نَبضُنَا أَولَى بِنَا/ وَالسُّهدُ قَيدَ الوَجدِ لَونٌ مِن تَرَفْ/ وَاشرَب مَرِيئًا نَخبَ مَا أَمَّلتَنِي/ هَذا دَمِي مِن عَينِ خَيبَاتِي وَكَفْ/ يَا مَوطِنِي بَعضُ المَنَايَا مُوجٍعٌ/ حَتَّى شَهِيدًا بَعضُهَا لا يُقتَرَفْ/ آتِيكَ أَشكُو مِنكَ تَعسًا لِلهَوَى/ مَا لِي بِغَيرِكَ مِنكَ - وَيحِي – مُنتَصَفْ».
ومن جانبه الشاعر تركي عبد الغني قرأ من ديوانه «حقائب الطين»، قرأ أكثر من قصيدة وقد تجلّت روح إلقاء ولغة وإبداعا، شاعر يذهب بك إلى لغته الطازجة وقوافيه المدهشة المعبرة عن شؤون الشاعر الذاتية التي ينطلق من خلالها إلى فضاءات أخرى تستقرىء الوجع الإنساني وتقف على منعرجات الحياة، شاعر يشدك إلى إليه بطريقة أدائه ومسرحيته للقصيدة ضمن إيقاعية الجسد وإيقاعية الحرف وموسيقاه المناسبة مثل شلال متدفق بالمشاعر والاحاسيس.
من قصيدته «حرائق الرحيل»، هذه القصيدة التي عقد من خلالها جدلية الحياة والموت، يقول فيها :»كَفى بِكَ أنْ يَمُرَّ عَليْكَ طَيْفي/ لِتَلْمَحَ في مَرايا الرّيحِ نَزْفي/ أعيشُكَ ما انْثَنَيْتُ..وَكُلُّ لَحْظٍ/ يُطِلُّ عَلَيَّ مِنْ عَيْنَيْكَ حَتْفي/ فَقَدْ كُنّا الٌتَقَيْنا ذاتَ حَظٍّ/ على جَسَدَيْنِ مِنْ مَنْفىً وَمَنْفي/ تُلَوِّحُ فَوْقَ كِتْفيَ ألْفَ عُمْرٍ/ كَأنَّ المَوْتَ مُلْقىً فوْقَ كِتْفي/ أَتَحْتُ لَكَ العُبورَ إلى عُيوني/ مَخافَةَ أنْ أقولَ لَها اسْتَعِفّي/ بِقَوْلٍ لا يُفَكُّ بِأُذْنِ مُصْغٍ/ وَسِرٍّ لا يُباحُ لِمُسْـتَشِـفِّ/ وَللأشياءِ في الأشْياءِ مَعنىً/ وَمَعْنى اللّهِ في الأشْياءِ يَكْفي».
إلى أن يذهب بنا في اشتعالاته:» فلا بِـيَ مـا يَشُـدُّ لِجَذْبِ عَيْنٍ/ وَلا بِكَ ما يَرُدُّ لِغَضِ طَرْفِ/ ولا اصْطَلَحَ الوُجودُ مَدىً لِحُزْني/ وَلا اخْتَـلـقَ الْجُنــونُ فَـمــاً لأُفّـي/ وَها أنا والرّحيلُ على رَحيلٍ/ أعيش بِما أُسِرُّ بِهِ َتُخْفـــي/ وَشَيْءٌ فِيَّ مِنْكَ يَسيلُ جَمْراً/ كَأنّي قَدْ عَبَرْتُكَ رغْمَ أَنْفي/ وَأنْتَ هُنا وَلَيْسَ هُناكَ مِنّي/ وَجِلْديَ في مَنافي الرّوحِ كَهْفي/ أُفَتّشُ عَنْ أَكُفِّكَ تَحْتَ جِلْدي/ وَتَبْحَثُ تَحتَ جِلْدِكَ عَنْ أَكُفّي».
وفي نهاية الأمسية قدم الفنان رائد السرحان وصلة غنائية حازت على إعجاب الحضور وتفاعله معها، وكما قامت فضائية الشارقة بتغطية وقائع الأمسية الشعرية الغنائية.