03-12-2017 03:31 PM
بقلم : د محمد جرادات
لا يخفى على احد ان موسم قطف الزيتون في الاردن وكل دول البحر المتوسط من اهم المواسم التي تزيد من دخل المواطن سواء كان صاحب الزيتون او من يتضمنه او من يعمل بالقطف والعصارات واصحابها والعامين فيها واذا جميعنا لا يختلف انه موسم خير وخاصة انه يبدأ مع بداية الخير والمطر والشتاء والبرد وحاجة الناس للزيت لما فيه من طاقة حرارية عالية، ولأهمية هذا الموسم فان كثير من المواطنين الذين يعملون بالوظائف الحكومية يؤخرون اجازاتهم لهذا الموسم لكي يكون لهم دور المشاركة الفعالة في قطف الزيتون.
ولكن ما اود الاشارة اليه هنا ان الايادي البيضاء الحرة النظيفة الشريفة العفيفة ايادي امهاتنا واخواتنا وزوجاتنا وبناتنا لهن برنامج مختلف تماما عن برامج العاملين بقطف الزيتون من الرجال، فيبدأ برنامج العمل قبل الرجال بساعة على الاقل لتحضير الفطور وتجهيز الشاي وتعبئة سخان الشاي الخاص بالحقل وبكرج القهوة ولف السندويشات وتعبئة براد الماء ولف الشوالات والمفارش وما الى ذلك من اعمال تسبق صحيان الرجل من النوم وياتي هنا مرحلة أخرى وهي مرحلة تجهيز ابناء المدارس من تصحيتهم وملابسهم وتجهيزهم بالمصروف والسندويشات وغسولهم واسنانهم وباقي الواجبات وتستمر هذه المرحلة التي غادر بها الرجال الى الحقل وبدأوا برنامجهم اليومي الى انتهائها من الغسيل والجلي وتعزيل المنزل وتحضير المواد اللازمة لوجبة الغداء وثم تلتحق المرأة لتساعد الرجل وتقف معه جنبا الى جنب ويدا بيد اما معتلية الشجرة بسيبة او سلم او تقف على برميل او كرسي بلاستيك متجاهلة الخطر الذي يمكن ان يلحق بها وفي نفس الوقت هي جاهزة لتلبية الطلبات وتنفيذ الاوامر مثل: صبيلي كاسة شاي أو اسقيني مي, او ناوليني باكيت الدخان وقشريلي حية كلمنتينا وهي تكون في متناول يده وهو الاقرب اليها ولكن هذا مفهوم اردني لا يمكن تغييره وتبقى على هذه الحال الى ما بعد صلاة العصر بقليل وهنا تبدأ المرحلة الأصعب عندما تصل البيت وتغتسل وتصلي الظهر والعصر جمع تأخير وتبدأ بتحضير المائدة للاشاوس الذين سيعودون بعد ساعتين, وللعلم هم ليسوا جياع بل اكلوا من الفواكة والحمضيات والهريسة ما يكفيهم لليوم التالي ولكن البريستيج الخاص بقطيفة الزيتون مختلف تماما في الاردن, ويتم انتظار القطيفة وبعد عودتهم بصفوا على الدور عالحمام وتبدأ رحلتها مع الغسيل وتفقد الأواعي والجيوب لاخراج حبات الزيتون ووضعها في مكان بعيد عن الفراش حتى لا يتوسخ, وهي حسب الاستفتاء أصعب مرحلة تواجه الام وقد تستمر الى ما قبل منتصف الليل من جلي وغسيل وتجهيز ملابس لليوم التالي والتفكير شو غدا بكرة ويا ويلهم اذا كاجى يوم الاثنين يوم دور المي والمشكله ما حدا راضي وللعلم هذا لا ينطبق على جميع نساء الاردن ففي المقابل هناك قطافات ورود ويفتعلن الاعذار باقتدار وقد درجت مقولة أن شهري تشرين الثاني وكانون الاول هما شهران يكثر فيهما المواليد في الاردن" بحسبنها كويس" لتفادي قطف الزيتون
بين قطافات الورد والزيتون شتانا وشتانا
فاياد احبها الله اشتغلت بالحلال بين بيت وبستانا
فلا وردة قطفت فهي الورد كله وريحانا
وان كلت معاصمها فبيتها راحتها وقرانا
والاثنين بدور الماء يذكرها فلا قيلولة ولا نوم وكل البيت سهرانا
ولا أحد بذاك اليوم يكلمها اتركوني فكل اليوم شقيانا
فمن بيت الى حقل الى بيت الى طبخ الى جلي الى غسل الى هجر ونسيانا
فمالي اليوم لا أسعد بزوج ضل حيرانا
فلست اليوم مكرهة على قول ولا فعل ولا ادري ابعد هذا نسيانا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-12-2017 03:31 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |